– على يدي الشهيد فرحان لقي العشرات من الصهاينة حتفهم
_ فرحان يخطط ويشرف على أخطر العمليات ضد الكيان الصهيوني
– فرحان يتسلل إلى الداخل الفلسطيني حتى يصل إلى تل أبيب
فرحان يستخدم كارلوس لتنفيذ عملياته ويخرج له جواز باسم عبد ربه عمر.
هذه عناوين كبيرة كانت في يوم من الأيام حديث القادة والزعماء والإعلاميين.
ولكن
قبلها دعنا نتعرف على الشهيد فرحان ونستمتع بقراءة مسيرته
في محافظة أبين الجنوبية وفي قرية الخديرة ومن أب فلاح يخرج إلى الدنيا عام ١٩٤٤م مولود اسمه
علوي حسين عمر السعيدي
نشأ هذا الفتى في ظل الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن وما أن بلغ سن الرشد حتى أصبح من أشهر الفدائيين الجنوبيين والذين حولوا نهار المحتل إلى ليل وليله إلى نهار وأذاقوه قنابل الموت وحتى لا يكتشف الإنجليز شخصه أطلق عليه المناضل الحاج صالح قيس لقب ( فرحان) والذي غلب عليه حتى نسي اسمه الحقيقي.
عندما شبت الحرب الأهلية اللبنانية أرسل إلى بيروت للمساهمة في تدريب وتأهيل والإشراف على الفدائيين الفلسطينيين في لبنان والتنسيق مع حركة فتح والشعبية لتنفيذ عمليات في الداخل الفلسطيني وكان حينها يحمل رتبة ملازم، فاستأجر شقة في شارع الحمراء ببيروت وفي هذه الشقة كان يدير عملياته ويلتقي بقادة الفدائيين وبالقادة السياسيين وكان ياسر عرفات يزوره كثيرا إلى شقته هذه وربما بات عنده أحياناً.
وفي هذه الأثناء كان فرحان هو العقل المدبر لعملية ( اللوزاني) ضد حزب الكتائب الماروني عميل الصهاينة.
ومن شقته هذه في بيروت استطاع بصحبة عدد من الفدائيين من التسلل إلى الداخل الفلسطيني حتى وصل إلى ضواحي مدينة تل أبيب.
ومن أهم عملياته التي أشرف وخطط لها مع عدد من القادة الفلسطينيين ماتعرف بعملية( دلال المغربي) والتي راح ضحيتها ٣٦ قتيل صهيوني وأصيب أكثر من ٨٠ والتي استطاعت فيها فرقة دلال المغربي من التسلل إلى قريب من تل أبيب واختطاف حافلة والاتجاه بها إلى مدينة تل أبيب ومن ثم الدخول في اشتباكات مع قوات الجيش والأمن الصهيونية والتي أدت إلى مجزرة في قوات الصهاينة واستشهاد اثنين من الفدائيين وأسر اثنين آخرين أفرج عنهم فيما بعد في عملية تبادل.
سافر قبلها إلى ألمانيا واستطاع أن يوصل السلاح إلى الفدائيين هناك والذين نجحوا في تنفيذ عملية ميونخ ضد الصهاينة وذلك عام ١٩٧٣م
ولكن تبقى عملية نيروبي هي من أهم عمليات الشهيد فرحان عام ١٩٨٠م وذلك ردا على اختطاف جهاز الموساد الإسرائيلي لعدد من الفلسطينيين في ألمانيا ومنها على متن طائرة إلى أوغندا ثم إلى سجون تل أبيب، على إثر ذلك كان فرحان يخطط لرد مزلزل على هذه العملية فكانت عمليته في كينيا وبالضبط في العاصمة نيروبي إذ أرسل بحقيبة فيها متفجرات ضمن الحقيبة الدبلوماسية المتعارف عليها دوليا فاستلمها أحد أفراد السفارة الجنوبية، وبعدها بثلاثة أيام وصل فرحان إلى نيروبي والتقي بشاب فلسطيني قدم من اليونان فاستأجروا غرفة في فندق داؤد وهذه الغرفة تقع تحت صالة يقيم فيها اليهود احتفاليتهم وخلال ثلاثة أيام كان فرحان ومعه الشاب الفلسطيني يفخخان الغرفة بالمتفجرات ثم وقتا لحظة الانفجار الساعة العاشرة مساء، ثم اغلقا غرفتهما وغادر فرحان كينيا إلى عدن الساعة السادسة مساء وبعده غادر الشاب الفلسطيني الساعة التاسعة مساء وفي تمام الساعة العاشرة اهتزت الصالة اهتزازا عنيفا وتفجرت كل القنابل والعبوات التي في الغرفة وسقطت الصالة على من فيها مما أدى إلى مقتل ( ٣١) صهيوني وجرح العشرات.
تولى الشهيد فرحان جهاز المخابرات في اليمن الجنوبي مطلع الثمانينات فأوقف عمليات التصفيات الداخلية وأرسل عددا كبيرا من الطلاب للدراسات الأمنية في الخارج وسعى إلى تطوير الجهاز حتى تولى بعدها منصب نائب وزير أمن الدولة في عهد الرئيس علي ناصر محمد.
وللشهيد فرحان الكثير من العمليات ضد الاحتلال الصهيوني يشهد له بذلك كل من كتب في تاريخ النضال الفلسطيني في تلك المراحل فهو ذو علاقات متداخلة مع القادة الفلسطينيين وذلك بسبب دوره البطولي في حركة النضال الفلسطيني لمواجهة دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني.
كان الشهيد فرحان يتوقع أن تكون نهايته على يد جهاز الموساد الإسرائيلي أو في بعض عملياته في الداخل الفلسطيني، ولكن للأسف كانت نهايته على يد (الإخوة الأعداء) حيث اعتقل في أحداث ١٣ يناير ١٩٨٦م المؤسفة ثم حوكم محاكمة صورية حكم عليه فيها بالاعدام رميا بالرصاص، وقد حاول عدد من القادة الفلسطينيين منهم ياسر عرفات التوسط عند سلطات عدن حينها ولكن دون جدوى، وقد زاره السفير الروسي في عدن إلى سجنه بعد الحكم عليه بالاعدام وكان السفير يحاول التهوين والتخفيف عنه فقال للسفير ضاحكا ( سنموت واقفين أقوياء) .
ومن تصريحاته قبل إعدامه قوله: (لم أكن أتوقع أن أحاكم في بلدي)
وفي يوم ٣٠ ديسمبر عام ١٩٨٧م نفذ في المناضل الجسور الذي طاف كثيرا من دول العالم نصرة للقضية الفلسطينية، نفذ فيه حكم الاعدام ودفن في مكان مجهول.
من عناوين مجلة النهار اللبنانية
( كنز في قفص الاتهام – علوي حسين فرحان يحاكم أمام حزبه)
وكتبت مجلة المجلة:
بعد القبض على فرحان هل ستستمر مخابرات اليمن الجنوبي في إرهابها ؟)
خلف فرحان عددا من الأبناء منهم الدكتور عباس فرحان أستاذ التاريخ بجامعة عدن .
. وفي الأخير أتمنى على الدكتور عباس فرحان أن يجتهد في جمع كتاب عن والده يوثق فيه جميع مراحل حياته، وهو جدير بذلك إن شاء الله تعالى