خاطرة / بشرى حسن الاحمد
أنا لستُ كاتبة، أنا حزن على الحروف، وكتاب يأكله الغبار على الرفوف، وتراكمت كلماتي على الحروف، وخرج صمتي عن المألوف، ذهبت الفصول الأربعة في قلبي، ولم يتبقَ شيء غير الدمعة على خدي، ورجفة القلم بيدي..
أريد أن أعود إلى طفولتي، وأستيقظ باكراً، وأذهب إلى مدرستي وعندما تسألني معلمتي ماذا سأصبح عندما أكبر سأجيبها بكل ما زرعت الحياة فيني من قسوة، أريد أن أنام مثل الذين ينامون دون خوف، دون تفكير، دون ذلك الصمت الذي يأكل عنين القلب..
أريد الجلوس مع شخص مختل عقلياً أتحدثُ بكل ما داخلي، فيستمر بالضحك حتى يشعرني باستخفاف الأشياء التي أرهقتني طيلة هذه الأيام..
أنا أكتب الدراما لكن لا أعيشها، أخبروا من يسكن الدار أنني لن أطرق بابه، ولن أدعس عتابه، ولن أعاتب سكانه، احترق فؤادي وأنا أنادي أين سكان الدار، ما بك ما زلت في حبي محتاراً..
هل تنتظرني أن أختار وحبك في قلبي أصبح دماراً، تنتظرك عيوني ليلاً ونهاراً على عرفت الشباك، أنظر وأنا محتار هل أطرق الباب وأكسر العتاب، في هذه الطرقات الغريبة يوجد أشخاص يمثلون دور الحياة التي لا تمثلهم.
هناك أشياء لا تستحق الكفاح لأجله في هذه المرحلة من عمري، أبني نفسي على أن أكون إنساناً فقط لا غير، عندما كنتُ صغيراً أخبروني الكبار أنني عندما أكبر سأصبح قوياً، وعندما كبرت أصبحت أكثر ضعفاً لا يمكنني أن أتخطى ذلك، لن تمشي الحياة وكأن شيئاً لم يكن، لكن ذهب كل ما لدي وكأنه شيئاً لم يكن لم يترجم إحدى كلماتي، خانتني يدي عندما كتبت لك ذلك..
وفي سيجارتي الملغومة يوجد أنت، في سيجارتي الملغومة يوجد إنسان أبرد من الجليد، وأبعد من المحيط، أنا مخادعة لا تصدق ما تراه، أنا لست بهذا الصمود، أريد أن أكتب في حروفي، ولكن أخاف الكلمة لا توفي حق حبي لك..
ما ضرني غيابك، ولكن أهلكوني الذين يلمونني بك، فقير أنت لم تدرك حبي حزين أنت لم تكسب ودي، غريب أنت بعيد ولست بقربي، أناني أنت لم ترني أحترق لوصالك..
زر الذهاب إلى الأعلى