حضرموت.. والأيادي المرتعشة..
صوت الضالع /محمد باوزير
بعد سنوات طويلة من التموضع والتشبث بقدسية الوحدة اليمنية وأنها أصل من أصول الدين والعقيدة عند المتأسلمين السياسيين، وصك يوصل للمواطنة الصالحة عند القوميين المصطنعين، فالجهاد سبيلا للحفاظ عليها، والقتل والسجن والتعذيب والاضطهاد واجب لكل من يلمزها بسوء، فرفع البعض شعار “الوحدة أو الموت”، فيما أكد الآخرون أنها “ركن سادس من أركان الدين”..
اليوم واليوم فقط، بدأ بعض القديسين والوطنيين هؤلاء التخلي تماما عن هذه العقيدة المفرطة في حب هذا النوع من القدسيات الدينية، فما غلب عليه الظن أن تركه محرم شرعا وخيانة وطنية عظمى أصبح شيئا من الماضي وتاريخ يُحكى..
اليوم يثبت الكثيرون من خلال دعمهم للمشروع “الانفصالي” لحضرموت وتبنيه وتشبثهم به – بهدف المكايدة لخصومهم السياسيين- يثبتون جميعا أن حرب ١٩٩٤م التي أيدوها وباركوها وكبروا حينها للجحافل الغازية في ذلك اليوم الأسود، ورفعوا منذ ذلك اليوم بالشعارات الوطنية البرَّاقة، وتغنو بأبهى الألحان، وتراقصوا مع أسيادهم الطغاة على أوتار حب الوطن والثورة والوحدة والديمقراطية، إلا أن اليوم كل هؤلاء تملَّصوا عن عهدهم ووعدهم، وتبنوا المشروع الانفصال بذاتهم، فهم بانحيازهم لتقزيم حضرموت أثبتوا ويثبتون أن شعاراتهم كانت مجرد ضحك على الذقون، وأن ما جرى يوم ٧ يوليو الأسود احتلال استيطاني شيطاني شمالي مكتمل الأركان للوطن الجنوبي، وأن فتاوي التكفير تعدي صارخ على الدين أولا ثم الوطن والشعب.
اليوم يمارس ما يسمى الوفد الحضرمي في الرياض بتركيبته المتناقضة – رغم احترامي الشديد لشخوصهم- أقبح درجات الكيد السياسي، فما نتج وما سينتج عنه من توليفات لحضرموت مجرد مناورات لن تتعدى البقعة التي يخطون بأقلامهم هذه المكائد لحضرموت بهدف توسيع رقعة الشتات والانقسام الحضرمي، ولأن فقه الواقع ومن يفهمه يجعلنا ندرك تماما وبما لا يدع مجالا للشك أنه لا حظ وافر لهم لتنفيذ مكائدهم، فالأرض تعطي من يعطيها وترفرض من يسترزق باسمها، فنظن جازمين أن تلك التركيبة والتوليفة لن تأتي لا بدولة حضرمية ولا بحقوق ولا امتيازات لحضرموت، لأن حضرموت حقا أكبر منهم بسنين ضوئية، فهذه التركيبة تفتقر لأدنى درجات الإرادة والحس الوطني، فالأيام قد أثبتت عجزهم عن الإتيان لحضرموت بما هو أقل بكثير من “الاستقلال” أو حتى حقوق، ففاقد الشيء لا يعطيه..
📌 فلا أحد يظن أن ذلك الإصلاحي الإخواني المرتمي في أحظانهم وهو الذي أقسم على السمع والطاعة لمرشده الأعلى، وهو الذي قاتل لأجل “الوحدة” أنه سيأتي لنا “انفصال” أو بحقوق أو بدولة..
📌 ولا أحد يظن أن ذلك الشيخ العفاشي الهرم الذي كانت خيمة النصرة لولي نعمته “الرئيس الغير صالح” آخر خيمة طويت سيأتي لنا بدولة..
📌ولا يظن أحد أن ذلك المرشح الحضرمي الذي اشترى بماله ومال حزبه أصوات المساكين ثم عجز أن يقدم لمديريته – فقط- شيء من التنمية، لا أحد يظن أنه سيأتي له بدولة..
📌ولا يظن أحد أن ذلك الشيخ البدوي الرعوي الذي مزق الاصطفاف الحضرمي وقسم الهبة لهبتين ثم لهبات كثر، وسمح للمتسلقين وأصحاب الأيادي المرتعشة الحاقدة على الوطن أن يأتي له بدولة..
📌ولا يظن أحد أيضا أن من رضي بكرسي السلطة وفضله على استحقاقات حضرموت، ثم رضي بفتات الدنيا على الانتصار للدم والعرض والكرامة الحضرمية، ثم مزق مكون كنا نعتبره المكون الحضرمي الأكبر ثم تخلى عنه وقزَّمه، لا ظن ولا أمل في أن يأتي لنا بحقوق أو دولة..
فهل يا ترى تلك المواقف لأصحابها هي صحوة متأخرة تبطل إدعائاتي وما يغب على ظني، أم مجرد مناورة ومشروع إنقاذ لعودة هيمنة باب اليمن على حضرموت والجنوب من جديد؟؟!!
#محمد_باوزير
زر الذهاب إلى الأعلى