مقالات وتحليلات

طوفان الاقصى مستمر
القيادات والشعوب العربيةماذا تنتظر؟!

طوفان الاقصى مستمر
القيادات والشعوب العربيةماذا تنتظر؟!

معظم الحكام العرب مشاركين في هذا الجرم المشهود الذي يحصل في فلسطين،مثلما كانوا مشاركين في سفك دماء السوريين والعراقيين واللبنانيين والليبين والسودانيين وغيرهم من ابناء الشعوب العربية واياديهم ملطخة بالدماء،هولاء ادوات امريكا وبريطانيا وربيتهما اسرائيل,ولايجب ان نبرر لهولاء الحكام ونحمل مسؤولية تخاذلهم واسترخاصهم للدماء العربية،ونعلقها على الاخرين،فهذا عذر اقبح من ذنب ،قطاع غزة محاصر منذ عام2008م ومعظم الدول العربية مشاركة بهذا الحصار الظالم،وكل مايدخل الى القطاع من مواد اساسية يتم تهريبها عبر شبكة انفاق بينهم وبين اخوانهم في رفح المصرية،وهذا يؤكد ان من يحمي اسرائيل بدرجة رئيسية، هم الحكام العرب واجزتهم الامنية،غزة بكل ابنائها وفصائل مقاومتها دون استثناءخاضت سبعة حروب سابقة مع اسرائيل بسلاح سوري وايراني ولم تحصل على طلقة رصاصة واحدة من اي دولة عربية اخرى، واليوم تخوض حربها الثامنة بنفس السلاح دون سواه، بعد ان تراكمت لديها الخبرات كماً وكيفاً،وتعاظمت لديها القدرة العسكرية عدةً وعتاداً،حيث تم تطوير بعض القدرات التسليحية محلياً بخبرات تدريبية وتكتيكيةمن كوادر المقاومة الاسلامية في لبنان بقيادة حزب الله،ولااحد يستطيع ان ينكر او ينفي هذه الحقيقة ،وقيادات الذل والهوان العربية ،ماذا قدمت ؟! العرب اجمعين وأمة المليار لم تستطيع ان تدخل صفيحة مياه واحدة الى قطاع غرة حتى هذه اللحظة،ويحالوا اليوم ان يستنجدوا بالامين العام للامم المتحدة انطونيو جوتيرش الذي حضر ظهر اليوم الى معبر رفح المصري،لعلى وعسى تسمح اسرائيل بدخول بعض المواد الاغاثية والطبية الضرورية.
الفارق كبير بين العجز وعدم المقدرة نتيجة لعدم التكافؤ في القوة ،وبين ان تكون من الاطراف المشاركة في المخطط الاسرائيلي- الامريكي والموافق على تنفيذه،الحكام العرب بعضهم مشاركين في المخطط والبعض الاخر موافقين،والبقية صامتين،قيادات العالم الغربي تتسابق لزيارة حليفتهم اسرائيل للتضامن معها،وارسلوا الدبابات والطائرات والصواريخ والقنابل الذكية والاموال الطائلة، وادخلوها الى اسرائيل بعد ساعات قليلة من بدأ الطوفان ،فيما امة العرب مجتمعة من طنجا الى المنامة لم تحرك ساكناً،واكتفت قياداتها بإستقبال وزيري خارجية امريكا وايران وبعض القادة الغربيين الذين حضروا الى اسرائيل لدعمها والتضامن معها ومنحها الضؤ الاخضر لابادة سكان غزة تحت مبدأ:(من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها) ولم نسمع من القادة العرب اي موقف يدعوا لوقف المجازر والابادة لسكان غزة،وكأن الوضع لايعنيهم ،اي هوان اكثر من هذا؟! لايجب ان نبرر للذات العربية ولتخاذلها واسترخاصها للدماء العربية في فلسطين وإعفائها من المسؤولية المباشرة، تحت يافطات وحجج ومبررات واهية وسخيفة، وعلى الجميع ان يعي ويفهم ان مايقوله الاعلام العربي لايعبر بالمطلق عن تلك المواقف الخفية التي يتبادلها الحكام العرب مع الادارات الامريكية والاسرائيلية المتعاقبة،ولو كان هناك موقف عربي،حتى ولو كان ضعيفاً،لم تم بحث تهجير شعب فلسطين من ارضه مع الامريكيين والاسرائيلين ،وهناك قرارات ،،للشرعية الدولية،، واضحة وصريحة.
وما قاله المستشار الاسبق للامن القومي الامريكي جون بولتون لقناة سكاي نيوز الاماراتية مساء يوم الاربعاء الماضي يؤكد ان هناك مخطط لتهجير الفلسطنيين من ارضهم ،وقد تم الاعداد له منذ عدة سنوات،وان الحكام العرب ليسوا بغافلين عما تم التخطيط له ،والكثير منهم على علم بذلك.
الجامعة العربية والنظام الرسمي العربي فشل فشلاً ذريعاً في احتواء الخلافات البينية بين الدول العربية وفي حل كل القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ووصلوا الى طريق مسدود نتيجة للتبعية العمياء لامريكا والدول الغربية، ويريدوا اليوم التخلص من القضية الفلسطينية ومستعدين للقبول بالفلسطينين كمواطنين في بلدانهم وتسليم ارض فلسطين كاملة من البحر الى النهر للصهاينة ،ارضاءاً لامريكا والغرب،وحفاظاً على كراسيهم الوثيرة .
تحياتي لكم
م.مقبل ناجي مسعد
20أكتوبر2023م

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى