في وداع قائد وطني خلدته افعالة وانتصاراته.. كتب| يحيى أحمد.
في وداع قائد وطني خلدته افعالة وانتصاراته.. كتب / يحيى أحمد.
كتب/يحيى أحمد
الشهيد القائد عبد اللطيف السيد أحد رجالات الثورة المخلصين، وركيزة من ركائز الصمود والمقاومة، يتميز بعقلية العسكرية والأمنية الاستراتيجية، وعبقريته الميدانية الفذة التي قهرت العدو في كل ساحات المواجهة .. هذا القائد الاستثنائي تخلقت وتشكلت شجاعته ومواهبه الامنية والعسكرية كمحارب جسور
قبل ان يكون قائد، في مراحل النضال الثوري التحرري الجنوبي ، وفي أتون الصراع والحروب التي لا تعرف الهوادة ضد الجماعات الإرهابية القاعدية والداعشية والاخوانيه والحوثية ومافيات الجريمة المنظمة… سجل حضوره وفعلة القوي وبصماته الواضحة في مختلف معارك الوطن .. منذُ وقت مبكر ذاع صيته في ابين وغيرها من المحافظات كمقاتل ذو مراس وباساً شديد كان اسمهُ يثير الرعب في أوساط الجماعات الارهابية.. تميز بكاريزما القائد الملهم الذي التف حوله طابور طويل من الشباب ورجال القبائل الوطنيين الشرفاء المدافعين عن حرية وأمن واستقرار شعبهم .. وصفة ُالبعض ممن يعرفوه بالخنجر المغروز في خاصرة الجماعات الارهابية وتسبب لها بالكثير من الاوجاع و النزيف المتواصل البشري والمادي والمعنوي
منذُ وقت مبكر وضعته الجماعات الارهابية ومن خلفها المؤسسات الحزبية والأمنية والاستخباراتية الحاضنة والداعمة لهذه الجماعات ضمن أولويات اهدافها.. تكررت وتعددة محاولاتها لنيل منه وتصفيته بوسائل وأساليب وأسلحة مختلفة لاحقته في كل مكان كان يتوجه إليه حتى داخل العاصمة عدن لنيل منه إلى أن مشيئة الله نجتةُ من عشرات المحاولات التي لايتسع المجال لذكرها ..ونكتفي في هذه العجالة بالتذكير بأهم محاولات الاغتيال التي سبق وان تعرض لها الشهيد .
1-في 4 أغسطس 2012، هجوم انتحاري لتنظيم القاعدة الارهابي استهدف مخيم عزاء في منزل القائد عبداللطيف السيد بمدينة جعار، وخلّف هذا التفجير الإرهابي 45شهيد وعشرات الجرحى، بين الشهداء عارف السيد وعبد السلام السيد شقيقي عبد اللطيف السيد، وأصيب هو أيضاً بالانفجار إصابة بالغة وفقد على إثرها إحدى عينيه.
2- في 22 سبتمبر 2012م، عملية انتحارية بحزام ناسف استهدفت القائد عبداللطيف السيد في العاصمة عدن، وأدت لإصابته وثلاثة من مرافقيه بجروح.
3-في نوفمبر 2017م، استهداف موكب القائد عبداللطيف السيد بعبوات ناسفة زرعها عناصر القاعدة الإرهابية، أثناء مغادرته لمدينة المحفد متوجهاً إلى زنجبار.
4-في فبراير 2019م، تعرض القائد عبداللطيف السيد لمحاولة اغتيال في مديرية المحفد، بعبوات ناسفة زرعتها عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي.
5- في مايو 2020م، استهداف موكب القائد عبداللطيف السيد بهجوم مسلح في منطقة باتيس أدى لاستشهاد اثنان من مرافقيه وإصابة اثنان آخران.
6- في نوفمبر 2021، استهداف موكب القائد عبداللطيف السيد، بهجوم مسلح لعناصر من تنظيم القاعدة، وأدى لإصابة قائد حراسته بإصابات خطيرة.
7- في مارس 2022، استهداف موكب القائد عبداللطيف السيد بهجوم انتحاري بسيارة مفخخة، في الطريق الرابط بين مدينتي جعار وزنجبار.
وتعتبر هذه المحاولات لاغتياله بين أدمى هجمات تنظيم القاعدة التي حاولت اغتياله ،
في صبيحة يوم أمس الخميس 10 أغسطس/ 2023م استشهد القائد البطل العميد عبداللطيف السيد ،والى جانبة (اركان عمليات حزام ابين صلاح اليوسفي ،الشيخ محمد كريد، وعبد الله علي أحمد لعمس، وعبد الله سعيد كريد، وحسين محمد دمبا صالح.) وعدد من مرافقيه
إثر تعرض موكبه لانفجار عبوة ناسفة في وادي حنن في مديرية مودية .
هكذا هم الثوار الحقيقين حملة راية الدفاع عن الحرية والكرامة والعزة يقضون جل حياتهم وسنوات شبابهم في ميادين الشرف والبطولة حاملين معهم مشاعل النور التي تضيء للاجيال الدروب نحو المستقبل والغد الجميل والمشرق ..مثل غيره من عظماء التاريخ الوطني والمجاهدين في سبيل الحق كانت حياته متأرجحة بين خيارين لاثالث لهما أما النصر أو الشهادة النصر الذي يعني الحرية والعزة والكرامة والعدل والمساواة..الانتصار للقيم والمبادئ والمثل الدينية والانسانية والحضارية ،لقد ضل الشهيد متمثل لهذا القيم الوطنية والانسانية ومحارباً جسوراً في سبيل انتصارها إلى أن توفاه الأجل لينظم إلى قافلة الشهداء الجنوبيين الاحرار وبرحيله فقد الشعب أحد قلوبه انابضة بالحرية والعنفوان الوطني وفقد الوطن أحد مشاعل النور المتوهجة التي أبت إلى أن توقد من زيتها ودمائها الطاهره عشرات بل مئات المشاعل المتوارثة و المتناسلة عن بعضها داخل كيان هذا المجتمع ،
بالأمس ختام الشهيد مسيرة حياته الحافلة بالفداء والعطاء والتضحية ليخلد التاريخ لحظات الشهادة والرحيل في أزهى صورها وألوانها بكل ما تحمله من دلالات ودروس وعبر لقد استشهاد ممسكاً ببندقيته وعلى الرض المعركة يقود سرايا الجند المقاتلين الجنوبيين من نصراً إلى نصراً أكبر منة ضمن متوالية هندسية لاتتوقف..أمس ترجل هذا الفارس ابن أبين العظيمة الولادة بأمثاله من الابطال والفرسان العظماء ممن سبقوه وممن سيأتي بعدة ..ترجلا وهو يقود معركة “سيوف حوس” ضدفلول الجماعات الارهابية التي تمثل الامتداد المتطور والاقوى لعملية سهام الشرق لتطهير محافظة أبين وبقية محافظات الجنوب من خفافيش الظلام الارهابية .
في مرحلة المخاض والمد الثوري التحرري السلمي المنظم الذي بدأ في عام 2007م بقيادة الحراك التحرري السلمي الجنوبي الذي ساهم في تأطير قيم ومبادئ الثورة الجنوبية وتوسيع قاعدتها الاجتماعية التي شملت كل شرائح والكيانات الاجتماعية في الريف والحواضن الوطنية الجنوبية والانتقال في الثورة الجنوبية نحو ابعاد اقليمية ودولية غير مسبوقة وفتح النظار العالم ووسائل اعلامه على الجرائم التي يرتكبها نظام الاحتلال بحق الجنوبيين في الوقت الذي أصبح فيه عاجزاً على موارات وإخفاء هذه الجرائم عن أنظار العالم ..ومنذُ العام 2009
وأصبح النظام صنعاء الاستعماري القمعي أكثر عجزاً عن إخماد الثورة الجنوبية التحررية السلمية أو احتواها أو القضاء عليها أو تفكيكها وتفجيرها من داخلها باستخدام سياسة العصا والجزرة ..في هذا العام وصلة عملية استخدام وسائل التنكيل والقمع والإرهاب المادي والفكري إلى ذروتها دون تحقيق أية نتائج مرجوة ، مما اضطره إلى استخدام مخالبه القذرة وأدواته الاجرامية الارهابية المتمثلة بالقاعدة وملحقاتها ومعهم طابوراً طويل من مليشيات الاخوان وبذات طلاب المعاهد العلمية وجامعة الإيمان في صنعاء وعناصر مؤسسات القمعية للدولة التي ارتدت رداءة القاعدة والجماعات الإرهابية وتزامناً مع حملة إعلامية سياسية دبلوماسية داخلية وخارجية لتضليل الرأي العام المحلي والدولي واتهام الحراك الجنوبي بالإرهاب أو ما اطلق علية رأس نظام الاحتلال ومكينة اعلامة حينها بالحراك الجنوبي القاعدي.. أونطة بالجماعات الإرهابية بشقيها القاعدي والمؤسسي الأمني جملة من المهام بالقضاء على الثورة الجنوبية تتمثل أبرزها:
1-التصفية الجسدية عبر التيارات والأعمال الإرهابية لقادة الحراك الجنوبي والثورة الجنوبية وهذا ماكشف عنه الشيخ طارق الفضلي في حواره المشهور مع قناة يمن اليوم .
٢- تنفيذ سلسلة من الجرائم والأعمال الإرهابية واستهداف المنشآت الخاصة والعامة وضرب الآمن الاستقرار الوطني والمجتمعي داخل عدن والمحافظات الجنوبية واتهام الحرك الجنوبي بها واستخدامها مبرر مطاردة وتصفية واعتقال عناصرها الثورية الفاعلة واتهامهم بهذه الأفعال .
3-الاستهداف المباشر للفعاليات السلمية الجنوبية بالفوضى والتفجيرات والاغتيالات وملاحقة وتصفية العناصر محددة وفاعلة لهذا الفعاليات وملاحقتها في الازقة والشوارع والساحات العامة بهدف اغتيالها وتصفيتها أو اعتقالها .
