مقالات وتحليلات

مرسي جميل..يكتب .. تشتي قهوة والا شاهي : قصة حقيقية لأحد الأسرى من حزب الله في اسرائيل ..

مرسي جميل .يكتب… تشتي قهوة والا شاهي : قصة حقيقية لأحد الأسرى من حزب الله في اسرائيل ..



كنت نائم لما هجم الدرك الإسرائيلي ( حرس الحدود ) على الحدود اللبنانية ليلا وبعملية خاطفه تم أسري وبكل هدوء على السجن طوالي بدون اي محاكمه او نقاش وقدرت أتواصل بحزب الله ليعلم أنني في السجن المركزي في الضفه الغربية عام 2002 وضليت في الحبس 6 سنوات قبل أن يتم إصدار قرار صفقة تبادل أسرى من الجانب الفلسطيني شملت الجميع دون استثناء والحمدلله اصبحت حر بعد العذاب والحرمان من رؤية أسرتي وابنتي التي تربت بعيده عني طوال فتره حجزي .

مأساة ومعانات الأسير خالد ..

الغريب في الأمر أن معظم القائمين على مصلحة السجون والمعتقلات الإسرائيلية من اليمن بمعنى يهود اليمن ويتحدث الجميع العربية بطلاقه ويتعامل مع السجناء بشكل مباشر وهناك شخص واحد يدعى حمادي الخولاني جندي اسرائيلي من أصول يمنية شاب يبلغ من العمر 24 عام كان مسؤول على تعذيبي ليل نهار ولا أعلم لماذا !!

بعد فتره طويله رفعت شكوى لرئيس السجن بتغيير السجان المسؤول عن تعذيبي وتم رفض طلبي ورفضت تقديم اي شكوى أخرى من قبلي ، كان حمادي يأتي يومياً الصباح ويقول صباح الخير ياعم خالد اخبارك كيف أصبحت (( تشتي قهوة او تشتي شاهي )) .. و من خلال عشرتي لذلك الرجل استطعت إجادة اللغة واللكنه اليمنيه فاذا قلت له اشتي قهوة يحضر سلسله طويله ويربطها بصدري ويتركنا معلق على شباك السجن العالي لغاية العصر وبعد ذلك يحرر السلسله ويحضر الطعام والشراب والسجائر ويضيفنا احلى ضيافة ،
واذا قلت اشتي شاهي يحضر بيب ضخم حديدي بقطر 6 أنش ويربطه على اكتافي ويتركنا مستقيم حتى العصر لا أستطيع الحركه او الجلوس واستمر ذلك الروتين طيلة فترة حبسي في ذلك المعتقل الخاص بالمعتقلين العرب الفسطينين و اللبنانيين والسوريين والأردنيين 6 سنوات لا أعرف شيئا ولم اتمنى اي امنيه غير ان ربي ياخد اليهودي اليمني الذي ضل يعذبني كل يوم لأكثر من 8 ساعات متواصله .


مرحلة ما بعد الأسر ..

عندما أطلق سراحي همس في أذني اليمني وقال ساشتاق اليك ياعم خالد وهو حزين وكأنه قد رضع الشيطنه والخبث منذ الصغر ولا يستطيع العيش دون إلحاق الأداء بالآخرين ، وبعد رجوعي الى لبنان قمت ببيع منزلي بسعر كبير وطلعت على دولة خليجية برفقة زوجتي وابنتي حتى أخرج من جو الحياة السابقة واتخطى مرحله الأسر في سجون إسرائيل واعمل في المجال الهندسي فقد كان خالد خريج كلية الهندسة مهندس معماري شاطر ولكن روح المغامره والنضال هو من دفعه الانخراط في صفوف المقاومة اللبنانية وحزب الله اللبناني .

