اخبـار دوليـة

مصر بلا خطة في مواجهة السيطرة على محور فيلادلفيا ومناوشات هجوم رفح

مصر بلا خطة في مواجهة السيطرة على محور فيلادلفيا ومناوشات هجوم رفح

صوت الضالع/ العرب

 تبدو مصر بلا خطة واضحة لمواجهة سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا وبدء المناوشات في رفح، وهو ما يعكسه ارتباكها خاصة مع اتهامات مبطنة من الجيش الإسرائيلي بأنها لم تقم بما يلزم لإنهاء أنفاق حماس، وأن سيطرة إسرائيل على الشريط الحدودي أمر ضروري لتطويق الحركة.

وبدلا من الاحتجاج على تمركز إسرائيل في منطقة ليست من حقها كما ورد في تفاصيل اتفاقية كامب ديفيد، بدا هدف المصريين تبرئةَ الذمة من تهمة التساهل مع حماس، وتأكيد أنهم قاموا بما يلزم لإغلاق الأنفاق، وأن ما يردده الإسرائيليون لا يعدو كونه أكاذيب.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري إن حماس استخدمت محور فيلادلفيا “كشريان الأوكسجين” ولـ”تهريب الوسائل القتالية إلى داخل قطاع غزة بشكل دائم”.

وأضاف هغاري أن القوات الإسرائيلية “عثرت على نحو 20 نفقا في منطقة محور فيلادلفيا”، بما في ذلك “بنى تحتية إرهابية متطورة شرق رفح، بطول 1.5 كيلومتر وعلى بعد نحو مئة متر من معبر رفح”.

وجاء الرد المصري على لسان “مسؤول كبير” من دون ذكر اسمه أو صفته، وهو أسلوب تعتمده القاهرة عادة للرد على الاتهامات الموجهة إليها من دون أن يرتقي إلى موقف رسمي.

واتهم المسؤول المصري إسرائيل بـ”توظيف هذه الادعاءات لتبرير مواصلة عملية رفح وإطالة أمد الحرب لأغراض سياسية”، وفق ما أوردته قناة “القاهرة الإخبارية”.

ومن الواضح أن إسرائيل تريد إحراج مصر ولم تراع الإكراهات الداخلية والخارجية التي تحيط بموقفها مما يجري في غزة، خاصة أن السيطرة الإسرائيلية على المحور من دون تنسيق مع السلطات العسكرية المصرية توحي بعدم الاحترام والاستهانة بالشريك في عملية السلام، وهو أمر يرتبط بمعرفة الجيش الإسرائيلي لحقيقة أن مصر لا يمكن أن تخرق سياسة ضبط النفس التي تلتزم بها في حرب غزة.

وسبق لإسرائيل أن اتهمت القاهرة بعرقلة مرور المساعدات عبر معبر رفح، ما اضطر مصر إلى التكذيب في أكثر من مرة لتفادي الإحراج الذي تسببه الاتهامات.

وكان مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي قد أشار في مقابلة مع هيئة الإذاعة الإسرائيلية العامة (كان) إلى أنه يتعين على إسرائيل أن “تضمن مع المصريين عدم حصول تهريب عبر أنفاق” تحت الحدود.

ويتهم المصريون إسرائيل بالتلبيس في موضوع الأنفاق، وأنه لا يمكن القبول باتهام بلادهم بالتساهل مع حماس لتبرير الهجوم على رفح وتطويق القطاع من كل الجهات والتحكم في دخول المساعدات.

وقال مستشار في الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية (تابعة للجيش المصري) اللواء عادل العمدة إن ادّعاء إسرائيل وجود أنفاق على الحدود بين مصر وغزة ليس هناك دليل عليه، وإذا كان حقيقيا فعليها أن تثبت ذلك، وليس مطلوبًا من مصر الدفاع عن نفسها في مواجهة أكاذيب يطلقها الطرف الآخر، لافتًا إلى أن سياسة إسرائيل الحالية ترجع إلى محاولتها الخروج من دائرة الفشل الذريع سياسيّا وعسكريّا، وتحاول الزج باسم مصر في خضم التوتر القائم للتغطية على إخفاقاتها.

واعتبارا من عام 2013 دمرت مصر المئات من الأنفاق العابرة للحدود مع غزة والتي قالت إنها كانت تستخدم لنقل مقاتلين وأسلحة خلال الحرب التي خاضتها القاهرة على مدى سنوات في مواجهة متمردين إسلاميين في شمال سيناء.

وأضاف العمدة في تصريح لـ”العرب” أن “القاهرة احتجت بالفعل على اختراقات اتفاقية السلام من جانب إسرائيل منذ أن توغلت في شرق رفح، ومازالت تتعامل مع الوضع الراهن بما يساهم في عدم تأزيم الموقف بشكل أكبر ويدعم إمكانية وصول المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة”، مشيرا إلى أن “الأكاذيب الإسرائيلية لا تتوقف منذ وصول القوات إلى محور فيلادلفيا وهو لا يقع ضمن المنطقة ‘د’ التي تبدأ من شرق طابا حتى معبر كرم أبوسالم، وكان تحت سيطرة حركة حماس قبل احتلاله أخيرا”.

وفي الثلاثين من ديسمبر الماضي قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحفي “محور فيلادلفيا… يجب أن يكون بأيدينا، يجب إغلاقه”. وأضاف “من الواضح أن أي ترتيب آخر لن يضمن نزع السلاح الذي نسعى إليه”.

وعلى الفور احتجت القاهرة على تصريحات رئيس الوزراء. وقال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات التابعة للحكومة المصرية ضياء رشوان إن مثل هذا “الاحتلال محظور بموجب الاتفاقية” بين البلدين، وأن ذلك سيشكل “تهديدا بانتهاك معاهدة السلام الإسرائيلية – المصرية”.

ويراهن المصريون على عامل الوقت لتلافي الإحراج بشأن الاتهامات الإسرائيلية، ويستمرون في التحرك لإعادة مفاوضات الهدنة من أجل إظهار أن ما يهمهم هو وقف الحرب وإطلاق سراح المحتجزين.

وتساءل الخبير العسكري اللواء نصر سالم “لماذا تحتج مصر طالما لم يُخدش حياؤها ولا حدودها؟”.

وقال لـ”العرب” إن “القاهرة ستظل تتعامل بسياسة ضبط النفس لأنها تدرك تبعات التهور على الأمن القومي في المنطقة برمتها، ولكن هذا لا يعني التهاون في الدفاع عن مصالحها، وهناك خطوط حمراء لا يمكن السماح بتجاوزها، ولن تنجر مصر بسهولة إلى أزمة خارج حدودها، ولكن إذا ارتبط الأمر بحدودها بشكل مباشر، وقتها سيكون رد الفعل قاسيا”.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى