كتب / جمال المحرابي
انشطر الكون عند رحيلك يا أخي وقائدي ، ومنذ ذلك اليوم الذي رحلت فيه شعرت وكأن الحياة قد انتزعت مني روحها، وتركتني أسيرًا بين أنياب الفقد الذي لا يعرف الرحمة.
كنتَ لي سندًا وعزوة، نهرًا من العطاء لا ينضب، وها أنا اليوم أقف أمام هاوية الغياب، أشعر بأن كل ما كان ثابتًا في حياتي قد تلاشى، وأن العالم قد انقلب إلى فراغ قاتم لا تملؤه إلا الذكريات المتناثرة.
أي قوة تُطلب مني الآن؟
وكيف لي أن أمضي في دربٍ فقد إشراقه؟
لقد صار الحنين إليك وحشًا ينهش قلبي، والليالي تمضي كأنها عصورٌ من الألم الذي لا يلين.
لكن في وسط هذا الدمار، ينبعث من صدى صوتك في داخلي شعاعٌ يأبى أن يخبو …!
سأحمل جراح الروح كوسام على صدري، وأجعل من حزني وقودًا يشعل في قلبي نيران العزيمة.
لن ينال الفراق من صمودي، سأخوض غمار الحياة كما علمتني، بجبروت وقوة، وسأبني من رماد الفقد جبالًا من الصبر والعزائم.
لن أستسلم للضعف، بل سأجعل من ذلك ملحمةً للثبات، وسأمضي في طريق قدري حتى أصل إلى حيث أنت، في جنة الخلد التي وعدنا بها الرحمن.
يا وليد لقد كان وجودك جسرًا بيني وبين الطمأنينة .
أستودعك الله، وأدعو لك بكل يقين أن تسعك رحمته، وأن يغشاك نوره، حتى نلتقي في جنات الخلود..
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته
“حيث لا ألم ولا زوال”..
زر الذهاب إلى الأعلى