حيد القصص اسم له تاريخ في الضالع .
مقال : الشيخ مسعد الجنيد
يتربع هذا الحصن شمال غرب جبل جحاف بمحافظة الضالع والى الغرب من حيد الصم او ماكان يعرف بحصن الغراب الذي هو كذالك يقع الى الشمال الشرقي من جحاف.. وعلى كل حال يطل حصن القصص على منحدرين سحيقين من الشمال والجنوب ناهيك عن حصانته من الغرب تفضيا به الى مخلاف حجر.. وممازاد من مكانته انه لايوجد له الا مدخل واحد. ويتسع الحصن عند قاعدته ويضيق كلما صعدنا عليه. الا انه يتسع عند القمه ليشكل ملث غايه في التحصين. ومما زاد الحصن جمالا اشتماله على عدد من المدرجات الزراعيه في قمته لاسيما وجود عدد من الصهاريج الخاصه لحفظ المياه ناهيك عن احاطته بسور رباني بديع يصعب على العدو اجتيازه..
علما ان تلك الصهاريج هي اخر ماتبقئ من اطلال الحصن وحتى يومنا هذا لاسيما بعد تعرضه لتدمير. وربم كان ذالك في نهاية عهد الدولة الطاهرية وذالك بسبب لجوء اثنان من امراء الدولة الطاهريه اللذان قادا تمردا على السلطان الطاهري عامر بن عبدالوهاب الطاهري نسبا اليافعي بلدا واللذان استغلا غياب السلطان في زبيد فسنحت لهما فرصة اعلان التمرد ولكن وفور وصول الاخبار اليه عاد مسرعا فاخرجهم من العاصمه المقرانه قسرا ولكنهما فرا الى حصن القصص بجبل جحاف احد جبال الضالع المشهوره ولكن السلطان لم يترك لهما فرصة التقاط انفاسهما بل ضيق الخناق عليهما وعندها فرا الى حصن المعفاري كما اورد ذالك المؤرخ الشهير بامخرمه ليستسلما.. ومن هناك الى سجن المقرانه … ليتم بعد ذالك تدمير الحصن اما نكالا لاستقباله من قادوا التمرد او اثناء المواجهه ليتم بعد ءالك استبداله بحيد الصم او ماكان يعرف بحصن الغراب والذي يقع شمال شرق جبل جحاف.
واما تاريخ انشاء حصن القصص فايعود الى العصر الحميري الثاني. وهو ما أشارت اليه كثير من الشواهد مثل ظهور بعض العملات قبل خمسه اعوام في احدى القرى الواقعه الى الغرب من الحصن وذالك عن طريق الصدفه من قبل احد النحاله.. والتي تشير تلك العمله الفضية الى ذالك حيث كتب عليها بخط المسند اسم الملك الحميري ثيران وكذالك اسم عاصمة صك العملة (ضفار) العاصمه الحميريه الثانيه. كذالك تشير المصادر انه حدث انتعاش للقرئ من حول الحصن في تلك الحقبة وبالذات قرية مردع مايسمى اليوم حبيل السوق وقرية المرياح وقرية الضمر الواقعه في الاتجاه القبلي من الحصن. علما ان اللفظ (ظمر) تعني في القاموس السبئي. هو كل ما اضمر اوخفي هذا لفضا واما في المعنى فايقصد به المنطقه الرابضة بين مرتفعين وهو الحال التي عليه اليوم تلك القرية. كذالك ذكر المؤرخ البريهي الذي عاش في القرن الثامن الهجري حيث افاد ان قرية الضمر من بلاد حجر قد اشتهرت بالفقهاء واورد عددا منهم. واعتقد ان قرية الضمر اليوم تقع ادناء من الضمر التاريخيه التي كانت تقع على مرتفع صخري متوسط الارتفاع من القريه الحاليه الواقعه في قعر الوادي. كذالك احب ان اشير هنا انه وعلى الرغم من شهرة حصن القصص وحصانته الا ان المصادر عن القبائل التي عاشت فيه مازالت ضأيلة وبالذات في العصر الاسلامي. الا اننا نستطيع ان نقول ان عدد من الشواهد تدل على وجود عدد من القبائل التي نعتقد انها عاشت في الحصن او فيما حوله وهي مازال لها بقيه في تلك الانحاء.. ومع ذالك فان تاريخ حصن القصص مازال يكتنفه الكثر من الغموض وتلفه كثير من الاسرار لاسيما ومن خلال التسميه التي سمي بها الحصن (القصص) رغم ان تسميته القديمه حصن العر والى ماقبل ٦٠٠عام تقريبا مع العلم ان فيه وسائل عيش جعلت منه حصن مناسب لرياده فهو يشرف على وادي خصيب يتوسطه غيل تبن الدائم الجريان وبالقرب منه وديان صغيران تتنوع فيهما المحاصيل الزراعية وفي داخله مساحه من الارض ربم كانت تجلب اليها اشجار الزينه والفاكهه كماهي سجية اقيال حمير ناهيك وجود كهف في قلب الحصن يتسع لمأة رجل ناهيك عن وجود ثلاث قمم الاولى كان قد بني فيها الحصن وملحقاته وصهاريجه والثانيه نوب الحراسه والثالثه فيها سقاية مغلقه تحفظ فيها مياه نقيه للضروره وعند اللزوم… ولكن ورغم افول نجم هذا الحصن منذو عقود. الا ان عبق التاريخ يشتم من نظارته الضاربه في اعماق التاريخ ….
زر الذهاب إلى الأعلى