صوت الضالع /متابعات /قراءة: فاطمة العرياني
عندما تقع في أي خطأ قد تتوارى عن الأنظار أو تتمادى باستهتار؛ كتاب «علمتني الأخطاء» يوجه التفكير بطريقة تربوية بمشاركتنا قصصاً من سيرته الذاتية.
بعد المقدمة يبدأ محمد بن عبدالله الدويش بـ«مدخل في التعامل مع الأخطاء» كتمهيد؛ ليبدأ بالخطأ الأول وهو «عتاب لم أنسه من فتاة» التي طلبت استشارته في بعض شأنها بالبريد الورقي قبل التحول الرقمي نظراً لمكانته بين الناس؛ ليعتبر من هذا الخطأ بمراعاة التباين بين الناس، ويكون حريصاً أكثر عليهم ثم ينتقل إلى بدايته التدريسية ورؤيته المثالية «مع المشرف التربوي»؛ بأن قدم له أسوأ الطلبة أداء ليشاركه المسؤولية ويلمس الخلل بنفسه ما أدى إلى تقييم سلبي له كمعلم؛ ليفهم حينها ضرورة فهم تفكير الناس، وينتقل في القصة بعدها باستعراض نتائج رسالته للماجستير في تقييم المعلمين على المدراء ثم يقع في الخطأ في طريقة تقديم هذه النتائج للمعلمين أنفسهم.
وفي «التصريح بما لا ينبغي التصريح به» تعلّم كيفية اختيار ألفاظه. أما في «المشورة غير الناضجة» يتحدث عن خطأ قد يقع فيه كثير؛ فانتبه إلى «نظراتك.. قد لا يراها الناس بريئة!»، و«إهمال بعض التفاصيل قد يؤذي»، وبعد «بين مكة والخرطوم» يأتي «خطيب الضرورة» ينبه فيه إلى أهمية مراعاة الجمهور، وفي «لا تستشر مثبِّطًا» يحكي فيها عن كتاب أحجم عن تأليفه بعد مشورة مثبطة ثم عاد إليه ونجح في نشره ثم يتابع قصصاً يتعلم منها مراعاة الناس والتواضع وتجديد النية واحترام الناس ومشاركتهم، والتماس العذر لهم حتى يصل إلى «كيف نتعامل مع أخطائنا؟» قبل خاتمة الكتاب.
كتاب تربوي توجيهي موضوعي يستند على القرآن والسنة مؤكداً أن الخطأ لابد أن يحصل لكن الأهم أن نتعلم منه.
زر الذهاب إلى الأعلى