تقـــارير

هنا الجنوب العربي .. شرعيةٌ شعبية وقيادةٌ وفيه وجاهزيةٌ مؤسسية

هنا الجنوب العربي .. شرعيةٌ شعبية وقيادةٌ وفيه وجاهزيةٌ مؤسسية

صوت الضالع / تقرير / درع الجنوب

 

تشهد الساحات والميادين في عموم جغرافيا وطننا الجنوب العربي عنفوان شعبي غير مسبوق، تتقدمه اعتصامات مفتوحة، ورايات خفّاقة، وحشود جماهيرية تمتد من المهرة شرقًا حتى باب المندب غربًا، في مشهد يعكس إجماع شعبي جنوبي، متصل لا يعرف الانقطاع. هذا الزخم لا يتوقف عند حدود الداخل، بل يتجاوزها إلى عواصم العالم، حيث تنظم جاليات الجنوب فعاليات متزامنة، تؤكد وحدة الهدف وتماسك الإرادة، والمتمثل في مطلب شعب الجنوب بإعلان دولته العربية المستقلة.

ويأتي هذا الحراك الشعبي متكئًا على موقف رسمي واضح، تمثل في إعلان تأييد ومباركة الوزراء ورؤساء الهيئات الحكومية الجنوبيين لكل الخطوات التي تتخذها قيادتنا السياسية العليا، ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي، مع التأكيد على استمرار وتيرة العمل بكل اخلاص وتفاني ومسؤولية من داخل الوزارات والمؤسسات، بما يحفظ انتظام الأداء الإداري ويعزز حضور الدولة في تفاصيل الحياة اليومية.

هذا التلاقي بين الشارع والمؤسسة يعكس حالة تلاحم صلب ويمنح المسار الوطني الجنوبي قوة دفع إضافية، قوامها الشرعية الشعبية والفاعلية المؤسسية والقيادة السياسية الوفية.

وفي قلب هذا المشهد الكلي، تبرز قواتنا المسلحة الجنوبية بوصفها أحد أهم الأعمدة التي يستند إليها مشروع الدولة.. فالإنجازات المتراكمة التي تحققها هذه القوات الباسلة على الأرض، ولا سيما في معركتها المستمرة ضد الإرهاب بمختلف أشكاله، تؤكد يومًا بعد آخر أن إعلان دولة الجنوب ليس هدفا مرحليًا أو مطلبًا قابل للتأجيل ، بل هدفًا حتميا لا يؤجل و يستند إلى حق مكتسب وعقود من النضال والتضحيات ووقائع ميدانية وقدرات حقيقية.

لقد أثبتت قواتنا المسلحة الجنوبية، عبر عمليات عسكرية واسعة ونوعية وجهود أمنية متواصلة، قدرتها على حماية الأرض وتأمين شعبنا، وتجفيف منابع الارهاب ، بما يرسخ الاستقرار ويمنع عودة التهديدات العابرة للحدود، وهذا ما تحقق في عمليات عسكرية كانت آخرها عملية المستقبل الواعد وعملية الحسم.

ولا يمكن قراءة هذه الإنجازات بمعزل عن السياق الإقليمي، حيث بات الأمن في الجنوب عنصرًا ايجابيا في معادلة الاستقرار البحري والتجاري، من السواحل الشرقية وحتى الممرات الدولية الحيوية. إن ما تحققه قوات المسلحة الجنوبية من حضور منضبط وجاهزية ميدانية عالية، يبعث برسالة واضحة مفادها أن الجنوب يمتلك القدرة على تحمل مسؤولياته السيادية، والمساهمة الفاعلة في حفظ الأمن الإقليمي، بما يخدم المصالح المشتركة لدول الجوار وشركاء المنطقة.

لقد أسهم الانضباط المؤسسي داخل هذه القوات الباسلة، إلى جانب التدريب المتواصل وبناء القدرات، في ترسيخ نموذج أمني وعسكري يعكس ملامح دولة قيد التشكل، دولة قادرة على إدارة شؤونها والدفاع عن سيادتها. ومع كل إنجاز ميداني، يتعزز الإيمان الشعبي بأن الطريق نحو الدولة ليس مجرد طموح، بل مسار يتقدم بخطى ثابتة، تحميه إرادة جماهيرية واعية وتسنده قوات مسلحة نظامية محترفة.

وفي ظل هذا التلاحم بين الشارع والقيادة والمؤسسة العسكرية، تتكرس معادلة جديدة في الجنوب العربي، عنوانها أن الأمن والاستقرار ليسا نتاج الصدفة، بل ثمرة مشروع وطني متكامل. مشروع يرى في قواته المسلحة ضمانة للحاضر وجسرًا للمستقبل، وفي إعلان الدولة استحقاقًا طبيعيًا لسنوات من النضال والتضحيات.

وهكذا، يتقدم الجنوب بثقة نحو تثبيت واقعه السياسي، مستندًا إلى شعب موحد، وقيادة ممسكة بزمام المبادرة، وقوات مسلحة ترسم بإنجازاتها ملامح دولة الجنوب العربي، دولة قادرة على النهوض بدورها الطبيعي والفاعل في محيطها الجغرافي والسياسي، وتعزيز الأمن والاستقرار بما يحقق تطلعات شعبها ويخدم المنطقة بأسرها

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى