مقالات وتحليلات

الأعمال الخيرية

كتب : حسين أحمد الكلدي

ان الاعمال الخيرية هي من اعظم واحب الأعمال التي نتقرب بها الى الله ووعدنا بجزائها منزلة عظيمة في الجنة وتشمل كل الاعمال الخيرية المتعددة التي تعود بالنفع على الانسان والحيوان في اي مجتمع قال -تعالى-: 

(يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّـهَ بِهِ عَلِيمٌ). فهي تعمل على بناءه وجعل المجتمع موحد مترابط تغرس فيه قيم المحبة والتكافل والتراحم والعمل الخيري كلما كان يهدف فيه فاعل الخير الى اسعاد الاخرين ومساعدتهم دون انتظار اي مكسب او عبارات وكلمات تمجيد لشخصه كان انفع له والعمل الانساني هو الجهد التطوعي الفردي او الجماعي التي تقدمه الهيئات والمجتمعات لبعضها اوالقطاعات الخاصة والعمل الخيري يشمل طرق متعددة تعود بالنفع على بناء مجتمع موحد مترابط يغرس قيم المحبة والتكافل وترى فيه كل انسان يحب اخيه الانسان وبهذا يبتعدون عن معاني الكراهية والبغض والحقد والحسد ان ثقافة العطاء بدون مقابل هي من انجح العلاقات فيها يمنح الانسان مالديه بروح طيبة دون استرداد شيء مقابل مااعطاه فهو بذلك العمل يخفف المعاناة عن انسان اخر وليس لكسب الشهرة والالقاب ومن هنا نقدر نقول ان العمل الخيري له اثر كبير وايجابي في تنمية المجتمع وبهذا يتم من خلاله التعاضد والتراحم بينهم وتزول الفوارق الطبقية وتتحد الارواح بين الغني والفقير ويشتركوا جميعا في مفهوم عظيم تجتمع فيه الروح الانسانية التي تزيل الفوارق بين الغني والفقير والكبير والصغير وتسمو روح التعاون ويفشى السلام بين اوساط المجتمع والمزيد من الاعمال الخيرية تخفف من معانات المحتاجين وتزيد من التطوير المستمرفي التنمية الاقتصادية لما لها من اهمية بالغة الأثر والاعمال الخيرية التطوعية يقدمها الانسان لكل الناس بدون استثناء ان كان قريبا اوبعيدا وبمختلف الجنسيات والاديان في الارض واهم مافيها هي احترام للمحتاج والحفاظ على خصوصيته وكرامته دون المس بادميته واعمال الخير تكشف ماتكنه نفوس من يقدمون الخير لان خدمة الاخرين هي بوابة يدخلها اصحاب الارواح العظيمة هولاء من تتجلى ارواحهم ونواياهم الحسنة من خلال العطاء وان يكون ذلك العطاء حسب قدرتك وامكانياتك والقليل يكون كثيرا في الميزان عند الله تعالى لان الخير من اسمى الفضائل الاخلاقية العظيمة والسعادة الدائمة تاتي من روح العطاء فهي تنمي الحب فينا وتسمو بقدر ماتعطي لابقدر ماتاخذ وكلما تعطي بروح طيبة وسمحة تشعر بمزيد من السعادة وقد حثنا الله سبحانه وتعالى بفعل الخير لنحصد اثره في الدنياء والاخرة : قال -تعالى-: (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).[١٥] والاعمال الخيرية تشمل مناحي كثيرة منها عيادة المريض واماطة الاذى عن الطريق اغاثة الملهوف وحتى التبسم بوجه اخيك والكلمة الطيبة صدقة واصلاح ذات البين فالاعمال الخيرية تساهم في دوام المجتمعات وبناء الامم وازدهارها لان ذلك يقضي على عوامل الجهل والفقر والمرض والتشرد والعوز وتقليص الجرائم والسرقة والغش و من كل الصفات السيئة التي تتسبّب في تفكك المجتمع وانهيار العلاقات الإنسانيّة كصفة البخل، الشح، والأنانيّة ان الاعمال الخيرية تساعد المحسنين على تحسن حالتهم النفسية وتحد من مشاعر الحزن والغضب لديهم والشعور بالوحدة وتعزز النظرة الايجابية وتطيل العمر فقد اجريت دراسات عالمية بهذا الشان عندما يكون الإنسان كريماً وخيّراً ومؤثراً للآخرين، فإنه ينعم بالشعور بقمة السعادة الناجمة عن العطاء، حيث ينتج الدماغ الإندورفينات، التي تبعث على الشعور بالراحة والسعادة، كطريقة يتبعها الجسم لمكافأة الشخص على سلوكه الجيد .

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى