مقالات وتحليلات

منْ معاهدةِ ميونيخْ معَ هتلر إلى مشروعِ مسقطٍ للسلامِ معَ الحوثي .

‏منْ معاهدةِ ميونيخْ معَ هتلر إلى مشروعِ مسقطٍ للسلامِ معَ الحوثي .

سيكونُ منْ الأخطاءِ القاتلةِ عندما يقللُ البعضُ في اليمنِ أوْ الجنوبِ أوْ حتى في المنطقةِ منْ الخطرِ الذي تشكلهُ جماعةُ الحوثي المذهبيةِ، فهذهِ الجماعةِ العنصريةِ ليستْ منظمةً سياسيةً تحملُ فكرا سياسيا واقتصاديا أوْ مشروعا وطنيا يمكنُ أنْ تختلفَ أوْ تتفقُ معهُ ، إنما تحملُ مشروعها العنصريَ التوسعيَ المشابهَ تماما للمشروعِ الصفويِ في إيران الذي لا يرى غيرهمْ حكاما وأصحابَ نفوذٍ في منطقتنا .

إنَ الذينَ يقللونَ منْ حجمِ هذا الخطرِ المحدقِ والتهديدِ الذي شكلهُ وتشكلهُ جماعةُ الحوثي في اليمنِ على الجنوبِ وبلدانِ المنطقةِ يرتكبونَ خطيئةٌ لا تغتفرُ ويحملونَ اعتقادا خاطئا أنهمْ ظنوا أنَ مدَ جسورِ العلاقاتِ وتوقيعِ اتفاقاتِ سلامِ وترسيخها معَ هذهِ الجماعةِ منْ شأنهِ أنْ يحدَ منْ طائفتيها اوسلاليتها وسيقودُ إلى سلامٍ حقيقيٍ ويسقطُ خطرُ التوسعِ الإيرانيِ أوْ يسقطُ حكمَ الولايةِ القائمِ عليهِ مشروعهمْ في صنعاءَ ، هذا التفكيرِ السطحيِ والهروبِ منْ مواجهةِ الحقائقِ كما هيَ لنْ يقدمَ لا سلام ولا استقرار ولنْ يجعلَ الحوثي وطنيا أوْ يتخلى عنْ أهدافهِ في المنطقةِ بلْ قوةً عابرةً للحدودِ .

عندما نقرأُ بموضوعيةِ وندرسُ وقائعَ التاريخِ والأحداثِ والتطوراتِ التاريخيةِ في اليمنِ والبلدانِ التي عصفتْ بها جماعاتُ التشيعِ الصفويِ سنجدها منذُ قيامِ ثورةِ الخميني قبل 45 سنةٍ قد فقدت هويتها واستقلالها وتم تدميرها ، رغم انه قد مرتْ عليها الكثيرَ منْ الحروبِ والغزواتِ والمواجهاتِ المختلفةِ ، واستطاعتْ التغلبَ عليها و أقامت أشكالٍ مختلفةٍ منْ السلطاتِ الوطنيةِ رغمَ عجزها وفشل تجاربها.

لكننا اليومَ نعيشُ وضعا مختلفا تماما عما سبق فعندما نتابعُ ما جرى ويجري ، فنحنُ نمرُ بحالةِ خارجَ السياقِ التاريخيِ بدخولِ عنصرِ الخطرِ الذي تمثلهُ هذهِ الجماعةِ العنصريةِ في اليمنِ كذراعٍ لنظامِ الملالي الذي لا يرى غيرهُ أوْ وكلاءهُ مهيمنونَ ليسَ على اليمنِ وحدهُ وإنما على المنطقةِ ، لذلكَ نجدُ أنفسنا أمامَ وضعٍ غيرِ مسبوقٍ ، ذلكَ أنَ الخطرَ الذي تمثلهُ هذهِ الجماعةِ هوَ في قيامِ نظامٍ سلاليٍ ومذهبيٍ كما هوَ حالُ إيران ، وهوَ ليسَ مجردَ خطرٍ خارجيٍ يزولُ بزوالِ الاحتلالِ أوْ إنهاءِ الغزوِ ، بلْ إنهُ يمثلُ خطرا داخليا ستبقى أفكارهُ وعقيدتهُ مستمرةٌ مرجل للفوضى حتى وإنْ زالتْ أوْ تمتْ إزاحةَ هذهِ الجماعةِ المليشياوية فكيفَ إذا تمَ شرعنتها وقوننةْ سيطرتها .

إذْ إنَ العبثَ بغسيلِ مخِ الأجيالِ قدْ بلغَ مداهُ بلْ وحتى التلاعبِ بالتربيةِ الدينيةِ والمذهبيةِ للمجتمعِ اليمنيِ ، أنها تكشفُ حقائقَ مروعةً عما وصلةً إليهِ وهيَ أنَ التعبئةَ العقائديةَ قدْ طرأَ عليها تغييرٌ كبيرٌ متزامنٌ معَ إشعالِ صراعٍ مذهبيٍ إلى الدرجةِ التي يمكننا القولُ إنَ احتمالاتِ وقوعِ حروبٍ مذهبيةٍ لمْ تعدْ فرضيةً مستحيلةً بلْ واقعٌ قائمٌ أ كثرَ منْ أيِ وقتٍ مضى .



د . حسينْ لقورٍ ‎#بن_عيدان

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى