صوت الضالع / متابعات
ضمنت الولايات المتحدة برفضها مشروع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لصالح “وقف إنساني فوري لإطلاق النار” في الثامن من كانون الأول، استمرار العقاب الذي تفرضه إسرائيل على شعب بأكمله، ليتواصل الروتين المروع في غزة، بمزيد من القتلى والجرحى والدمار دون أمل في رؤية النهاية، بحسب ما أشارت إليه صحيفة لوموند الفرنسية.
وفي افتتاحية لها التي اختارت لها عنوان: “إسرائيل التائهة في مذبحة غزة”، لفتت الصحيفة إلى أن حق الدفاع عن النفس أصبح هو الحق في تدمير كل شيء، منذ أن أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن إسرائيل تواجه “حيوانات بشرية” وأنها “ستعمل على هذا الأساس”.
وتحولت نتائج الإستراتيجية الرامية إلى القضاء على حركة المقاومة الإسلامية “حماس” الآن إلى الموت في كل مكان، والمستشفيات التي تقصف، والعوز وتجويع مئات الآلاف من البشر، بحسب “لوموند”.
وأضافت أن الفلسطينيين يدفعون كالماشية بأوامر إسرائيلية من جزء من قطاع غزة إلى آخر، وصرخات رؤساء وكالات الأمم المتحدة الذين يبذلون، رغم الازدراء الإسرائيلي، جهودا مثيرة للإعجاب وإن تردد صداها في الفراغ.
ورأت لوموند أن هذه المذبحة غير المسبوقة ليس لها ما يبررها لأن النتائج التي تم الحصول عليها حتى الآن لا تزال بعيدة عن الهدف المعلن بالقضاء على حماس، مشيرة إلى أن خسارة إسرائيل في هذه الحرب، ليست مفاجأة، لأنها انعكاس لانحرافها قبل السابع من تشرين الأول، منذ أن مزقت نفسها على أساس عقدها الاجتماعي بدل القانون، في ظل اعتداءات التيار المتطرف الذي ينخرها منذ أكثر من نصف قرن، خاصة أن الولايات المتحدة لا تحمي إسرائيل من نفسها.
وختمت الصحيفة بتبرير ممثل الولايات المتحدة في الأمم المتحدة استخدامهم حق النقض ضد وقف إطلاق النار، بأن مثل هذه الهدنة “ستزرع بذور حرب مستقبلية”، متسائلة “هل تصدق واشنطن أن استمرار القنابل التي تزود بها إسرائيل في الهطول على غزة من دون حماية المدنيين، يمكن أن ينتج غير الكراهية التي لا تنطفئ على هذه الأرض الدامية؟”.
زر الذهاب إلى الأعلى