كتب : عبدالجبار بن أحمد السقطري
كانت سقطرى ولسنوات طويلة تدار من بعيد وكأنها جزيرة منسية في أطراف الوطن تدار شؤونها الإدارية والأمنية والعسكرية بعناصر وافدة من خارج الجزيرة في تغييب واضح لأبناءها وكوادرها المؤهلة. غير أن المشهد بدأ يتغير مع قرار تاريخي شجاع من الاخ عبد ربه عبد ربه منصور هادي أعاد الاعتبار لسقطرى وأهلها حين تحولت الجزيرة إلى محافظة كاملة السيادة الإدارية وكان ذلك بمثابة لحظة فارقة في مسارها التنموي والسياسي.
تعيين الأستاذ سعيد باحقيبة، أحد أبناء سقطرى، محافظا لها كان أول الغيث ثم جاء الاحتضان الحقيقي من قبل الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي الذي آمن بقدرات أبناء سقطرى وأعطاهم المساحة اللازمة للتألق والمشاركة الفاعلة في المشهد الجنوبي سواء على مستوى المجلس الانتقالي أو في الحكومة.
ومن بين تلك الكوادر التي لمع نجمها الوزير اللواء سالم السقطري الذي أصبح أنموذجا مشرفا للكادر الجنوبي عامة، والسقطري خاصة. حضور سالم السقطري في المحافظات الجنوبية لم يكن عاديا، بل كان لافتا ومؤثرا، انعكس من خلال الأداء النوعي للوزارات التي تولى إدارتها، والتي شهدت تحسنا ملحوظا ونتاجا غير مسبوق.
وفي مشهد يعكس صدق الانتماء وروح المسؤولية تحدث الوزير السقطري أمام أبناء محافظته بفخر واعتزاز مستعرضًا إنجازاته، ومدافعا عن حق سقطرى في تمثيل أبنائها في مواقع القرار. لقد تحدث كابن لهذه الأرض كسلطة محلية تطالب بحقها وليس كوزير يرافق الرئيس فحسب.
كان حديثه ارتجاليا نابعا من قلب رجل صادق نسي للحظة موقعه الوزاري واستحضر موقعه الوجداني كأحد أبناء سقطرى يطالب بمزيد من الفرص لكوادرها ويؤمن أن التنمية تبدأ بتمكين الإنسان.
هكذا تصنع القرارات الشجاعة الفارق، وهكذا تثمر الكوادر المؤمنة بقضيتها والمخلصة لأرضها.
زر الذهاب إلى الأعلى