صالح أبوعوذل إلى أحمد عبيد بن دغر .. لماذا ترفض الاعتذار لحضرموت؟
صالح أبوعوذل إلى أحمد عبيد بن دغر .. لماذا ترفض الاعتذار لحضرموت؟
/صوت الضالع
السيد د. أحمد عبيد بن دغر، الاشتراكي السابق والمؤتمري الحالي، والداعم دون “مواربة” لمشاريع إخوان اليمن والسعودية، ومطامع التنظيم “الموحد” في الجنوب.
قرأت مقالتك الطويلة التي تحدثت فيها عن ما زعمت “أنها لقاءات مثمرة وحيوية جمعتني بشخصيات وطنية بوزن اجتماعي كبير في حضرموت”؛ وقد نصبت نفسك متحدثا عن تلك الشخصيات التي قلت إنها ان من بينها ما وصفتهم بزملائك في حزب المؤتمر الشعبي العام، خلال زيارتك لحضرموت، والمتزامنة مع ما وصفتها بالزيارة التاريخية لرئيس مجلس القيادة الرئاسي “رشاد العليمي”.
لم أدر ما هي المناسبة لوصف زيارة “العليمي” بالتاريخية، وانت وغيرك يدرك انها زيارة جاءت لتحقيق اجندة “توسعية” ومطامع قديمة في حضرموت والمهرة وشبوة، وهي مطامع، سيأتي اليوم الذي تتحدث فيها انت بنفسك، ولكن حين تنتقل إلى معسكر أخر، ليس لأنك متقلب، ولا ارغب في تشبيه تنقلاتك، فأنت الاشتراكي المتطرف الذي سحل العلماء ورجال الدين في حضرموت، حتى يثبت لمعسكر الاشتراكية انه أفضل الاشتراكيين، ولكن لأنك صاحب شخصية مهزوزة، ولكن لا قيمة لمواقفك مهما كانت.
نتذكر جيداً، اين كنت حين أعلن الحوثيون وعلي عبدالله صالح الحرب العدوانية على الجنوب، بدعوى محاربة الجنوبيين “الدواعش”، يومها شاهد الجميع اليمنيين والجنوبيين والسعوديين والعالم أجمع، وانت تقدم نفسك “أداة إيرانية في العدوان على البلاد التي تنتمي إليها والتي لولاها لما أصبح سبق أسمك وصف “دكتور”.
لم ننس ولا يمكن ان ينسى الجنوب كل الجنوب من المهرة إلى باب المندب، دورك “كجنوبي” وأنت تشرعن للاحتلال الإيراني الجديد اجتياح الجنوب، لأن وجودك حينها إلى جانب “صالح”، ليس كقيادي مؤتمري وانما وجود جنوبي مشرعن لحرب عدوانية تحت ذريعة محاربة “داعش والقاعدة”.
هل تتذكر كم قتل من المدنيين والنساء والأطفال بسبب “موقفك وقتئذ” في صف العدوان اليمني على بلادنا؟، وكنت ستستمر في المشروع لولا التدخل العسكري لدول التحالف العربي، لما انتقلت من معسكر طهران إلى معسكر الرياض، وكنت قبل شهور قليل تلوح بالانتقال إلى “معسكر” أخر لولا ان “الدفع” لم يكن عند مستوى طموحك.
هذا التأريخ لا يمكن “محوه يا سيد بن دغر”، كما لا يمكن محو تاريخك ودورك الدموي في سحل علماء ورجال دين حضرموت، لكي تثبت اشتراكيتك وولائك لزعيمك السابق “عبدالفتاح إسماعيل الجوفي”، كما لم تثبت ولائك لصالح، وانت تتحدث عن “الجنوب” بصفتك الوحدوي المخلص، ومع ذلك خنت “صالح” مثل ما هي عادتك.
يدرك أبناء حضرموت قبل غيرهم انك مجرد “أداة بيد من يدفع”، ولا شك ان الكثير من قابلتهم قد وجه لك السؤال التالي :”أين أنت من قضايا محافظة حضرموت وحقوق أهلها المنهوبة منذ حرب العدوان اليمنية الأولى؟”، أين أنت من الانتصار لحضرموت وأنت كنت قريبا من صناع القرار في صنعاء لأكثر من ثلاثة عقود احتلال ونهب وتدمير لحضرموت؟ أين أنت من أكثر من 600 عملية اغتيال لكوادر حضرموت في المكلا وحدها، طالت ضباط الأمن والجيش من أبناء الساحل ناهيك عن آلاف اعمال القتل الوحشية في مختلف مناطق حضرموت.
لماذا حين تمسك أبناء حضرموت بحقهم في “نشر قوات النخبة في الوادي وصحراء”، ظهرت تتحدث عن قضايا اليمن الاتحادية، في محاولة منك لمنع اخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى التي تحتل جزء من حضرموت وتمارس اعمال نهب واسعة لكل ثروات أهل حضرموت الذين حرموا من ابسط مقومات الحياة.
لا تنسى يا بن دغر ان الحضارم يتذكرون ويعرفون “أين كنت” حين تم تسليم ساحل حضرموت لتنظيم القاعدة المفترض في العام 2015م، فالغالبية من أبناء حضرموت الذين تقول إنك التقيت بهم يعرفون جيداً أنك كنت مساهما بشكل أو بأخر في اسقاط حضرموت بيد تنظيم القاعدة، لأننا نعتقد ان المستفيد من اسقاط حضرموت “ليست السعودية على الأرجح”، بل التحالف بين صالح والحوثيين، فهم من يرون ان أنشطة القاعدة هي المبرر الوحيد لاجتياح الجنوب واحتلاله.
تتحدث عن دعوتك لـ “هزيمة المشروع الحوثي الإيراني”، فهل لك ان تقول لنا “ماذا فعلت أنت كرئيس حكومة بعد فرارك من صنعاء إلى الرياض، في مواجهة المشروع الحوثي؟.
لقد أعلنت الحرب على الجنوب من قلب العاصمة عدن، وخططت مع الأسف لأسقاط العاصمة التي تحتضن حكومتك في الفوضى، بهدف اسقاط المجلس الانتقالي الجنوبي الذي قلت انه “ولد ميتا”.
لقد أضحكتني وانت تتحدث عن ما وصفته بالرفض الشعبي في كل اليمن، والذي زعمت انه “يكبر ويتحول شيئًا فشيئًا إلى قوة دفع مادية، وفعل اجتماعي ينبذ كل محاولة لتسويق العنصرية و الترويج لخرافة الحق الإلهي في الحكم؛ ألم تكن أنت جزء من مشروع الخرافة هذا؟ لماذا اليوم ترى انه مشروع خرافة؟، لا نستبعد ان ترى مشروع “إخوان الرياض” في حضرموت مشروع خرافة أخر، أثق بهذا ان بقي في عمرك البقية، ستقول في إخوان السعودية ما لم تقله في الحوثيين.
تتحدث عن ما قلت إن وعيا يمنيا كبيرا متزايدا من خطورة الإمامة على وحدة اليمن وأن هذا الوعي قد يجتث الإمامة في معقلها فكرًا وممارسة”؛ وهنا دعي اقتبس وصف “التٌقية”، فأنت أيضا تتوارى اليوم تحت شعار الدفاع عن الوحدة اليمنية، وانت بذلك تخدم المشروع الإيراني، وانا لا ادخل في نيتك حول الأسباب التي تدفعك إلى ذلك، ولكن من يدعو للوحدة مع الحوثي يخدم المشروع الإيراني في اليمن، ولو كان ذلك “سفير المملكة العربية السعودية”، التي تقول انها تقود التحالف العربي لمحاربة المشروع الإيراني الطائفي.
تحدث عن “الثبات” في دعم التحالف العربي، اعتقد ان أصغر طفل في حضرموت، يسألك، “أين ثباتك دون مواربة” في دعم المشروع الإيراني في صنعاء العام 2015م؟.
مع العلم انك ظللت تعتبر “علي عبدالله صالح” رئيسا لليمن، وكنت تقول ذلك في خطاباتك، وتبرر للناس “ان صالح لا يزال معشعشا في رأسك”؛ وهذا قولك أنت.
بصفتك “رئيس مجلس الشورى والنائب الأول لرئيس فرع من فروع حزب المؤتمر الشعبي العام الكثيرة والمتعددة”، تتحدث عن دعمك المستمر لـ(التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية)؛ وأنت تتجاهل بكل قبح وحقد، دور دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ورجال جيشها البواسل، الذين كان لهم الفضل بعد الله في إنشاء قوات النخبة وتسليحها وقيادتهم لمعركة تحرير ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة، وتحويل المكلا من “إمارة قاعدية تنهب كل شيء”، إلى مدينة أمنة مستقرة مزدهرة، فالمطار “مطار الريان الدولي”، إنشاء بتمويل إماراتي، فلماذا تصر على “وجود تحالف أخر يضم السعودية وحدها، وتتجاهل بكل قبح “الشركاء الفاعلين”، الذين تميزوا بصناعة الانتصارات الحقيقية في مواجهة الحوثيين والتنظيمات الإرهابية.
إن ضرب “وحدة التحالف العربي”، مشروع حوثي إيراني سلالي، فمن يتحدث عن “دور السعودية”، ويتجاهل دور الإمارات ومصر والبحرين والسودان، لا شك هو يخدم المشروع الحوثي الإيراني السلالي، بثبات وبدون مواربة.
في الأخير سيظل أبناء حضرموت يتذكرون جيداً من هو أحمد عبيد بن دغر، ودوره في سحل رجال الدين، سيتذكرون تاريخك الذي لا تمحوه ما تحاول اظهاره من “تُقية”، في أنك تدافع عن “قضايا حضرموت”، وانت أول من يجب ان يعتذر عن كل ما ارتكبه بحق أهل هذه المحافظة الأوفياء الانقياء”.
#صالح_أبوعوذل