صوت الضالع/ تقرير / منير النقيب
في تطور سياسي لافت يحمل دلالات عميقة على مسار القضية الجنوبية، أعلنت قيادات عدد من الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية في العاصمة عدن تأييدها الكامل لخطوات المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، مؤكدة تمسكها بالمشروع الوطني الجنوبي ومطالبة القيادة السياسية الجنوبية باتخاذ الخطوات اللازمة لإعلان دولة الجنوب العربي.
ويأتي هذا الموقف المؤسسي في مرحلة مفصلية من تاريخ الجنوب، تتصاعد فيها الإرادة الشعبية في ساحات الاعتصام والتجمعات الجماهيرية، بالتوازي مع تنامي الإجماع السياسي والإداري داخل مؤسسات الدولة في العاصمة عدن، ما يعكس حالة اصطفاف وطني غير مسبوقة خلف قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي باعتباره الممثل السياسي لقضية شعب الجنوب.
*تحول الموقف المؤسسي
يمثل إعلان تأييد قيادات الوزارات والهيئات الحكومية نقلة نوعية في المشهد السياسي الجنوبي، إذ لم يعد الدعم مقتصرًا على الشارع أو القوى السياسية، بل امتد ليشمل مؤسسات الدولة التي تعمل من داخل العاصمة عدن، وهو ما يضفي على هذا الموقف بعدًا قانونيًا وإداريًا يعزز من شرعية المطالب الجنوبية.
ويرى مراقبون أن هذا التأييد يعكس قناعة متزايدة لدى القيادات الإدارية بأن مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي بات الإطار الوطني الجامع القادر على حماية مصالح الجنوب، وإدارة شؤونه، وتمثيل تطلعات أبنائه في الداخل والخارج، في ظل تعثر الحلول السياسية السابقة وفشل الشراكات المفروضة.
*رسالة للداخل والخارج
المؤسسي رسالة سياسية واضحة للداخل والخارج مفادها أن الجنوب لم يعد مجرد حراك شعبي أو مطلب جماهيري، بل مشروع دولة تتبناه مؤسسات وقيادات تنفيذية تعمل على الأرض، وتدير مرافق خدمية وحيوية تمس حياة المواطنين اليومية.
كما يؤكد هذا الموقف أن العاصمة عدن باتت مركز القرار الجنوبي، وأن مؤسساتها تتجه نحو الانسجام مع الإرادة الشعبية، بما يعزز من موقف القيادة السياسية الجنوبية في أي مسارات تفاوضية قادمة، ويدحض محاولات التقليل من حجم التأييد الحقيقي للمجلس الانتقالي الجنوبي.
*تعزيز التفويض
يتقاطع إعلان القيادات الحكومية مع التفويض الشعبي الواسع الذي تشهده ساحات الاعتصام المفتوح في العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب، حيث يطالب المواطنون القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، بإعلان دولة الجنوب العربي واستعادة السيادة الوطنية الكاملة.
ويؤكد هذا التوافق بين الشارع والمؤسسة أن الرئيس الزُبيدي يحظى بتفويض مزدوج؛ شعبي ورسمي، ما يمنحه قوة سياسية إضافية في قيادة المرحلة القادمة، واتخاذ قرارات تاريخية تتطلب إجماعًا وطنيًا واسعًا.
*أبعاد سياسية واستراتيجية
على الصعيد السياسي، يعزز هذا الموقف من تماسك الجبهة الداخلية الجنوبية، ويقلص من فرص الاختراق أو إرباك المشهد من قبل القوى المناهضة لمشروع الجنوب، كما يبعث برسالة طمأنة لأبناء الجنوب بأن مؤسساتهم تقف إلى جانب قضيتهم الوطنية.
أما استراتيجيًا، فإن هذا التأييد يمهد لمرحلة جديدة من البناء المؤسسي لدولة الجنوب، عبر إعادة توجيه العمل الحكومي ليكون منسجمًا مع المشروع الوطني الجنوبي، ويؤسس لإدارة انتقالية قادرة على تحمل مسؤوليات الدولة المنشودة.
نحو مرحلة مفصلية في مسار القضية الجنوبية
في المحصلة، يشكل إعلان قيادات الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية في العاصمة عدن تأييدهم الكامل لخطوات المجلس الانتقالي الجنوبي محطة مفصلية في مسار القضية الجنوبية، ويؤكد أن الجنوب بات أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق تطلعات شعبه في استعادة دولته.
ومع تزايد هذا الاصطفاف الحكومي والشعبي، تتجه الأنظار إلى الخطوات القادمة للقيادة السياسية الجنوبية، وسط قناعة متنامية بأن إعلان دولة الجنوب العربي لم يعد مطلبًا شعبيًا فحسب، بل خيارًا وطنيًا تفرضه معادلات الواقع والإرادة الجماعية لأبناء الجنوب
زر الذهاب إلى الأعلى