كتب / حسين أحمد الكلدي
عندما كان البشر على هيئة مجموعات قبلية متفرقة ومتناثرة يسعي كلاً منها لاكتساب قوته اليومي بالصيد وكان يظهر من بين هولاء رجال يمتازون بقوة الشكيمةويكتسبون مهارات التخطيط والصبر والبداهة والأصرار على العطاء في العمل وتحدي الصعاب في الحصول على تأمين الطعام للمجموعة والاستبسال والتصدي للاخطار التي تتعرض لها مجموعتهم وعندما تظهر تلك الصفات في شخص ما لا أحد يجروء في التعدي عليه تقديراً بما يقدمه من رعاية واهتمام فلهذا يظهر الجميع الإذعان والاحترام وبالمقابل يشعر هؤلاء بالمسئولية وأرتفاع قدرهم ومكانتهم في المجتمع وفي هذه الحالة وعلى هذا الأساس نحن نتقبل فكرة رجال بارزين في مجتمعاتنا ولكن بناء على شروط ليس لها علاقة بالقوة الجسدية أو الصفة الاستبدادية وفي المقابل ليس لدينا أي مشكلة في وجود شخص ما ذا مكانة أكبر من المحيطين به إن كان في الأسرة أو العمل اوالمجتمع . تحت نظام يفضي إلى التعاون والتعاضد والتلاحم ويزيد هولاء من الحصول على مميزات أكثر وبهذا نقتدي بهم ونزيد من وتيرة العمل ونقدم للمجتمع ما يجعلنا نتقدم جميعا إيضاً نحاول تطوير أنفسنا للحصول على موقع متقدم في التسلسل الهرمي في المجتمع وللحصول على تلك الامتيازات ورفع مكانتنا التي يحصل عليها الأشخاص البارزون فمن دون الاستعداد لتقديم التضحية لمصلحة الآخرين في الوطن أو القبيلة أو الشركة فلا يتبواء أحداً مكانته في القمة الا اذا اتبع المعايير الموضوعية لذلك وعنده الاستعداد للتضحية من أجل الآخرين فهولاء من يستحقون ان نمنحهم الثقة والولاء لادارة دفة القيادة وهذا ليس لانهم يريدون ذلك وانما للامتنان منهم نتيجة التضحية التي قدموها ولكن قد يحدث من يضل طريقه منهم حتى وأن كان عائداً عظيما فقد يحدث للبعض فينتابه الانانية المفرطة والغرور وينسي المسئولية تجاه المجتمع وهولاء قد يفقدوا توازنهم وينحرفوا عن الهدف ويتناسوا ما قد أوكل اليهم من مسئولية ويظهر ذلك انهم كانوا من الأشخاص الذين سعوا لرفع مكانتهم العالية وذلك من خلال الغش والخداع والتسلق على انجازات غيرهم لنيل امتيازات السلطة أو القيادة التي حصلوا عليها دون الوفاء بمسئولياتهم كقادة وهولاء هم الضعفاء ذوي النفوس المريضة الذين يضحون بمن هم تحت رعايتهم لأجل تحقيق مآربهم و مصالحهم الشخصية.
إن القائد الحقيقي هو من يضحي باحتياجاته لأجل احتياجاتنا وهناك من يتقمصوا دور وشخصية القائد وقيامهم بالخداع في جوانب أخرى من جوانب الحياة وحصول بعض القادة على المال والامتيازات وهم فعلا لايستحقونها لانهم لايقدمون بالمقابل اي خدمة لهذا المجتمع أو الشركة أو المؤسسة ويضحون بمن يعمل معهم من المخلصين من أجل الجشع وتضخم الإناء المكتسب من امتيازات القيادة أن تولينا للمناصب لانحصل عليه مجانا بل ندفع بذلك ثمن باهظ وهو التخلي عن المصلحة الشخصية والتخلي عن الانانية وتقديم التضحيات والإخلاص مع ضرورة الاحساس بالمسؤولية وعلى هذا الأساس لانمانع أن يحصل القادة على الإمتيازات في المناصب وتمايز في مرتباتهم والحصول على مميزات وحوافز تشغيلية وكذا متعلقات الجاه والتقدير والاحترام فهم يدركون ذلك تماما وهذا الشعور هو مايجعلهم يستمرون في العطاء وفي التنافس مع أقرانهم وغيرهم وتقديم المزيد من الانجازات ومقابل هذا يحصلون على الشهادات والأوسمة الرفيعة في سلم التسلسل الهرمي للقيادة ليفخروا بها ويتم وضعها على صدورهم ويجعلون شهاداتهم بارزة في مقدمة وواجهات مكاتبهم وفي مجالس بيوتهم ليشاهدها اخوانهم واحفادهم وازواجهم وزوارهم ليفخر بهم الجميع ويحذوا حذوهم .
زر الذهاب إلى الأعلى