كتب : مهيب الجحافي
في البداية، سنحاول استعراض لمحة بسيطة عن مبادرة فتح الطرقات، ومن قادها وخطط لها…وماهو الهدف من فتحها…هنا نستطيع عرض الصورة الحقيقية بكامل جزئيتها وتفاصيلها، من خلال القراءة المتأنية التي توصلنا إليها..فلو عدنا إلى الماضي، لوجدنا أن من رفض المبادرات الأممية وعطل جهود السلام الرامية إلى وقف إطلاق النار وفتح الطرقات هم جماعة الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً، ولكن ما الذي جعلهم يفتحون الطرقات بعد هذه السنوات الطويلة العجاف، فهل مبادرتهم هذه من باب الإنسانية كما يدعون أو لأهداف سياسية…كل ذلك سنعرفها في السياق الآتي.
فمن خلال متابعتي الحصيفة، لما يدور على الساحة السياسية.. اتضح لي أن إعلام الإخوان المركز على فتح الطرقات خلال الآونة الأخيرة ليس على سهل، وأنهم ينوون لفعل شي من وراءها، وهذا ما حصل بينهم وبين جماعة الحوثي، بعد أن اتخذوا محافظة مأرب اليمنية القابعة تحت حكم الإخوان، نقطة انطلاقة لتنفيذ خطتهم المدبرة، وعملوا من خلالها بتدشين فتح اول طريق “مأرب_ صنعاء” … ولأنهم عندهم مآرب مسيسة من فتح الطرقات، فقد أرادوا التخطيط لهذه المبادرة والإعداد الجيد لها، وحرصوا من عدم إظهار تقاربهم أمام الشاشات الإعلامية، واتخذوا من خلالها أساليب الخداع الإعلامي، إذ خرجت قيادات حوثية بارزة تسيء لتصرفات قيادة الإخوان وفي مقدمتهم نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، محافظ محافظة مأرب اليمنية الشيخ سلطان العرادة، بسبب عدم تنفيذه للشروط المتفق عليها من قبل اللجنة الخاصة بفتح الطريق…وهذه الحركات الإعلامية ليس إلا كذب في كذب وضحك على الذقون، وهي بنفس الوقت تأتي ضمن إطار خطتهم المدبرة بهدف إيهام الرأي العام بأن مليشيات الحوثي جادة في فتح الطرقات وتسهيل حركة التنقل أمام المواطنين.. وأن الطرف الآخر المتمثل بقيادة الإخوان المنظوية تحت سقف الشرعية أفشلت جهود اللجنة ولا تريد فتح الطرقات وتخفيف المعاناة عن كاهل المواطن….
فعندما تفكر جيدا، وتتساءل بينك وبين حالك، لماذا حزب الإخوان ركز إعلامه في الآونة الأخيرة على فتح الطرقات، وماهو السر الذي جعل جماعة الحوثي تتجاوب مع إعلام الإخوان بهذه السرعة الخاطفة، ولم تتجاوب مع مبادرات المبعوث الأممي لدى البلاد على مدى سنوات طويلة…رغم أن جميع المبادرات الأممية تمخضت لصالح الحوثي… هنأ سنعرف النتيجة وحجم التقارب الإخواني الحوثي، وأن مبادرتهم هذه ليس على سهل وإنماء بعدها مآرب خفيه خطيرة…
فما حصل يوم أمس في شمال محافظة الضالع، من فتح طريق مريس دمت، من قبل جماعة الحوثي، دون إشعار الطرف الآخر المتمثل بقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، أظهر بشكل واضح بما يجول في قلوب الحوثيين، حيث تحرك موكب الحوثيين المسلح الكبير من مديرية دمت الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية، إلى خط التماس في منطقة مريس لفتح الطريق، وتفاجات القوات الجنوبية والمشتركة، بتلك الحشود الحوثية المسلحة المتلبسة بزي عسكري ومدني، وهي تتقدم نحو مواقع قواتنا، وتطلق الرصاص الحي نحوها، الأمر الذي أدى إلى التصدي لتلك الهجمات الغادرة، ك دفاعاً عن النفس، لتجبر قواتنا الجنوبية حشود الحوثي الكبيرة بالعودة إلى حيث كانوا…
هنأ كان دور الإعلام الإخواني الحوثي، بتحريف زيف الحقيقة، وتوظيف الحادثة ضد دولة الإمارات وأن مليشيات الانتقالي المدعومة إماراتياً أطلقت النيران على اللجنة المكلفة بفتح طريق مريس دمت…. ولأن الصورة تبقى المصدر الشاهد وتعتبر أبلغ من ألف أكذوبة، فقد سقطت أكاذيبهم أمام عدساتهم الإعلامية حين وثقت لحظات عملية فتح الطريق، وأظهرت الجموع الحوثية المسلحة وهي تطلق النار على مواقع أبطال قواتنا الجنوبية والمشتركة…وما شاهدناه من فيديوهات لهي كفيلة بما أشرناه في السياق الأعلى.. وأن الهدف من فتح الطرقات هو لإسقاط جبهات الجنوب، ودونما ذلك فهو كذب في كذب وضحك على الذقون تحت يافظة الإنسانية التي لا وجود لها في قاموسهم الجهوي المتخلف.
زر الذهاب إلى الأعلى