كتب : بسام أحمد عبدالله
تعاني العاصمة عدن مثلها مثل العديد من محافظات الجنوب من انقطاع الكهرباء لعشرات الساعات يومياً مما يؤثر بشكل كبير على مختلف جوانب الحياة اليومية للمواطنين.
وتأتي من بين القطاعات التي تتأثر بشدة بهذا الانقطاع المستمر قطاع الصيدليات حيث يمثل انقطاع الكهرباء خطراً كبيراً على سلامة الأدوية المحفوظة في الثلاجات وبالتالي على صحة المرضى الذين يعتمدون على هذه الأدوية لعلاجهم.
إن حفظ الأدوية في الثلاجات أمر حيوي خاصة للأدوية التي تعتمد على البروتينات أو تحتوي على مواد فعالة حساسة حيث تتطلب حفظها في درجات حرارة منخفضة للحفاظ على فعاليتها وصلاحيتها.
أن انقطاع الكهرباء لفترات طويلة يؤدي الى تلف هذه الأدوية مما قد يؤدي إلى فقدانها لفعاليتها أو حتى أن تصبح ضارة للمرضى الذين يتناولونها.
أتذكر في الماضي ان الصيدليات قد استطاعت في المناطق الريفية البعيدة التغلب على تحديات حفظ الأدوية بسبب عدم وصول الكهرباء وكنت أشاهد ذلك أثناء زيارتي للقرية من خلال استخدام ثلاجات تعمل بأنظمة خاصة مثل الغاز.
كان هذا الابتكار والاعتماد على الذات دليلاً على الالتزام بسلامة المرضى رغم الظروف الصعبة.
كما كانت هناك رقابة ذاتية من قبل أصحاب الصيدليات الى جانب متابعة مستمرة من قبل الجهات المعنية مما يضمن أمانة ومسؤولية في التعامل مع الأدوية.
اليوم وفي ظل انقطاع الكهرباء المستمر في عدن نجد أن الوضع مختلف تماماً.
يبدو ان هناك إهمالاً واضحاً من قبل جهات الاختصاص في متابعة الصيدليات والتأكد من وجود ثلاجات لحفظ الأدوية بشكل آمن.
نعتقد انه بدون الرقابة تفتقر الصيدليات الى الأمانة والمسؤولية المطلوبة مما يعرض المرضى لمخاطر كبيرة.
فقد تحولت العديد من الصيدليات وثلاجاتها المعروضة فيها إلى مجرد زينة أو دواليب لوضع الأدوية بداخلها دون أي اعتبار لدرجات الحرارة أو الظروف المناسبة لحفظها.
وفي ضوء التحديات الحالية يصبح من الضروري أن تتحرك جهات الاختصاص في عدن ومحافظات الجنوب بشكل فوري لمعالجة هذه القضية.
يجب أن تتضمن الإجراءات المتابعة الدورية للصيدليات والتأكد من وجود ثلاجات حفظ الأدوية وصلاحيتها وتوفير الحلول البديلة في حال انقطاع الكهرباء لفترات طويلة مثل المولدات الكهربائية الاحتياطية او منظومات خاصة تضمن تشغيل ثلاجات الادوية التي تحتاج للتبريد أو وسائل حفظ بديلة او منع بيعها الا اماكن مخصصة ويمنع منح تراخيص للصيدليات لاتلتزم بتأمين هذه الالتزامات.
كما يجب على المجتمع أن يلعب دوراً لضمان سلامة المرضى حيث يمكن للمواطنين تقديم الشكاوى والملاحظات حول الصيدليات التي لا تلتزم بمعايير حفظ الأدوية والمطالبة بزيادة الرقابة والمتابعة من قبل الجهات المختصة.
ان المشاركة المجتمعية الفعالة يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في الضغط على الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
في النهاية قضية حفظ الأدوية في عدن ليست مجرد مسألة فنية أو لوجستية بل هي مسألة تتعلق بحياة الناس وصحتهم.
يجب أن نتعلم من الدروس والتجارب المستفادة المختلفة ونعمل على تطبيق حلول فعالة لضمان سلامة الأدوية انها مسؤولية مشتركة بين الجميع ويجب أن نتحرك كلنا لضمان صحة وسلامة المرضى في عدن ومحافظات الجنوب من خلال العمل الجماعي والالتزام بالمسؤولية يمكننا تحقيق تحسينات حقيقية في قطاع الصحة وضمان سلامة المرضى ..
