صوت الضالع / العين الاخبارية :
صب تنظيم القاعدة باليمن الزيت على نار الحديدة المشتعلة لليوم الثامن على التوالي إثر غارات إسرائيل وذلك بعد أن كشفت إدانته ضمنيا تعاونه مع الحوثي.
فالتنظيم الذي حرض على شن هجمات منفردة ضد “الغرب والأنظمة العربية” وتجنب “إيران ووكلائها”، حاول تسويق المزاعم الحوثية بأن بنية ميناء الحديدة الذي قصفتها إسرائيل هي “مقدرات للمسلمين” دون أن يشير لاستغلاله من قبل المليشيات واتخاذه منصة للتهريب والهجمات ومصدر تمويل لعملياته ضد الشعب اليمني.
وأصدر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، المصنف بأخطر فروع التنظيم حول العالم لدى الولايات المتحدة، اليوم، ما سماه “بيان بشأن قصف الكيان المحتل على اليمن”، خصص بدايته للهجوم بشراسة على الحكومات العربية، في تكرار لذات التهم الحوثية.
وفي تأكيد لعزلته، لم يتبن تنظيم القاعدة آراء غالبية فئات الشعب اليمني من أن مليشيات الحوثي ومن خلفها إيران هي من استجلبت الغارات الإسرائيلية لأول مرة في تاريخ البلاد بعد أن انخرطت بهجمات محدودة ودعائية لحصد مكاسب سياسية بزعم “نصرة غزة”، وهو مؤشر رصدته المليشيات عند وقوع الغارات وخرج زعيمها في اليوم التالي للقصف للتقليل من أثر الخسائر.
كما أن تنظيم القاعدة في اليمن الذي يقود جناحه الإعلامي الإرهابيان “جواد الأبي” و”مصعب العدني”، استغل الغارات الإسرائيلية في محاولة التغطية على واقع تحالفه السري مع مليشيات الحوثي الذي لطالما وفر لها غطاء وشماعة للتمدد باسم “مكافحة الإرهاب”.
وادعى تنظيم القاعدة في بيانه المزعوم أنه على “عداء مع الحوثيين”، في حين أنه لم يتم تسجيل للتنظيم أي هجوم فعلي على الأرض خلال الـ4 السنوات الماضية ضد المليشيات، بينما تعرضت قوات المجلس الانتقالي والحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي.
ومغازلة لحواضنه وقواعده، أعاد التنظيم التذكير بعملياته ضد الولايات المتحدة، محاولا اعتماد النهج القائل بأن “المواجهة مع الغرب والأنظمة العربية” التي توعد بمقارعتهم، يجب أن تكون أولى من المواجهة مع إيران ووكلائها كالحوثيين في اليمن.
وفي نقطة تظهر محاولته التوافق مع أجندة طهران، وصف التنظيم انطلاق طوفان الأقصى أنه “نصر مبين” وتجاهل الإشارة للدعم الإيراني لحماس، وبعيدا عن حقيقة المعادلة في غزة، فقد حرضت القاعدة على مهاجمة “أمريكا واليهود والحكومات العربية” وتجنبت ذكر إيران في وقت تزعم أن ما يحدث بالمنطقة نتاج صراع طائفي ولعب “أدوار بين أمريكا وإيران” حد قولها.
تخبط وذر الرماد في الأعين
في حديثه لـ”العين الإخبارية” لم يستغرب الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة في اليمن محمد بن فيصل من تخبط مضامين البيان المزعوم لتنظيم القاعدة بشأن غارات إسرائيل في الحديدة مؤكدا أنه ليس “جديدا” كون التنظيم بلا نهج ويصدح بعداوته لدول تحالف دعم الشرعية في اليمن.
وقال: “يعيش التنظيم منذ فترة، وتحديدا منذ سيطرة سيف العدل على قيادة تنظيم القاعدة، والخطاب دعائي والشرعي لتنظيم القاعدة في تخبط، فبينما سيف العدل يمتدح هجمات مليشيات الحوثي في البحر الأحمر ويصف المليشيات بمسمى أبناء الشعب اليمني العظيم يخرج في ذات الوقت المسؤول الأمني لفرع القاعدة اليمني إبراهيم البناء يهاجم الحوثيين”.
