حوار الجنوب والتحالفات السياسية الهشة
صوت الضالع / م. مسعود أحمد زين
في عشية اللقاء التشاوري الجنوبي الكبير في عدن الخميس القادم، من المفيد التذكير بالنقاط التالية:
1) القضية الجنوبية ليست قضية حقوقية ولا سياسية، بل قضية وطنية بالمقام الأول تعنى باستعادة وطن ودولة وهوية وطنية لكل أبناء الوطن على اختلاف مشاربهم السياسية.
2) الاصطفاف على أساس وطني هو ثابت وجودي وصمام أمان لأي بلد وقت الشدائد ويجب أن لا تحل محله أي اصطفافات حزبية أو سياسية لأنها متغيرة في كل مرحلة بينما الوطني هو الثابت والجامع ومصدر قوة الجبهة الداخلية لأي بلد.
3) في تجربة الدولة بالجنوب منذ الاستقلال إلى يوم الوحدة 1990 أعطي للاصطفاف السياسي في بعض المحطات أفضلية أكبر على حساب التقارب الوطني وكان المستفيد الأكبر من ذلك أطراف سياسية ثالثة من خارج الجنوب. ويجب أن لا نكرر هذه التجربة اليوم مرة أخرى، خصوصا الذين ما زالوا يقدمون الحزبي على الوطني في عملهم السياسي في الجنوب.
4) هذا الخطأ البنيوي هو أحد الأسباب الجوهرية في أن يكون الشريك الجنوبي هو الشريك الخاسر لاحقا في مشروع الوحدة 1994.
ولو كانت الاصطفافات الوطنية سليمة على حساب التحالفات السياسية (الذي اكتشف الطرف الجنوبي أنها كانت مجرد تحالفات هشة أو مخادعة في انتخابات 1993 وعشية حرب 1994)…. لو كانت الاصطفافات الوطنية سليمة يومها لتغيرت المعادلة السياسية بشكل مختلف.
5) اليوم نحن على اعتاب عقد لقاء تشاوري وطني هو نتيجة حوارات سياسية هي الأوسع والأشمل في تاريخ الحركة الوطنية بالجنوب تمت مع جميع الأطراف الجنوبية خلال عدة أشهر في الداخل والخارج وذلك لرسم خارطة طريق للعمل الوطني القادم من خلال الوثائق التي سوف ينجزها المشاركون في هذا العرس الوطني الكبير.
6) اللقاء التشاوري الجنوبي ليس إنجازا نهائيا وإنما بداية حقيقية لعمل وطني قادم، وبالتالي يجب أن يبقى الحوار مع كل الطيف السياسي منهجا مستقبليا وسلوكا دائما كضامن صحي لتقوية أي عمل وطني وترسيخه وأن لا يتوقف الحوار عند إنجاز هذا اللقاء التشاوري فقط.
7) كانت الحوارات مفتوحة مع الجميع دون تحفظات وبالتالي من لم يشارك اليوم في هذا اللقاء التشاوري فقد امتنع ذاتيا ولم يكن مقصيا من أحد.
وعليه فإن أي تقييم سلبي ومسبق لنتائج هذا اللقاء التشاوري ليس لها حجة تدعمها من حيث أن هذا العمل الوطني غير جيد، ولكن نتفهم أن الموقف السلبي هو من صاحب الدعوة لهذا العمل الوطني (المجلس الانتقالي) ولو كانت الدعوة من أي طرف آخر حتى وإن كان طرفا من خارج الوطن لتغيرت مواقف بعض هذه الأطراف التي تتعامل بسلبية مع هذا العمل الوطني.
زر الذهاب إلى الأعلى