مقالات وتحليلات

وداعاً وداعاً يا رفيقي الحبيب

وداعاً وداعاً يا رفيقي الحبيب

كتب/صدام البشيري

لست شخص متشائم حين اتكلم عن الم الفراق 

أنا فقط أحاول أن اهمس بإن ألم الفراق يؤلم أكثر مما توقعت وأن رحيل صديق كسرني كثيراً 

لم ننسى تلك الصدمة والفاجعة برحيل الصديق عميد ناشر  

إلا وتأتي صدمة وفاجعة أخرى تهز وجداننا وتلخبط تفكيرنا وتبعثر كلماتنا وتخطيطنا  

رحيل الصديق عبدالله طزح اتعبنا كثيراً وأدمى قلوبنا 

نعم الحياة لن تتوقف ولكن ستمر مؤلمة كنصل سيف اخترق الجسد وأدمى القلب.

رحيل المناضل والأستاذ والكاتب عبدالله طزح يعد خسارة كبيرة 

على حالمين والجنوب بشكل عام 

شاب في مقتبل العمر له نشاطات وفعاليات عديدة في ظل الثورة السلمية كافح وناظل وقدم كل شيء منذ انطلاق الثورة السلمية في 2007

كنا رفقاء في كلية التربية ردفان ومن هذه الكلية بدأت الثورة الشبابية عندما كان يحاصرنا الأمن المركزي بداخل الكلية مع ثلة من الشباب النشطاء 

امثال 

أولهم عبدالله طزح 

 نعيم المزاحمي 

طلال ناجي 

عماد قاسم 

قائد نصر 

ونائف الغماري 

وغيرهم من الشباب 

ونحن نهتف 

ياشباب العزم شدوا السواعد 

حطموا تمثال حكم الفساد 

بانعيش أحرار والله شاهد 

نفتديها الحرية بالفؤاد 

وكان الفقيد عبدالله طزح من ضمن المطلوبين لدى الأمن المركزي 

حتى تم اعتقاله 

ولكنه لم يستسلم بل عاد أقوى مما كان وظل يقارع الاحتلال في كل مسيرة على مستوى الجبهات السلمية والعسكرية 

ولازالت كلماته وكتاباته تدعوا إلى رص الصفوف وتوحيد الكلمة لأجل إستعادة الوطن المنهوب 

عاصر الحياة بكل قساوتها ولم يلتفت إليه احد بل مورس ضده الظلم والاجحاف حتى تم فصله وإبعاده من السلك العسكري الذي تم الالتحاق به 

ولم ييئس بل طرق كل الأبواب حتى تم تسجيله في اللواء الثاني دعم وإسناد في محافظة أبين وتم تعيينة ركن التوجيه المعنوي ولم يأتي هذا التعيين من فراق وإنما لما يتمتع به الفقيد من كاريزما وثقافة ودهاء 

ثم تم ترشيحه من قيادة اللواء بالالتحاق بالكلية 

 بعد أن تابع وكافح بكل جهد  

وعندما توفق ظل الفقيد يتمنى ذلك اليوم الذي يكون بداية دراسته في الكلية ولم يعرف ما يخبيه له القدر 

كان طموحا وكانت عنده رؤية مستقبلية مشرقة 

ولكن لم يستطع أن يكمل أول أيامه في تلك الكلية التي لطالما ظل يحلم أن يكون أحد ضباطها وكوادرها 

بل كان الموت اسرع مما يتصور فأخذه فجأه والبدلة العسكرية لازالت على جسده الطاهر  

آه يالموت ما اقساك قسمت ظهورنا بفراق صديقنا وحبيبنا .

فقيدنا ستكون روحك دائماً معنا ذكرياتك قريبة من قلوبنا ربما فقدناك في حضورك اليوم بين اوساطنا 

لكن حبك وحكمتك وثقافتك وذكائك لايزالوا هم المرشدون لنا 

لقد كنت أكثر من مجرد صديق.

رحلت وتركت جمهور غفير من محبيك يتألمون على فراقك 

أنصدم الكثير من سماع خبر رحيلك 

واصابهم الذهول بل البعض لازال غير مستوعب الخبر 

كنت واقفا عند رأسك في مغسلة الموتى بمستشفى الجمهورية قبل أن يتم تكفينك وكنت أكلم نفسي وتمنيت أن تصحى وتكلمني كنت أقول في نفسي لعله في غيبوبة لعله يصحى الآن 

ماكنت مستوعب أن هذا الجسد الذي أمامي جسد بلا روح  

لكنه الموت الذي اسكته وابعده عنا بعيداً .ابتعدنا وكأن الفراق سحب بساط السعادة من تحت أقدامنا 

مات صديقي ورحل وسيموت غيره الكثيرون 

وسنموت نحن عن قريب أو بعيد وننزل منازل كما نزلوها من قبلنا وسنقف بين يدي الجبار 

فالكل سيفنى ولن يبقى إلا الله 

رحمك الله يا صديقي وأسكنك فسيح جناته 

ونسأل الله بمنه وكرمه وجوده وإحسانه أن يجمعنا بكم مع الصالحين والنبيين في دار كرامته

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى