صوت الضالع / خواطر وجدانية
لربما أصاب الشوك قلبي هذا العام، وتناثرت أفكاري، وتشتت عقلي، وارتجفت يداي كثيرًا، وتغيَّرت معتقداتي وتفكيري، لكني صرت أقوى وأنضج.
لربما قست الحياة عليَّ أكثر من أي وقت مضى، وداعبت أشواك الحياة قلبي، لكنه نضج ليعلم ما يحتاجه وما يحبه. لقد تبدَّلت معتقداتي تجاه أحبائي، وبانت لي حقائق كنت أغفل عنها، ودعني أقول لك إن لمن القسوة أن تُخدع ممن تحبهم، لكنك ستتعلم مثلي من تلك المواقف.
نعم لم أنجُ من أفكاري هذا العام، لم أنجُ من نوبات الهلع ولا حتى من بكائي، لقد ظل ضعفي يطاردني في كل مكان، لكني صرت أقوى، ويا لهذا القدر الذي يجعلك تظن أنك شخص سيئ وتظل أفكارك تطاردك بتلك الصورة عنك، لكن وبعد أن أخذت خبره هذا العام في الحياة دعني أقول لك شيئًا فهمته، أنت لست بذاك السوء الذي تظنه عنك، أنت حقًا شخص جيِّد يقبع بداخله بعض الصفات السيئة، ويجب عليك أن تعرف حقيقة البشر يا عزيزي.
نحن أبناء آدم الذين نبغض ونكره الحياة، لكننا متعلقون بها حد الجنون، نحن من لا نتخلى عن شهوتنا تجاه الحياة حتى وهي تصفعنا كل يوم بحدث جديد أشد قسوة من الذي قبله، لكننا ما زلنا نتشبث بها مثل طفل صغير يخشى أن يفقد أمه في الحشد. للحياة متعة ولذة خاصة فريدة من نوعها.
لكن في كل مرة نتصالح معها، تأتي هي وتلعب معنا بخبث ودهاء للحد الذي يُشعرك بأنها قريبة القرب كله منك، لكن عندما تقترب أنت منها تجدها سرابًا، هي تلعب معنا على سور هش بسيط، تجري وتتمايل بجسدها فنلهث نحن ونجري بشهوة تجاهها حتى نقع في مخالب دهائها مرة أخرى.
فها أنا وأنت يا عزيزي نقف على حافة انتهاء عام كامل بقسوة وحنانه، وها نحن أحياء بعد كم غريب من المواقف الصعبة، لكن دعني أقول لك أننا اجتزناهم رُغم الصعاب كلها.
لقد كان عامًا في غاية القسوة، لكن ها هو ينتهي وأنا أقوى وأنضج وأعلى دراية بنفسي. عسى أن يكون العام المقبل أقل قسوة على قلوبنا من هذا العام. دُمتم
