مقالات وتحليلات

شيءٌ عن الأخلاق

صوت الضالع /كتب: هيثم بن سبعة أبو وجدي

إلى جانب الإدراك الحقوقي والحق بقيت الأخلاق بوصفها ضابطاً اصيلاً للعلاقات الإجتماعية بين الناس فمن واجب الجميع أن يلتزم سلوكاً رصيناً وأن يكون مثالاً لروح التعقل والإتزان وعدم الطيش والحماقة والإنتقام ومراعآت شعور الغير على إعتبار أن الحلم والاعفاء ووضع النداء مكان الطيش والحماقة والإنتقام هي صخورٌ أساسية تُصرح بها جسور العلاقات الإنسانية بين الناس و مهما كانت رؤية الإنسان ذاته لافعاله وتصرفاته فإنهُ مسؤول عن صحة وصواب أفعاله وتصرفاته مسؤوليةً مباشرةً أمام الله وأمام محكمة الرأي العام والضمير الإنساني الشخصي الحي، بمعنى إنهُ ليس كل إنسان حر يقول ما يُريد ويفعل ما يُريد كلا فالحرية تعني وعي الضرورة وتتحدد بدرجة معقوليتها، فهناك ضوابط وأوامر ونواهي وعادات وتقاليد وقيم وقوانين تنظم العلاقات الإجتماعية بين الناس يحتكم لها الجميع؛ فالغاية المُثلى هوان تلتقي حقوق ومصالح الجميع على صعيد التعايش السلمي دون تصادم أو تعطيل.

قال عليه الصلاة والسلام : إنما بعثتُ لاتمم مكارم الأخلاق. ولهذا يجب على الجميع الإدراك العميق والثابت، للدور الذي تلعبهُ الخُلقية في صرح العلاقات الإجتماعية بين الناس والأسلوب الذي بهِ يتم ضبط وتنظيم نشاط الناس الهادف والواعي بمعنى أن أفعال وتصرفات المرء ينبغي أن تتم بمقدار ما تشكل خيراً وبمقدار ما تُفضلُ على غيرها من التصرفات الممكنة، ولهذا يجب إحترام الحقوق والمصالح المشروعة للغير؛ لإن عدم إحترام مصالح وحقوق الآخر كان ولأ زالَ عبر التاريخ سبباً رئيسياً في أن يعرض الناس إلى أبشع أنواع التمزق والتفكك. وعند ما ادعو إلى الوحدة والتماسك إنما اروم من ذلك كل ما فيهِ ايحاءآت طيبة وتوجهات إنسانية تحبذُ حشد كل القوى الخيِّرة إلى جانب الحق في صراعهِ المشروع مع الباطل، والعمل على نبذ كل ما كان قدشكلَ آلةَ هدمٍ وتخريبٍ للأعمال البناءة خلال الفترة المنصرمة، وكلما كان قد شكلَ جرحٌ لنزاهة القصد وتفتيتٌ لكلِ نواةٍ للتعاون الاجتماعى المثمر للخير، إن الغرض من تقييم الماضي هو تجنب خطر الوقوع في الاخطأ القاتلة، مع ضرورة الإستفادة القصوى من كل ماهو مضيء ومشرق في تاريخ البشرية والإنسانية الوضاءة، واي بناء للحاضر ينبغي أن يقوم على أصول الماضي المجيد، بمعنى إن لنا من الماضي المجيد ما يصلح ُ أن يكون مدماكاً راسخاً يُشيدُ عليه البناء اليوم، مع المزج بما يُستجدُ من أفكار شريطة أن يكون مضمونها الصالح العام للاوطان ومواطنيها الشرفاء. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ولما فيه الخير والصلاح

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى