كتب / الشيخ محمد احمد ناصر العزي
في مطلع عام 1967م وُلِدَ عيدروس قاسم الزُبيدي بإحدى أرياف محافظة الضالع، وبميلاده سجل التاريخ ميلاد ثائر ومقاوم جنوبي كتب له القدر أن يُغير مجرى التاريخ في وطنه الجنوب العربي بعد أن عصفت به رياح التغيير في العام ١٩٩٠م من الدخول في وحدة مع الجمهورية العربية اليمنية ليتلوها احتلال شمالي للجنوب بعد حرب صيف عام ١٩٩٤م .
وظل الجنوب تحت الاحتلال إلى أن برز نجم الثائر الجنوبي عيدروس الزُبيدي يلوح في الأفق الثوري بمحافظة الضالع الجنوبية الهوى والهوية، حين قرر مع مجموعة من الثوار المقاومين تأسيسه لحركة تقرير المصير “حتم” عام 1996م والتي عملت على اغتيال الرموز السياسية والعسكرية والأمنية التابعة لنظام الاحتلال اليمني للجنوب، وحكم عليه مع عدد من رفاق دربه بالإعدام في محاكمة عسكرية غيابياً في عام 1997م من قبل هذا النظام الغاشم .
وفي العام 2015م عين الزُبيدي محافظاً للعاصمة الجنوبية لعدن وتعرض لأربع محاولات اغتيال وعمل للعاصمة الجنوبية ما لم يعمله من سابقيه من المحافظين في أصعب الظروف
الرئيس الزُبيدي كان وطنياً بامتياز يكره العنصرية والمناطقية وإثارة الفتن بين أبناء الجنوب ، وتجلى ذلك بوضوح بدعوته
جميع القوى السياسية والمقاومة في الجنوب إلى سرعة تشكيل كيان سياسي نداً للتيارات السياسية في الشمال.
واستطاع الزبيدي المناضل الثائر والسياسي الحصيف أن يحقق في عهده الإنجازات السياسية والعسكرية والأمنية والدبلوماسية وعلى مختلف المجالات والصعد ، ففي الرابع من مايو 2017م احتشد أبناء الجنوب من كل المحافظات بساحة العروض بخورمكسر وتوجوه بإعلان عدن التاريخي الذي خوّل اللواء عيدروس الزُبيدي بإنشاء مجلس سياسي جنوبي استجابة لتطلعاتهم وتلى ذلك تشكيل الهيئة الرئاسية للمجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الزُبيدي في 11 مايو 2017م ثمَ أعلن الجنوبيون في مليونية 21 مايو 2017م كامل تأييدهم للمجلس الانتقالي الجنوبي وتفويض الرئيس الزُبيدي لهم في تمثيل الجنوب محلياً وإقليمياً ودولياً.
وما زالت كلمته التاريخية عالقة في إسماع كل الجنوبيين حين قال: “سيظل حرصنا على وحدة الصف الوطني الجنوبي ثابتاً، فهذا نهجنا منذُ اليوم الأول، ولقد كنا على يقين دائم بأن الجنوبيون جميعاً يقفون على نفس الهدف وإن اختلفت الطرق وتباينت الوسائل، واليوم، نقف على أعتاب مرحلة جديدة تتطلب مننا خطوة وطنية نحو مزيداً من التنسيق والتعاون والشراكة”.
هذا الكلمة التي أكدت تجسيد مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي في أنصع صفحات التاريخ ليبدأ عهد جنوبي جديد تحت قيادة القائد الفذ الرئيس عيدروس الزبيدي ليرسم منطلقات استراتيجية لاستمرار نضال كل شرفاء الجنوب في ثورتهم السلمية ضد قوى الاحتلال اليمني بهدف تحقيق تطلعات إرادة شعبنا الجنوبي لنيل استقلاله واستعادة دولته الجنوبية.
وأستطاع المجلس الإنتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس الزبيدي تدويل قضية شعب الجنوب، بعد أن كانت قضية شعب الجنوب لأكثر من عقدين عبارة عن قضية حقوقية مطلبية في إطار الدولة اليمنية، فإن المجلس الجنوبي عزز الواقع السياسي بالإنتصارات العسكرية والتي توالت بعد تشكيله في مواجهة الحوثيين ودحرهم من العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية، ومكافحة الإرهاب”.
استحق الرئيس الزبيدي أن ينال لقب رجل المهمات الصعبة في الوقت الصعب وتوالت إنجازاته على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والأمنية والدبلوماسية
وعمل بكل ما يملكه من قدرات قيادية عالية وبكفاءة الحصيف المتزن على توحيد مكونات الحراك الجنوبي، وإيجاد قيادة سياسية حكيمة رشيدة، وقوات صلبة قادرة إلى إيصال قضية الجنوب إلى بر الأمان .
يحسب للرئيس الزبيدي أنه عمل على هيكلة المجلس الانتقالي الجنوبي وجمعيته الوطنية ليشمل كل المكونات والقوى الجنوبية وبتمثيل عادل لكل محافظات الجنوب وجسد بدعواته الوطنية الحوار الجنوبي الشامل ، وعمل على إرساء العمل المؤسسي في كل هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي ، وظل يعمل بصمت في مواجهة كل التحديات والمعوقات والمؤامرات التي كانت تستهدف الجنوب واستطاع بصلابة شعب الجنوب وقواته المسلحة الجنوبية أن يفشل كل مخططات أعداء الجنوب من قوى النفوذ الشمالية وقوى الحوثيين والتيارات الإخوانية والإرهابية ، وإفشال مخططات القوى الإقليمية والدولية التي كانت تتآمر على قضية شعبنا الجنوبي .
إنجاز عظيمة للرئيس الزبيدي في بناء القوات المسلحة الجنوبية وتحديثها وتطويرها وتأهيل منتسبيها حتى أصبحوا قادرين على الدفاع عن الجنوب وحماية أمنه واستقراره .. إنجازات عملاقة لا تكفي مؤلفات لسردها تحققت في عهد الرئيس الزبيدي الذي نثق بأنه الربان الماهر الذي سيخرج السفينة الجنوبية إلى بر الأمان ، وآخر إنجاز له قراره لتشكيل مجلس العموم الجنوبي الذي يضم في قوامه الجمعية الوطنية ومجلس المستشارين والذي نجحت فعالياته بامتياز .
الدعوة لكل أبناء الجنوب بمكوناتهم وقواهم السياسية والمجتمعية ومن مختلف شرائح المجتمع بالوقوف إلى جانب الرئيس الزبيدي لاستكمال ما تبقى من أجل نيل الجنوب لاستقلاله واستعادة دولته التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من أن تكون واقعاً ملموساً ، وما زال الرئيس الزبيدي على وعده عهد الرجال للرجال ومن لم يأت إلينا سنذهب إليه والنصر قريب بإذن الله .
زر الذهاب إلى الأعلى