صوت الضالع / كتب : شفيقة مرشد
ونحن نحتفي اليوم بالذكرى الستين لثورة ال14 من أكتوبر المجيدة، لا ننسى شهداءها ومناضليها وأبطالها الأفذاذ ، نساء ورجالا وشبابا،
فننتهز هذه الفرصة لنتوجه لهم بأصدق التحايا، والتمنيات بالصحة والعافية لمن لا يزال على قيد الحياة،والسلام والخلود والمجد لأرواح شهدائها الأبرار، والتحية لشعبنا العظيم الذي ساند الثورة والثوار.
إن ثورة ال14 من أكتوبر وثورة الجزائر ، هما الثورتان الحقيقيتان في الوطن العربي ،قدمتا آلاف الشهداء قربانا للحرية والاستقلال من المحتل الأجنبي المغتصب للأرض وحرية شعبها.
إن ثورة أكتوبر المجيدة التي انطلقت ضد الاحتلال البريطاني من جبال ردفان الأبية ، بقيادة الشهيد راجح بن غالب لبوزة ورفاقه ، والذي استشهد في نفس ذلك اليوم،بعد أن شنت سلطات الاحتلال البريطاني حملات عسكرية ، استمرت أشهرا على مناطق ردفان،وخلفت كارثة إنسانية ، حيث مارست حينها سياسة الأرض المحروقة .
وإنصافا للتاريخ ، فقد جاءت ثورة أكتوبر وانتصرت بفعل العديد من الانتفاضات الشعبية قبل قيامها في معظم مناطق الجنوب. فقد شهدت المحميات الغربية والشرقية انتفاضات شعبية ضد الاحتلال،قوبلت بالعنف الشديد ، حيث وأنها لم تكن تمتلك أداة سياسية لتمثيلها، تنظيما وإدارة، فقد قمعت بعنف شديد ،وزادت وتيرة الهجمة العسكرية البريطانية ضد القبائل الثائرة
والتي لم تجد -وخاصة قيادتها- من وسيلة سوى اللجوء إلى الخارج حينها.
بدأت ثورة أكتوبر نشاطها العسكري ضد نظام الاحتلال البريطاني من الأرياف ، وفي ال15 من ديسمبر للعام 1964،
نفذ الفدائي المناضل خليفة عبدالله حسن خليفة، أول عملية فدائية في عدن ،عن طريق تفجير قنبلة في مطار عدن ، أسفرت عن إصابة المندوب السامي البريطاني تريفاسكس بجروح ومصرع نائبه القائد جورج هندرسن ،كما أصيب عدد من مرافقيه من البريطانيين وبعض وزراء حكومة الاتحاد.
كانت هذه العملية هي البداية التي نقلت الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني من الريف إلى المدينة عدن.
واشتدت العمليات الفدائية ولعل أشهرها ما حدث يوم 20 يونيو 1967 هو السيطرة على مدينة كريتر ولمدة أسبوعين.
في أغسطس 1966 أعلنت بريطانيا اعترافها بقرارات منظمة الأمم المتحدة لعام 1963 و عام 1965، والتي نصتا على حق الجنوب في تقرير مصيره والتحرر من الحكم الاستعماري البريطاني
واعتراف الأمم المتحدة بشرعية كفاح شعب الجنوب
طبقا لميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وتحت تأثير ضربات الفدائيين وسقوط المناطق الريفية بأيدي الثوار ، أعلن وزير الخارجية البريطاني جورج براون في ال14 من نوفمبر 1967 استعداد بلاده منح الاستقلال للجنوب في ال30 من نوفمبر 1967 وليس في 9 يناير 1968 كما كان مخططا سابقا.
في ال30 من نوفمبر 1967 تم جلاء آخر جندي بريطاني عن مدينة عدن ، بعد احتلال دام 129 عاما، وتولى السيد قحطان الشعبي رئاسة الجمهورية ، وتشكلت أول حكومة برئاسته.
بعد تحقيق الاستقلال ،تم الشروع في بناء الدولة الوطنية ،دولة النظام والقانون والتي أرست نموذجا تنمويا منحازا للفئات المجتمعية الشعبية وركزت على بناء الإنسانية باعتباره محور التنمية وغايتها .
وتمكنت وبنجاح من لملمة شتات أكثر من 22 مشيخة وسلطنة وإمارة في دولة مركزية واحدة مهابة ، وبمشروع حداثي قائم على العدالة والمساواة ومن أجل الانتصار للدولة المدنية ، دولة النظام والقانون ، والتي افتقدناها بعد إعلان قيام ما سميت بدولة الوحدة والتي تم الغدر باتفاقياتها ودستورها ، من قبل دولة الجمهورية العربية اليمنية ، والتي مارست سياسة المحتل على شعب الجنوب من إقصاء وتهميش وتجهيل وإفقار وقهر ونهب وسلب كل ثرواته وإيراداته وممتلكاته من قبل عصابة السلطة في الشمال ، إلا أن ماله كمال كافة أشكال الاحتلال وهو الزوال المؤكد.
إن الشعوب وإن استكانت فترة من الزمن ، سرعان ما تعود مرة أخرى لاستعادة حقها الأصيل في تحرير إرادتها وقرارها وتقرير مصيرها .فالشعوب في تاريخها لا تغفر لمن يعمل على قهرها ، ولا تستكين له،
وها هي تخوض نضالها ضد المحتل الثاني ،وحتما سيكون النصر حليفها ، هكذا عملنا تاريخ الشعوب،
عيد اكتوبري مجيد وكل عام وأنتم بألف خير ومحبة وسلام.
زر الذهاب إلى الأعلى