مقالات وتحليلات

زاوية مودة أنا وأحلامي الثقيلة

زاوية مودة أنا وأحلامي الثقيلة

 

كتب / ليان صالح 

في كل مرة وأنا في طريقي إلى العمل، أطرح سؤالاً على نفسي، لمَ أنا هنا؟ ولماذا اختارت لي أيامي عملاً لم أعد أتحمله ولم يعد يتحملني ؟ دائما أفكر كيف لي أن أكسر قيود الروتين، فظروف عملي وطباع رؤسائه كلاهما كان من الوزن الثقيل معا. 

هذا ماكنتُ أفكر به أما الآن فسأقصُّ عليكم ماحدث لي بسرعة فلا أريد أن يطول حديثي معكم وأيضاً أرغب بإجابةٍ لسؤالٍ سأسأكم إياه في النهاية….. 

ذات يوم وفجأة وفيما أنا أذهبُ إلى هناك ( العمل)، رأيت شخصاً طويلَ القامة، أنيق الشكل، كنت ألمحه يرافقني منذ بداية الطريق، في البداية لم أُعره أي اهتمام، تابعت مسرعةً حتى أصل باكرة. 

جلستُ على المكتب وكعادتي طلبت كوبا من الشاي وإذ ومن خلفي يأتي صوتٌ غريب قائلاً: فنجانان من فضلك. 

استغربت من هذا الصوت، التفتُّ فرأيت نفس الشخص الطويل الأنيق:  

_ مَن أنت رأيتك ترافقني صباحاً إلى العمل، وهأنا أراك داخل العمل، ماذا تريد؟ 

_ لا أريد شيئاً منكِ، ولكني سأحقق لكِ شيئاً دائما ما تطلبينه. 

_ أنا لا أطلب شيئاً. 

_ بلى.. أنتِ دائماً تفكرين كيف يمكن أن تصبحي مديرةً لهذا العمل وأنا هو حلمك الذي سيحقق لكِ ذلك،، وواجبي مرافقتكِ حتى تصيبي هدفكِ. 

_ وإذا كنت حلماً. كيف تتجسد وتصبح إنساناً!  

_ هواجسكِ ورغبتكِ الشديدة هي التي أيقظتني وأوجدتني. 

من هذه اللحظة وهو معي في كل مكان، في البيت والعمل وفي نزهتي وفي أفراحي وأحزاني، كنت أتبادل الحديث معه تارةً، وفي كل مرة كان يذكرني أنه مجرد حلم، حلم سيغادرني يوما. 

وبالفعل، ذات صباح مشرق، أذكر استيقظت دون أن أجد صديقي الثقيل، بحثتُ عنه في كلِّ أقبية المنزل فما من أثر، للحظة شعرت بالسرور لأنني أخيرا تخلصت منه، ارتديت ثيابي وتوجهتُ إلى العمل وما أن رآني زملائي هناك حتى أخذوا يبتسمون لي ويقولون:  

مبارك…. مبارك يا أستاذة، مبارك المنصب الجديد. 

عرفت فيما بعد أن رئيس الشركة قد أطاح بالمدير السابق ونصبني أنا مديرةً جديدة، لم أتمالك نفسي في البداية، كانت فرحتي لاتوصف، وعرفت لحظتها لماذا فارقني ذلك الأنيق، فالحلم أصبح حقيقة. ذهبت إلى المكتب الجديد بسرعة، دخلت من الباب الذي كان دائما يخيفني وإذ هناك أربعة أشخاص داخل المكتب، كانوا متشابهي الملامح، وكانوا جميعهم يبتسمون لي، سألتهم:  

_ عفواً…. لكن من أنتم؟  

قالوا: نحن أحلامكِ الجديدة. 

قال الأول: أنا حلمكِ في أن تصبحي رئيسةً لهذه الشركة، وقال الثاني: أنا حلمكِ في أن تستبدلي منزلكِ، وقال الثالث: أنا حلمكِ في أن تشتري لنفسك سيارة جديدة، وقال الأخير: أنا حلمكِ في أن يصبح لديكِ رصيد مصرفي كبير. 

عندها تغير السؤال في نفسي فعندما كنتُ لا أملك سوى حلم واحد كانت حياتي عسيرةً ومتعبة، أما الآن فقد أصبح عندي أربعة، أخبروني أرجوكم ماذا أفعل بهم؟

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى