مقالات وتحليلات

لكل يوم دولة ورجال

كتب : حسين أحمد الكلدي

كانت صورة لهولاء الشباب الذين تتلمذوا على روح الوطنية مابين العام 70- 90 م
نقلها د/ نادر بن حلبوب هذه الصورة حركة مشاعري ومخيلتي وحملتني الى مرحلة هامة من مراحل هذه الأمة العظيمة مرحلة ناصعة البياض كثيرة العطاء طموح شبابها وشعبها يعانق عنان السماء ويمخر بافكاره وطموحه عباب بحور واسعه الى المجد والعلياء بالرغم من ظروفهم الصعبة التي عاشوها وتذكرت كيف استطاعوا تذليلها وتطويعها للارتقاء بهذا الشعب الى عالم جديد منفتح في ظل شح الإمكانات لتلك المرحلة انها لحظة فارقة حملتها ذكريات جميله للعام 90-70 م ظهر بها الشباب رائعين في قمة الاناقة وهم في تجمع شبابي لمرحلة فاصلة من عمر الامة هي ليست بالبعيدة لكنها عظيمة تقاس بفارق الزمن حيث ظهر ضمن تلك الكوكبه اليوم منهم الدكاترة والمهندسين والاساتذة في الجامعات نساء ورجال محامين وقادة بارزين في كل مرافق الحياة كان ظمنهم الدكتور عيدروس النقيب اللذي ظهر في الصورة والاستاذ محمد صالح يوسف العمودي وايضا شباب لا اعرفهم ولكن الدكتور نادر هو من حمل في طيات يومياته على الفيس بوك تلك الذكريات وتحمل تلك الصورة كوكبة من الهامات التي كانت تتدفق منهم حيوية وطاقة الشباب وتحمل ارواحهم ونفوسهم طموح جارف وعميق للمستقبل وتحلم تلك الارواح الشغوفة حب العلم والمعرفة في كل مناحي الحياة ان تلك اللحظة التي اخذتها عدسة المصور المجهول هي تعبر عن صدق مشاعرهم ومخيلاتهم التي لايشوبها شائبة من تحقيق تلك الاماني والطموحات فقد تأملت فيها كثيرا ووجدت مستوى من الجمال الروحي والروعة التي تحمل في طياتها تلك المرحله وماسبقها من المراحل مابين ٦٧م و٩٠م نحن لا ننظر الى الظروف المادية والاقتصادية وماحصل من اخفاقات رافقة تلك المرحلة ولكن يجب ان يكون بمنظور مختلف لجوانب عديدة تحملها روح تلك الصورة حيث يوجد شباب انيق يحمل بيده القلم والكتاب ويحمل بيده الاخرى جهاز الاعلام البسيط وهذه اللوحة تحمل روح متقدة طموحة في الحياة الوطنية والقومية التي تسمو فيها النفوس والقلوب وعقول كل الشباب ومن كان يقود تلك المرحلة بالرغم من العيوب والمئاسي التي تلاحقة من العام ٧٨م الى ٨٦م والتي ادت الى تفتيت اللحمة الوطنية وتاخير تقدم المسيرة المباركة وتسببت في عدم التوازن للمجتمع هذه المرحلة كان فيها من العطاء مالم يسبقها عصر او مرحلة من المراحل لهذه الامة واضيف هناء ان ماترونه اليوم امامكم قد تحقق بفضل تضحيات جسام قدمتها تلك الارواح الطاهرة من ابائكم واجدادكم التي بذلت كلما في وسعها في تلك المرحلة المنصرمة ولا نجحد او حتى نتجراء ويقول احدا ما ان الاستعمار البريطاني او اي شكل من اشكال الاستعباد الذي كان في الماضي افضل بالرغم من ما وصلنا اليه ومالحقه اليوم من شظف العيش والفقر المدقع فا الوطن يعيش وضع استثنائي مزري نتيجة الاطماع وبيع الضمائر وعودة من قلعتهم المرحلة الماضية مع الاستعمار فقد عادوا اليوم بارواحهم اللطيفة من الباب الخلفي باسم الوطنية والخوف على الوطن وفي الحقيقة هم عادوا للانتفاع واخذ المصالح التي يعتقدون انها حقوق ابدية لهم وقد يرى القارئ بعض الاقلام تمجد الماضي وتشيد وتترحم على ماكان ايامهم بسبب سوء الاحوال الحالية لاكن الحال لايوصل بناء الى المقارنة بسوء تلك المرحلة ابدا مهما حصل كيف لك ان ترى من يتفاخرون بالجهل والظلام والققر والعبودية وبعودة القبلية المقيتة والتفرقة العنصرية ويرشدنا باسلوب لبغ ولطيف بانه يحافظ على العادات والتقاليد المفقودة ويظهر ذلك من خلال لبسه وشكله ومنطقه الذي لايرقى حتى ان يكون من عهود بائدة كانت من الغابرين وهو في وطنه لايجد التعليم ولا الوظيفة ولاحتى الامان على روحه ولا ادنى مستوى من العدل وحقوق الانسان عن ماذا نتكلم ؟
نحن مع العادات والتقاليد بشكل حصيف يلائم الحياة العصرية ومع التغيير المناسب لينسجم مع طبيعة وروح المجتمع وتطوره المستمر الحقيقة المرة لاتخفى عن الجميع من تدني القيم والاخلاق وتراجع مستوى التعليم بشكل مخيف حتى وصل الى اسفل السلم وفي ذيل الامم وقد هدم كلما بني وتحقق في الماضي بجهد المواطنين من الرجال الشرفاء الاوفياء بشكل كامل ومتعمد ان كان في المبادىء والاخلاق او روح القبلية التي لاارى ان الجيل الجديد يفهمها بالمعنى الحر السائد لها في تلك العصور الماضية بل ارى المفهوم منها اليوم المصلحة حتى وجود من يحمل ادوات لاتمت للعادات والتقاليد بصلة الا الشكل و بدون مضمون والتمترس ورى عقليات عقيمة لايستفاد منها حاضرا ولا مستقبلا للاجيال القادمة الشاهد
ان تلك المرحلة بما فيها من الاخطاء البسيطة لاترقى مقارنتها بمرحلة اليوم او مرحلة الاستعمار او قبل عام ٩٠م ومابينهما بل هي مرحلة مختلفة تماما سوف يسجلها التاريخ بانها اسواء المراحل التي مر بها الوطن ان كان من تشرذم اواصطفاف وراء معتقدات ضعفاء النفوس الدنيئة التي تقف ضد مصلحة الوطن والمجتمع
رحم الله كوكبة الاوفياء الذين بذلوا ارواحهم خالصة لله في البناء والعمل الخيري المجتمعي التعاوني والارتقاء بالامة الى اعالي المجد..

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى