صوت الضالع / كتب / عادل العبيدي :
مبدئيًا الجنوبيون مع أي مساعي عسكرية لاجتثاث الكهنوت الحوثي من على أرض الجمهورية العربية اليمنية، لما في ذلك من مصلحة دينية وأمنية على الجنوب وعلى المنطقة العربية برمتها، ولا أحد يستطيع أن يزايد أو ينكر دور المقاومة والجيش الجنوبي والشعب الجنوبي ومدى صدقهم في الحرب والعداء ضد الحوثيين وساحات الوغى قد كانت وما زالت خير شاهد على ذلك.
على خلفية المستجدات الحوثية الأخيرة التي حدثت في العاصمة اليمنية صنعاء ضد المتظاهرين الذين خرجوا يحتفلون بعيد 26سبتمبر، وعن إعلان زعيم الميليشيات ما اسماه التغييرات الجذرية التي بدأت بإقالة حكومة بن حبتور واستبدالها بحكومة أخرى لم تشكل بعد، وما كان لهذه المستجدات الحوثية من انعكاسات عند القوى اليمنية الأخرى المتواجدة في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة (الشرعية اليمنية) ، يبرز أمامنا هذا السؤال ، هل كل تلك المستجدات وانعكاساتها حقيقية وجادة أم هي عبارة عن بروفات سياسية متفق عليها من قبل ، الهدف منها تعطيل مسار المفاوضات والتسويات بين الحوثي والسعودية وكذلك تعطيل النجاحات الدبلوماسية للمجلس الانتقالي الجنوبي وخاصة النجاحات التي حققها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي في زيارته الأخيرة إلى أمريكا؟
إعلان الحوثي عن ما اسماه التغييرات الجذرية هذا يعني أن هناك تفاهمات في المفاوضات للاعتراف به كسلطة أمر واقع على المحافظات الشمالية الواقعة تحت سيطرته العسكرية ، يقابله اعتراف بالجنوبيين وممثلهم المجلس الانتقالي الجنوبي كسلطة أمر واقع على المحافظات الجنوبية ، لكن الحوثي وما تسمى الشرعية اليمنية راق لهم الاعتراف بالحوثي على الشمال ولم يروق لهم الاعتراف بالمجلس الانتقالي الجنوبي على الجنوب ، لذلك وعن طريق التخادم الدائم بين الشماليين حوثي وشرعية وكما هو دأبهم حتى يبقى الجنوب في أيديهم كانت هذه المستجدات الأخيرة التي حدثت في صنعاء وانعكاساتها عند قوى ما تسمى الشرعية اليمنية هي عبارة عن بروفات كاذبة الهدف منها خداع وإغواء دول التحالف والإقليم ودول العالم أن الشعب الشمالي قد أنتفض ضد الميليشيات الحوثية وأصبح إسقاط الحوثي من الداخل مسألة وقت ، وكل ذلك من أجل حرف قناعات الدول الإقليمية والدولية التي توصلت أخيرا إلى أنه لا يمكن للسلام أن يحل في اليمن إلا باستعادة دولة الجنوب المستقلة والاعتراف بها ، لذلك حاول كلا من الحوثي وما تسمى الشرعية اليمنية وعن طريق افتعال بروفات المستجدات الأخيرة لفت أنظار التحالف والإقليم والعالم للعودة إلى دعم و تنظيم ما تسمى الشرعية اليمنية وقواتهم في داخل المحافظات الجنوبية من أجل الاستعداد للقضاء على الحوثي كذبا وزورا كما فعلوها خلال تسع سنوات حرب .
ومن يدري ربما كان يريد الحوثي من تغيير حكومة بن حبتور وبدعم من القوى اليمنية المتواجدة بالخارج هو من أجل اختراق دول التحالف عن طريق تهريب بن حبتور من صنعاء إلى الرياض واستقبال الرياض بن حبتور كبطل ومن ثم الموافقة على تعيينه في منصب رفيع جدا في ما تسمى الشرعية اليمنية .
حتى نستطيع تقييم صدق أو كذب المستجدات الأخيرة التي حدثت في صنعاء وصدق وجدية انعكاساتها عند قوى الشمال المتواجدة في الخارج يتبين ذلك من خلال طرح هذه الأسئلة :
هل المظاهرات الشعبية التي حدثت في الشمال يوم 26سبتمبر ضد الحوثي مازالت مستمرة ويزداد عنفوانها يوما عن يوم أو أنها قد ضاعت واختفت وخمدت؟
هل هناك استعداد قوي ونية صادقة وجادة من القوى الشمالية المتواجدة في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي وصحراء حضرموت إلى جانب القوات العسكرية التي عملت عرض عسكري في مأرب وإلى جانب قوات طارق عفاش المتواجدة في الحديدة ومن ثم إعادة تنظيم جميع هذه القوات للحرب ضد الميليشيات الحوثية وتعزيزا للمظاهرات الشعبية التي ظهرت في صنعاء ؟ .
من خلال الإجابة عن هذين السؤالين بأفعال حقيقية تكون مشاهدة على الأرض يكون تقييم تلك المستجدات الأخيرة من صدقها أو كذبها.
على المجلس الانتقالي الجنوبي أن يكون على أتم الاستعداد لمواجهة مثل تلك المستجدات الكاذبة والزائفة وفضح مؤامراتهم بالمضي في إقناع دول الإقليم والعالم للاعتراف بدولة الجنوب المستقلة كطريق وحيد لإنهاء الحرب في اليمن وإحلال السلام.
زر الذهاب إلى الأعلى