اخبـار متنوعة

إضاءة .. العمود في الشعر شكل فقط

كتب : فاطمة امزيل

الشعر إبداع ذاتي يختزل أحداث ووقائع نفسية واجتماعية واقتصادية وسياسية وكل ما يتعلق بما يواكب حياة الشاعر.

الشعر شيء متغير تماما كما يتغير البشر في تفكيره ومعاشه وهندامه وسكنه، وكما تتغير معطيات الحياة، ومن يرى أنه ثابت في كل معطياته ومقوماته وأشكاله البنائية والمضامينية، فهذا هراء، إذ لا يمكن أن نحكم على الإبداع من خلال موروث متغير في الزمان وحسب الظروف الحياتية للإنسان، فالإبداع يواكب أنماط ومتغيرات الحياة شكلا ومضمونا، ولسنا ملزمين بطرق كتابة الأولين. نعم، يجب الإطلاع على إبداعاتهم والاستفادة من صيغتهم وصورهم الإبداعية، لكن ليست هناك اضطرارية للأخذ بالمضامين والبناء، وكأنما هو قرآن منزل لا يحق لنا التصرف فيه.

الإبداع حرية وتحرر. حياتنا وأحلامنا وأوضاعنا المعاشية والسياسية وغيرها، مختلفة تماما. الإبداع ليس عبادة ولا مبدأ أخلاقي، إنه إحساس وابتكار وتطلعات وانتقادات تقدم في قوالب اختيارية وبأشكال تناسب المبدع.

القصيدة العمودية هي شكل يناسب الزمن الذي تبناها وحتى المواضيع والأحداث وأنماط العيش وكل جزئيات وتفاصيل الزمن الذي ظهرت فيه. حتى البحور والأوزان لم تكن كما قدمها الخليل، بل كانت متعددة ومتنوعة، وما جاء به الخليل كان منتقى حسب إيقاعات الفرس ونغمهم في القول والغناء.

 

كل العصور التي تبنت القصيدة العمودية كانت حياتها متشابهة، لكن حين ظهر الاختلاف والتجديد في الحياة، ظهرت التغيرات والاختلافات في الشعر العربي وفي قلبه وقالبه. فمنهم من تبنى التجديد جملة وتفصيلا، ومن تبنى جزء منه،أي شعر جديد في قالب قديم، أو شكل قديم ومحتوى جديد، حسب ما ترتاح إليه القصيدة.

ولا أحب أن أحكم على مبدع بجهالة ولا بقلة وعي بما يأتينا به من عمل إبداعي مهما كان وكيفما كان، مادام كان عملا جيدا وهادفا.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى