صوت الضالع / كتب : اسماء عبدالرازق
سؤال محتاج ترو وبعد نظر وليس اندفاع والعواطف تسبقك ، تحاصرك الأفكار بكلام كبير، الوطن ليس حاكما أو أميرا أو ملكا أو قصر حكم وعلاقة بين حاكم ومحكوم ولا هو المساحة على الخريطة ولا طريقة الحكم إن كانت عادلة ورشيدة ولا بذخ وبدون فكر عقيدة ، الوطن هو أنت القارئ النجيب لأنك بكل بساطة ووضوح تحدد المسافة والمكان والزمان والظروف المتاحة لتكون أنت الوطن ،كم قرأ الرسالة وتخيل أو اقتنع أن ما يقرأه هو المقصود وهو الوطن،وكم شخص شعر بحكم المسؤولية الملقاة على عاتقه أن انتشر الخبر أنه أصبح فلان فى حد ذاته وطنا وسيكتب التاريخ عنه بعد زمن أنه كان ممثلا للوطن ،عليه أن يترك أثرا ولا يرشى التاريخ ليغير ما سيفعله كوطن، تخيل ولو لفترة نعتبرها نزهة بالخيال واستراحة ونظن أن من قرأ الحروف المرسلة للوطن كان عددهم ألف وطن ،لا تواصل ولا يعلم أحد بأنه يوجد غيره اسمه وطن.
هب أن كل وطن تصرف وفق مسؤوليته واعتقد أن قلم وكاميرا التاريخ ترقب فعله عن كثب ولن يفيد أي خداع ،عليك أيها الوطن أن تفعل كل ما يمكنك فعله من واجب وفرض ومن محبب وميسر ومسموح به ،ومن ضمن الخيال المباح لك حق اختيار الأرض التي تنفذ عليها رسالتك كوطن ، وأن تدون لمن بعدك كيف بدأت ومتى سينتهى الخيال والحقيقة أيضا ، وما نتيجة عملك كوطن وهل ستكون راضيا عن ما يكتبه التاريخ عنك أم أنك سوف تتهمه بأنه ظالم ولم ير ولا يعرف ماذا فعلت من تضحيات، اجعل من ضمن خيالك المبدع أن الأرض التي اخترتها للتنفيذ ، بها كل الموارد والخيرات التى تساعدك أن تكون وطنا ناجحا ولو لفترة الاختبار. الان استعد بكشف الحساب، سجل الخير والشر، كل فعل واكتب تحته سبب لفعله ، وهل ظلمت أحدا ممن تخيلت أنهم رعاياك وستسأل عنهم، هل تنتظر أن تشتكي منك الموارد والخيرات أنك أهدرتها أم ستشكرك أنك حافظت عليها ، ونمت بأيدك وأصبحت أكثر منفعة؟ هنا دق الناقوس ليعلن انتهاء التخيل ويطلب من كل وطن الانتباه، هنا سيقف كل وطن أمام مرآة التاريخ يذكر ما فعل وما لم يفعل ، والتاريخ شاهد ويرد كذبه أو يؤكد صدقه، كل من قرأ كان وطنا، فتخيل ((كم فاعل وفعل وأرض وكم مسؤول نفذ وايقن أنه وحده وطن )) أن اجتمعوا فسيكون الوطن كل من عاش على أرض الخيال ونفذ في الواقع ما أدرك أنه أصلح وأفضل ما يكون، عندها سيكون الوطن ألف حاكم والآلاف من المحكومين الكل في مكانه عاش وطنا ونفذ دوره فلا الوطن الحاكم ظلم ولا الوطن المحكوم أفسد.
