مقالات وتحليلات

من الذكريات (مدرسة رصد الاعدادية) 

كتب : حسين احمد الكلدي.

في بداية العام74- 75م كان اول سنة لنا في المرحلة الاعدادية واول سنة لتاسيس مدرسة رصد الاعدادية في المديرية الغربية كان الزخم الوطني في تلك المرحلة يتوقد في نفوس المشرفين على العملية التعليمية وكان نائب المامور ومشرف دائرة التعليم انذاك هم راس حربة في قيادة تلك العملية ويبذلون جل اهتمامهم لانجاح ذلك الانجاز للصرح العظيم في المديرية الغربية الذي يحمل شعلة التنوير العظيمة للعلم والمعرفة لامة عاشت لعقود طويلة ترزح تحت ظلام دامس من الجهل والفقر والمرض طبعا ليسوا هم الوحيدين بل كل من كان يتواجد بالقرب منهم في دائرة القرار اي كان صغر الدائرة كانت تبذل مساهمات كبيرة من قبل الجميع في تذليل الصعاب في ضل شح الامكانات والموارد في كل الجوانب فالجميع يعمل بروح الفريق الواحد ومعهم كل فئات المجتمع وقد بذلوا مجهودات للحصول على اول محطة كهربائية صغيرة في تلك الفترة للاعدادية ولسوق رصد الذي تتواجد به كل الدوائر الحكومية في المديرية الغربية وتحقيق ذلك كان قفزة نوعية كبيرة جدا حيث كان يتم تشغيلها من الساعة 5.30 مسائا الى10-11مسائا ولايسمح باكثر من ذلك الا للظروف الخاصة للمستشفى وخصوصا الاشعة والطوارىء وكانت وزارة التربية والتعليم تقدم للطلاب وجبات الفطور والغداء والعشاء مجانية بالاضافة الى تامين السكن والاثاث في القسم الداخلي في 4 براقات بجانب بعضها البعض بشكل مربع وكانت المدرسة الوحيدة في المديرية الغربية التي اسست لتطوير التعليم للمتوسطة والثانوية العامة لان الطلاب الذين خلصوا المرحلة الابتدائية قبلنا كانوا مشتتين بين مديرية لودر ومديرية لبعوس لعدم وجود مدارس لتلك المراحل الا عدادية والثانوية في المديرية وعدم وجود مدرسين مؤهلين لتلك المراحل وكانت مدرسة رصد الاعدادية اول ثمرات النجاح للمبادرات الجماهيرية المتواصلة التي كانت تقام باشراف وبمجهودات هذه الإدارات التي ذكرتها سابقا كان الطلاب ياتون من الرباط السنيدي واليزيدي والسعدي ورخمة ومنطقة سرار والعمري وكل المناطق المجاورة وذلك يتم مشيا على الاقدام عدا قليل من الطلبة يجدون سيارات في طريقهم الى سوق رصد وذلك لعدم وجود سيارات مستمرة في الطريق الوعرة طبعا كانت المدرسة نقلة نوعية في ذلك الوقت وكانت شعلة من النشاطات حيث تم إنشاء الفرق الرياضية والفنية والثقافية وقيام مسرح للمشاركات في التمثيل الهادف للتثقيف في المناسبات التي تقام في كل المناطق المجاورة في السعدي اليزيدي ورخمة وسرار العمري وقسم الشعب وتم المشاركة في حفلات فنيه ومسرحة ناجحة جدا في لبعوس ولاقت من الجميع القبول والاستحسان وعند الإنتهاء من العام الدراسي في عام 75م اقام مجلس المدرسة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم والوزاراة المعنية بذلك بعمل معسكر شبابي صيفي للشباب لاول مرة يجمع الشباب من كل محافظة ابين وكان المشاركين فية كثير من الطلاب المنتمين لمنظمة اشيد الطلابية والمشاركة كانت طوعية حيث تم اقامة معسكر صيفي في جعار بجانب جبل خنفر وتم العمل على تدريب الشباب على جميع المستويات الرياضية والثقافية والعسكرية وكان الشباب يعملون مع المشرفين بشغف وبحب لانجاح المعسكر والتميز الاستثنائي في كل الجوانب و وكانت من الصدف ان حدث في ذلك الوقت فيضانات السيول في وادي بناء وسدت كل المنافذ للقنطرة بالسيارات والاشجار التي جلبتها السيول في طريقها من اماكن بعيدة مما ادى ذلك الى انسداد القنطرة وتعرضت مدينة باتيس للخطر وقد حضر في ذلك الوقت السيد الرئيس سالم ربيع علي الى القنطرة صباحا ودعى كل الدوائر الحكومية والجماهيرية الى العمل في مبادرة جماهيرية لانقاذ المدينة من الفيضانات التي تعرضت لها كان سالمين انسان مشاركا فعالا وواحدا من الجماهير الذي عمل بين الطلاب والجماهير بروح مخلصة عفويةجنب الى جنب مع الذين حضروا تلك المبادرة في رفع الاخشاب والسيارات والطمي ومن ضمن تلك الفعاليات المستمرة في المعسكر الصيفي كان لنا رحلات نقوم بها الى بعض الادارات والدوائر الحكومية ومنها زيارة مدرسة الشهيد عمر علي وكان في استقبالنا مدير المدرسة ومجموعة من الضباط الشباب لتلك المرحلة وكان الاحتفاء بنا رائع وترحيبا حارا عند وصولنا مع عمل لنا وجبة غداء بهذه المناسبة ومن ضمن الفعالية قام القائد بعمل محاضرة تعريفية بالمدرسة وما تقوم به من عمل في بناء الشباب وتاهيلهم وبعد انتها الزيارة و في طريق العودة اراد بعض الشباب عدم العودة للمعسكر وفضلوا القفز من على السيارات التي تقلنا والبقاء للتمشية في مدينة عدن طبعا في تلك المرحلة لايوجد احد منا عنده مايكفي من المال يصرف به على نفسه لمدة يوم واحد ولكن نتيجة طيش الشباب و اللذبن لم يعودوا معنا الى المعسكر وجدوا انفسهم عالقين لم يجدوا مصاريف العودة للمعسكر ولا مصاريف التمشية في المدينة وعاشوا في ورطة عصيبة نحن لم نحاول حتى بالتفكير في ذلك لان جيوبنا خالية لانملك حتى مصاريف التاكسي ولا مصاريف وجبة العشاء ولهذا ضلت هذه الرحلة عالقة في اذهان كل الشباب الذين شاركونا تلك المرحلة الجميلة والعصيبة في نفس الوقت بالرغم من تفوق ذلك الجيل وتحمله للمسئولية الكبيرة مبكرا وفي نهاية ذلك المعسكر عملت حفلة وداع وتكريم الشباب البارزين في جميع الأنشطة التي تميزوا فيها . 

حسين بن احمد الكلدي 

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى