مقالات وتحليلات

الأنسانية أصبحت ركاماً وأنقاضاً على رؤوس الأبرياء

صوت الضالع / أبو هواش الشاعري 

ننادي ونصرخ دون أن يسمعنا أحد في العالم المهجور، أصبحنا ننادي بصوت لا يحدث ضجيجاً من تحت ركام وأنقاض الأنتهاكات الانسانية، وربما أننا لا نعترف في الغفلة التي نمر بها حالياً وتلك الغفلة ليست أي غفلة ولكن تختلف في طوال مداها بين أوساطنا بشكل لم يشهد العالم بمثل هذه الغفلة التي تغيرت فيها وجوه من حولنا وكثرت الأقنعة وتلوثت النواياء، الكيثر وربما الجميع يتمتع مع حياة الخبث والكيد والمكر والخدع والخيانات وحتى القلوب لم يبقى فيها الحب والطيب والتراحم والأعماق …

أصبحنا نختلف عن مخلوقات البر والبحار التي تواصل حياتها الطبيعية وشعورها تختلف عن شعور المخلوق البشري الذي جعل الكورة الأرضية أكثر ضجيجاً بالفتن والقتل والتوحش الذي جعل الضعيف يموت قهرا والشهرة يعيشها المجرم وحتى الأغنياء تزتاد أموالهم من الأحتيال والكذب والأفتراء وأكثر من هذا يعيش فيه ارذل الناس وبهذا الأسباب غادرت الأنسانية من هذه الأرض من تكرار أفاعيل سيئة يفعلها البشر أصحاب القلوب الصلبة التي منها يفوح الخبث والحقد والشر … الخ مثل رائحة النفايات التي أخذ الجميع شهيقاً وزفير منها، وحتى المستنقعات أصبح يطاردنا البعوض من المبيت في المياة الراكدة، بسبب الأنسانية التي أساءت لها كل النواياء البشرية ( بأنتهاكات ) بلا حدود …

لا توجد أشارة تفرق بيننا عن تلك الغابات التي تسكنها الوحوش المفترسة ، سوى أن غابة الوحوش فيها الأسود والمنور لا تأكل ولا تقتل بعضها وهي تفترس لكي تشبع معدها الخاوية جوعا فقط دون أن تسعى لتدمير الأشجار أو إحراق الأزهار أو تعبث باليماة ولا تعمل فوضا ولم أرئ أو أسمع عن أسد تعمد على قتل نملة أو نمرا قتل عشرات الغزلان من أجل أثبات القوة ولم نشاهد ذئبا مهاجما على قطيع من الأغنام وقتل العشرات لمجرد التسلية والترفاهية …

بهذا تختلف كثيرا غابة المفترسات عن غابتنا البشرية التي أصبح فيها وحوشا تقتل بدما باردا ودون علما من هو الفاعل وأبا يذبح فلذت كبده دون مراعاة البراءة في تلك الملامح وهنا فأن غابة المفترسات تختلف عنا تماما هنا تكررت الفتن والقتل والفساد والتجاهل والصمت بلا وازع ضمير ولم يأخذ الجميع شعور من الحيطة والحذر خوفا من الوقوع في مخاطر الأنزلاق حتى النهاية الوخيمة …

ولم يبحث الجميع عن مناصرة السلام بعد أن أستشعرنا الوصول الى أعلى مستويات الإنتهاكات التي بسببها لم نتمكن من صنع النظام الذي يتلائم مع أحكام الله ومع مبادئ الحق والعدالة التي تقرها الحياة ويتقبلها العقل والفطرة الأنسانية والأسلامية بأعتبارهما أيضا من بديع خالقنا رب هذا الكون والوجود الذي أصبح به الأنسانية يتوارثها الأنسان لكونها من حكمة خالقها ووفقا للسنن الكونية والربانية العظيمة …

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى