كتب / عبدالجبار بن أحمد السقطري
تتزين حضرموت في 14 أكتوبر ببهاء أصالتها وعراقة تاريخها، مستحضرة أمجاد الماضي ومجددة عهود الوفاء والانتماء للوطن الجنوبي. بصوت “الودّان” الحضرمي الأصيل، تصدح حناجر أبنائها مرددة: “جنوبيون، وصوتنا صوت جنوبيون، بعالي الصوت جنوبيون حتى الموت”.
هذا الحضور الشعبي الكثيف في حضرموت ليس مجرد احتفال بمناسبة وطنية، بل هو رسالة قوية موجهة إلى المجتمعين الإقليمي والدولي: حضرموت هي قلب الجنوب النابض، والأرض التي لا تعرف الخضوع، شامخة بتاريخها وأصالتها، تمضي بثبات نحو مستقبل يحقق تطلعات الشعب الجنوبي.
تجدد هذه الاحتفالات الأمل الكبير في المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي، الذي يمثل رمزًا للشموخ والاستقامة، حاملاً على عاتقه طموحات هذا الشعب الصابر. فالثقة في القيادة السياسية تكبر يومًا بعد يوم، إذ تتضح معالم رؤية الانتقالي نحو تحقيق الاستقلال التام، واستعادة الدولة الجنوبية على أسس قوية ومستدامة.
تعتبر هذه المناسبة فرصة لإبراز وحدة النسيج الاجتماعي في الجنوب، حيث تتماسك المحافظات الجنوبية كجسد واحد، تتقدم فيه حضرموت لتكون نموذجًا للصلابة والانتماء. وحين يرتفع صوت حضرموت، فإن صدى هذا الصوت يسمعه القريب والبعيد، لتعلن بكل فخر: “الجنوب قادم بإرادة شعبه”.
وبينما يلتف الشعب الجنوبي حول مشروعه الوطني، يتجدد الأمل بتحقيق الأهداف المنشودة، ليس فقط بإحياء الماضي المجيد، بل بالتخطيط الجاد للمستقبل. حضرموت اليوم ليست مجرد احتفالية عابرة، بل هي رؤية سياسية وثقافية تلهم الأجيال القادمة للمضي قدمًا حتى تتحقق كل الآمال والتطلعات.
ختامًا، يبقى 14 أكتوبر أيقونة نضال الجنوبيين، وفيه يعلن أبناء حضرموت أن صوتهم سيظل جنوبيًا حتى الموت، حاملين راية الكفاح حتى تنبثق شمس الحرية وتتحقق السيادة الكاملة لهذا الشعب العظيم.
زر الذهاب إلى الأعلى