كتب : ابو ناصر العولقي
عندما تتحلّى القيادة بروح المسؤولية، وتحسن التعامل مع من حولها، وتعمل بإخلاص وتفانٍ، فإنها تكتسب سمعة طيبة، ويحيط بها احترام الجميع وحبهم. أما عندما تنشغل القيادة بمصالحها الشخصية، وتغفل عن واجباتها، وتسعى لبناء مستقبلها على حساب من يقودهم، فإنها تسقط من أعين الناس، وتصبح محط سخطهم، تتقاذفها ألسنة الغضب ولعنات المظلومين. وهكذا، يعلو شأن الأوفياء، وتتهاوى هامات المتعالين.
العميد أحمد محمود البكري، الذي كان يراه البعض قائدًا بسيطًا، وشخصية هامشية ضعيفة، بات اليوم مضرب المثل في القيادة الواعية والنزيهة، وأصبح حديث الشارع الجنوبي كأحد أفضل القادة العسكريين الجنوبيين وأكثرهم احترامًا وإجماعًا. لقد أثبت كفاءته القيادية من خلال تعامله الراقي مع أفراده، الذين يثنون عليه في كل مكان، ويشهدون له بالعدل والإنصاف.
وفي المقابل، نجد بعض القادة الذين تحوّلت مواقعهم إلى وسائل تسلّط وقمع، يرهقون الأفراد بواجبات مرهقة لا هدف لها سوى التضييق عليهم، ويخصمون من مرتباتهم بلا وجه حق، فتشيع سمعتهم السيئة في الشوارع والأسواق، وتصبح سيرتهم مقرونة بالظلم والجشع.
اليوم، يمكنك أن تسأل أي جندي أو ضابط في لواء الشرطة العسكرية الجنوبية عن قيادتهم، فستسمع كلمات الثناء والإعجاب، وستجد أن العميد أحمد محمود البكري ليس مجرد قائد، بل أبٌ وأخٌ ومستشار، يتابع تفاصيل حياة أفراده، ويحرص على احتياجاتهم، من الغذاء إلى المعاملة اليومية. لقد صنع نموذجًا للقيادة القريبة من جنودها، المستمعة لهم، المتفاعلة مع همومهم.
بينما هناك من القادة من انسحبوا إلى بيوتهم، وأغلقوا أبوابهم أمام شكاوى الجنود، مفضلين الهروب على المواجهة، ومؤثرين مصالحهم على أمانة المسؤولية. بعضهم حتى لم يسلم الغذاء من جشعهم، فقاموا بتقليصه، واستخدموا سلطتهم لحرمان الأفراد من أبسط حقوقهم.
ومن هنا، نوجّه رسالة صادقة إلى أولئك القادة الذين ما زالوا يضعون الكرسي فوق الكرامة، والمصلحة فوق الأمانة: اقتدوا بالعميد أحمد محمود البكري، وكونوا على قدر الثقة والمسؤولية. لا تجعلوا مناصبكم مطية لتحقيق مآرب شخصية رخيصة، فالشرف الحقيقي أن تترك أثراً طيباً في نفوس جنودك، وأن تُذكَر بالعدل لا بالظلم، وبالقرب لا بالاستعلاء. الجندي إذا شعر بعدل قائده واهتمامه، أصبح حصنه المنيع ويده اليمنى، أما إذا أحس بالظلم والتجاهل، تحوّل ولاؤه إلى صمتٍ ساخط وظهرٍ منكسر.
#ابو_ناصر_العولقي
زر الذهاب إلى الأعلى