وأضاف أن “تخبط العدل المقيم في إيران والبناء العنصر الفاعل في اليمن يكشف محاولة التنظيم التوفيق بين أجندة طهران، والتمسك في الوقت نفسه بالخطاب الأصولي الطائفي لمغازلة الحواضن بما في ذلك جنود وأنصار التنظيم وكذا القبائل السنية في اليمن”.
وأوضح: ” كالعادة يحاول التنظيم أو حتى مليشيات الحوثي المتاجرة باليمن وأزمته تنفيذ لأوامر الحرس الثوري الإيراني، فقد حمل تنظيم القاعدة كل من الدول العربية والحكومة اليمنية خاصة المسؤولية دون التطرق لإيران ولدورها العبثي في المنطقة”.
وأشار إلى أن موقف التنظيم هو لـ”ذر الرماد في الأعين” خصوصا مزاعمه أنه “غير متناس العداء مع مليشيا الحوثي، مدرجًا جمل طائفية فضفاضة” لكن الواقع يخالف ذلك ولا يمت لمزاعم التنظيم بصلة وأن التنظيم اليوم بات أكثر تحالفا واتصالا بوكلاء إيران الحوثيين.
وتابع: “يصر التنظيم على استغفال جنوده وأتباعه، فمنذ 4 أعوام صعد تنظيم القاعدة هجماته ضد القوات الحكومية والتابعة للمجلس الانتقالي في شبوة وأبين، في المقابل، يعيش في وئام وسكينة وهدوء تام مع مليشيات الحوثي لاسيما في المناطق الحدودية بين شبوة وأبين والبيضاء والتي تنتشر فيها معسكرات مليشيات الحوثي من جهة ومعسكرات تنظيم القاعدة من جهة أخرى”.
وأكد أن المواد الإعلامية لتنظيم القاعدة تشير بوضوح أنها تسعى لمنافسة مليشيات الحوثي في عملية المتاجر بالقضية الفلسطينية والأزمة اليمنية على حد سواء وذلك تنفيذًا لأجندة طهران من قبل الجماعتين.
إثبات الفاعلية
وفقا للتقرير الـ33 لفريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات التابع للأمم المتحدة بشأن داعش والقاعدة الصادر في 29 يناير/كانون الثاني 2024، فإن تنظيم القاعدة في اليمن لايزال يشكل تهديدا رغم النكسات والخسائر الميدانية التي يتعرض لها في الجنوب اليمني.
وأكد التقرير أن عمليات القوات الحكومية والتابعة للمجلس الانتقالي المدعومة من دولة الإمارات أدت إلى تراجع تنظيم القاعدة وكذا هجماته التي أصبحت أقل تواترا، ورغم ذلك يحاول أن يكون “الأكثر فاعلية في اليمن ولديه نية للقيام بعمليات في المنطقة وخارجها”.
وأشار إلى أن تنظيم القاعدة في اليمن أعاد تنشيط استراتيجيته ومحتواه الإعلاميين بشكل كبير، مستفيدًا من الأحداث الدولية كهجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول لتحريض الجهات الفاعلة المنفردة على مستوى العالم لشن الهجمات.
وكان التنظيم استأنف نشر مجلة «صدى الملاحم» في سبتمبر/أيلول الماضي وأصدر أعدادا أكثر تواترا من مجلة أمة واحدة، وبث مقابلات لعدد من قياداته لبث رسائل أكثر تماسكا.
وفقا للتقرير الأممي فإن “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب استخدم طائرات دون طيار مسلحة في شبوة كما طور قدرات أنظمة جوية بدون طيار، وأنشأ وحدة متخصصة للطائرات بدون طيار، مع تدريب عملياتي من مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا” في دلالة لدعم الحوثيين أخطر فروع القاعدة حول العالم.
زر الذهاب إلى الأعلى