كتب : ماهر العبادي أبو رحيل
أيها الوطن المرسوم على شغاف قلوبنا. ها نحن أصبحنا معك وأنت معنا ، فلسنا لغيرك ننتمي، ولا بسواك نحتمي، ولا بغير حريتك نتذوق طعم الحرية ولا بغير عيدك يكون لنا عيد، أنت علمتنا كيف يكون الإنسان منتصب القامة شامخ الهامة. يا رفيق التاريخ يوم كان التاريخ فتى. وسليل المجد يوم ولد المجد من طيب ثراك أبجدية عطر وعطاء وفداء.
ها أنت تصحو مرة أخرى على بزوغ فجر الحرية ، وكم صحت عيناك من قبل على مدار الأيام والسنين على مثل هذا الفجر، ها أنت تصحو تفتح ذراعيك تتنسم عبق نسائم الحرية المعطرة بأنفاس أجيال من عاشقيك اصطفوا جيلاً جيلاً يقدمون لك فروض التضحية والفداء.
أنت المجد يا جنوبنا الحبيب حلفت بترابك الغالي. بسمائك الشامخة، بهوائك، بمائك، بأزاهيرك، بأطيارك، وبكل ماينتمي إليك، لن نستريح إلا يوم خلاصك وتحريرك كاملاً، يوم تشرق على ربوعك شمس الحرية التي لا تغيب شمسها، يوم يعود لك بهاؤك الذي اغتالته غربان الليل، يوم تعود أطيارك تصدح فوق أفانينك اليانعة، يوم يعود فرسانك حاملين راية الاستقلال. يوم تزهو أزاهيرك. تعطّر المدى بأريجها الفواح. يومها تكون أنت المسقبل المشرق .
أنت المجد يا وطني الحبيب مغناة أنت على فم الزمان تشدوها الأطيار للأطيار جيلاً فجيلا موجة عطر أنت تنفحها الأزاهير عبقاً يسافر في ارتعاشات نسائم ولدت في أحضان آصالك وأسحارك. شلال ألق أنت يلون المدى إباء وكبرياء. قصيدة عشق أنت يغازلها كل شاعر عساه يقطف بعض عناقيدها.
عساه يستمطر وحي مدادها على صفحات أوراقه البيضاء. فتخضوضر وتزهر وتضيء الفضاء شعراً وحباً بين يديك.
سلام عليك أيها الوطن الساكن في وجدان إنسانك. والمسكون فيك هذا الإنسان.
مازال عشاقك يدخلون محرابك أفواجاً أفواجا يرتلون لك أنشودة الحرية. هاماتهم ترنو إلى السماء بكبرياء، تتوج جبين زمانك بغار التمرد. ترفع الكؤوس أنخاب انتصار، تقيم أعراساً لعيد حريتك الموعودة به الأجيال. يومها تسترجع الأعياد لونها المضمخ بالحرية. المتفيء ظلال التحرير والخلاص والمجد والفخار
زر الذهاب إلى الأعلى