بعد أن رأت الدبٌُ الروسي يفرك أذنه ويجيل نظره بالأرجاء… لماذا فتحت واشنطن قنصليتها بالعاصمة عدن لأول مرة منذ الحرب؟
صوت الضالع
كشف الكاتب الجنوبي صلاح السقلدي عن مدى اهمية الزيارة الجنوبية الاخيرة لموسكو قائلا : حتى الدول الكبرى فيما بينها البين- وليس فقط الصغيرة المتخلفة -تستخدم في سياساتها الخارجية أسلوب الضـرائر بمناكفاتهنَ وكيدهنٌَ ,خصوصا الدول المتناسفة المتخاصمة مثل: امريكا -روسيا . السعودية-إيران. كوريا وكوريا . الجزاير والمغرب.
وقال السقلدي في مقال له: فهذه الولايات المتحدة بجلالة هيبتها استنكفت من الحضور الروسي المتنامي بالمنطقة العربية و باليمن تحديدا وسارعت فجأة بالإعلان عن استتناف عمل قنصليتها في عدن بمجرد زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الرئيس القائد عيدروس/ الزبيدي الى موسكو وبعد لقاءات روسية مع عدد من المسئولين خشية من أن تعود روسيا ثانية الى لعب دور فاعل ومهيمن في موطىء قدمها السابقة في عدن بعد تراجع الدور الامريكي بالمنطقة وخفوت تأثيره على الحرب اليمنية وربما هي- اي خطوة فتح القنصلية في عدن- رسالة أمريكية ضمنية موجهه للسعودية بعد فتور العلاقات بينهما ومع بزوع تشكل قطب دولي قوي بوجه الغرب يضم الى جانب روسيا الصين والبرازيل وايران وجنوب افريقيا وكوريا الشمالية والى حد كبير السعودية وغيرها من الدول المتضررة من هيمنة القطب الواحد بالعالم.
واضاف: مؤكد ان من حق هذه الدول استخدام فن الممكن بكل صوره وأساليبه حتى وإن كان على شكل الضرائر و اسلوب المناكفة وحتى الابتزاز أيضا ..فالدول مصالح.. تخيلوا كيف تهرع أمريكا -وغير أمريكا- مذعورة وتتذكر ان لها قنصلية ومصالح في عدن مجرد أن رأت الدبٌُ الروسي يفرك أذنه ويجيل نظره بالأرجاء.
واشاد بما قام المجلس الانتقالي وخروج تفكيره خارج الصندوق ليس فقط صوب روسيا ، بل دعا السقلدي الى فتح خطوط تواصل مع دول فاعلة اخرى بالمنطقة وبالعالم و التحالف العربي والسعودية بالذات سيستشعر خطورة الخطوة ويتوجس من دخول لا عبين جدد في عدن على حسابها لسحب البساط واستقطاب من معسكرها حلفاء مهمين بوزن المجلس الانتقالي الجنوبي.. لا نقول ان مثل هكذا خطوة ستمنح الانتقالي ما يريده من التحالف على طبق من ذهب وبغمضة عين لكن من المؤكد أن التفكير خارج الصندوق سيثني شركاؤه عن الاستمرار بسياساتهم الجايرة والمتنكرة للدور الجنوبي وسيصـوّب مؤشر البوصلة المعطل بالاتجاه العادل مع هؤلاء الشركاء وسيحملهم على المسارعة الى اعادة مراجعة سياستهم المريبة والجائرة تجاهه اي المجلس الانتقالي والجنوب عموما..
وختم: لا ندعو الى الطلاق والخصومة و فك الارتباط مع السعودية فالعامل الجيوسياسي بما فيه من أمن مشترك ومصالح اقتصادية وتداخل اجتماعي ثقافي وديني يفرض نفسه بإقامة علاقات دائمة ومنافع مشتركة ولكن وفق علاقات متكافئة لا تابع فيها ولا متبوع .. كما انه مثلما للتحالف الحق بفتح حوارات مع خصومه إيران والحوثيين فللانتقالي وللجنوبيين كافة ذات الحق. هكذا يقول منطق العدل.
( أحرامّ على بلابـله الدوح x حلال للطير من كل جنس؟).
زر الذهاب إلى الأعلى