4- تمزيق الوحدة الجغرافية والاجتماعية والسكانية للثورة السلمية الجنوبية من خلال السيطرة على محافظة أبين واقامة امارة اسلامية فيها وتقسيم خارطة الثورة الجنوبية إلى كيانات منفصلة عن بعضها لهدف تسهيل ضربها .
5-هذه الحملة الاستعمارية الجديدة لترسيخ سيطرة وتعزيز القبضة الاستعمارية على الجنوب وثرواته وسعيه للقضاء على ثورته السلمية، هذه الأساليب الاستعمارية الوحشية حكمت الضرورة على الثورة الجنوبية تطوير أدائها وآليات وأساليب عملها في استمرار التصعيد الثوري السلمي والتصدي لقوى الإرهاب وشهد الواقع اشكال تنظيمية جديدة من العمل الثوري الجنوبي .
أحد أشكال هذا العمل الذي نحن في صددة والذي ارتبط بشكل مباشر للمسيرة النضالية والعملية للشهيد القائد البطل العميد عبد اللطيف السيد ورفاقة هيا اللجان الشعبية،في مطلع العام 2012 عين الشهيد قائد اللجان الشعبية في محافظة أبين بشكل رسمي،
خاض الشهيد معارك ضارية مع التنظيم الإرهابي والحق به خسائر كبيرة ، غير أن تعرض لعدد من محاولات الاغتيال التي أصيب على إثرها وفقد احدى عينيه ، الى جانب فقدانه لعدد كبير من أقاربه وأتباعه بعمليات غادرة نفذها التنظيم في أكثر من مكان بمحافظة أبين..
في اللحظات التي تعرض فيها وطننا الجنوبي ومحافظة أبين الباسلة بموجة جديدة من الغدر المتدثر بعباءة القاعدة ومسمياتها المختلفة .
التحق في الصفوف المقاتلين لقد اقترن اسم الشهيد وخاتمة حياته المهنية والنضالية في سلسلة من الانتصارات المتلاحقة. نحو عقداً من الزمن منذُ تولية قيادة اللجان الشعبية في 2012م وحتى استشهادة صباح يوم أمس الموافق 2023/8/10م
لقد فقد الوطن الشهيد في مرحلة عصيبة وحساسة من تاريخ الجنوب حيث تحتشد كل قوى الاحتلال الداخلي القديمة والجديدة وتعيد تنظيم صفوفها وتحالفاتها الداخلية والخارجية القديمة والمستجدة بكل ألوان طيفها السياسي و أحزابها وتنظيماتها الاجتماعية والقبلية والعسكرية والمليشيات .. و تتجلى امامنا يوماً عن يوم وبشكل واضح عملية الإعداد والتحضير المتسارعة والمستجدة والإعداد لمعركة تاريخية فاصلة وحاسمة يكون الحوثي والاخوان والقاعدة رأس جربتها في محاولة أخرى لإعادة احتلال واستعمار الجنوبي . الأمر الذي يحتم على شعبنا بكل أطيافه وقواة إشراك واستيعاب مخاطر المرحلة والعمل على استنفار وحشد كافة طاقاتنا وامكانياتنا المادية والبشرية في مواجهة هذه الأخطار والاستعداد لخوض معركة مصيرية يتوقف على نتائجها حاضر ومصير ومستقبل الجنوب ارضاً وشعباً فأما أن نكون جديرين مقتدرين على خوض هذه المعركة المصيرية والانتصار النهائي فيها نستعيد حريتنا ووطننا وعزتنا وكرامتنا ، وشروع في إعادة بناء هذا الوطن والدولة من جديد وفق الخيارات التي يرتضيها شعبنا لنفسه وأما المصير الآخر وهو معروف للجميع وأقل ما يمكن وصفه هو ضياع هذا الوطن والشعب في بحر النسيان وتحويله إلى مستعمرة الظلم والاستعباد..وامام هذا الخيرين بين” أن نكون أو لأنكون ” لامجال اليوم لكل جنوبي بالتنصل عن مسؤوليته تجاه وطنه وشعبه واجياله القادمة ،ولا مجال لانصاف المواقف أو استمرار التمترس في المناطق الرمادية أو في خنادق المصالحة الذاتية وصراعات المضاوية والبينية والعصبيات الضيقة والحسابات والايدلوجيات ما دون الوطنية.
رحل الشهيد القائد ورفاقه وبرحيلهم اضيفة ارقام جديدة من الوطنيين الشرفاء إلى مئات الآلاف من من سبقوهم ومن من سيأتي بعدهم وهم يقاتلون من أجل حرية وانعتاق شعبنا واستعادة وطنهم كا أقل وأحب من الوفاء نقدمه لهؤلاء هو أن نحترم ونجل تضحيتهم وسيرقدماً في استكمال الأهداف والغايات الوطنية النبيلة التي ضحوا في سبيلها.