عمل و انجز مشاريع عملاقة وتم الإنتباه اليه من احد شيوخ البلد وقدم عرض مغري له وهو بناء مدينه سكنيه وستثمر لهم الاثنين بعائدات كبيره بعد عامين فقط وقبل خالد ذلك المشروع ونجح واصبح اكبر مقاول في ذلك البلد واستطاع جني ثروة كبيرة فتحت له المجال في انشاء مصنع خرسانه و العمل أيضاً على استيراد الحديد التركي النوعيه الجيده للمشاريع الاعماريه الضخمه وضل المهندس اللبناني في تنشيط وتنمية مشاريعه في الحياة ولم ينتبه الى حياته الشخصيه ومن حوليه ، وبعد مده من علاقته بذلك الشيخ الكبير اكتشف بأن زوجته على علاقه بذلك قدرة فدخل معها بمشكله كبيره وكان ذلك المسؤول قد أرسل الحراسه إليه تهديداً وتنبيها بأنه اذا كان لايتقبل هذا الوضع بأن يترك زوجته تعمل ماتريد فيجب ان يطلقها وهيا على قبول بهذا القرار ،

رفض خالد ذلك الطلب والح كثيرا على زوجته بالعوده اليه وترك تلك الأفكار وهو مسامحها بأي ذنب اقترفته ولكنها لم توافق وفضلت ان تبقى عشيقة الشيخ في قصره خيرا لها من ان تكون زوجه للمقاول ،

فطلب منهما إطلاق ابنته التي تبلغ من العمر 17 عام وهذا سن خطر وكان يخشى كثيرا عليها ولكن طلبه كان بالرفض فذهب الى القضاء ولم ينصفه بشي وضل المهندس اللبناني يتوه بين الناس ويناشد العالم والسفاره اللبنانيه بتحرير ابنته من قصر الشيخ و قال يستطيع ذلك الشيخ الاحتفاظ بالزوجه وقد رمى عليها يمين الطلاق ولكن لم يستطع أحد ان ينصف ذلك الرجل و الاسوى من ذلك قام الشيخ بفتح تعميم على خالد وتحرير أمر ضبط قهري بحجة خيانة الأمانة ونهب أموال مشاريع كان قد نفذها سابقآ .

ذهب خالد إلى السفاره اللبنانيه مره أخرى وشرح لهم كل المشاكل التي يواجهها وأنه أصبح مهدد بالسجن ومصادرة امواله والتشهير به وبسمعته خصوصا وان ذلك الشيخ الزنديق يحتفظ بزوجته السابقه وابنته الشابه التي يخاف عليها وعلى شرفها واللحاق بأمها في العمل الحرام او ارغامها ذلك الشيخ بالقيام باعمال مخله بالاسلام والأدب ، فقدم أحد موظفين السفاره مقترح ل خالد وأعطاه رقم شخص وقال له أتصل على هذا وهو من سيخرجك من البلد ويعيدك الى لبنان ..

لم يصدق خالد الكلام ولكن الح عليه الموظف وقال له اتثق بنا فعليك الإتصال وطلب المساعده ، قبل الإتصال على ذلك الرقم من قبل خالد جرت اتصالات بحزب الله والسفارة الايرانيه ولم يستطع احد مساعدته نهائياً ومع مرور الوقت وشعور خالد بأن الأمن اصبح قريب منه كثيرا و كان ذهبه إلى السفاره آخر امل له خرج بعد الحصول على الرقم واتصل واجابه شخص يمني بلهجه غير الذي كان يعرفه 6 سنوات في سجون إسرائيل وعرف عن نفسه وهو يرجف خوفاً ذلك اللبناني وطلب منه المساعده وقبل اليمني الطلب وحضر واستلم خالد ومعه شنطه صغيره فيها اغراضه وملابسه وذهبا بعيدا جدآ في منزل للتحضير والخروج من تلك البلد .

كان ذلك الرجل اليمني من اصول جنوبية من منطقة المهره الذي عرف عنهم منذ القدم مهربين بين الدول العربيه رجال لاتخشى شي تتجول في الصحراء كالجمال دون كلل او تعب و شرح الموضوع صديقنا خالد للمهرب اليمني وكيف كانت مأساته مع ذلك الشيخ و كيف استطاع احتجاز أبنته فقام المهري غاضباً وقال له بنحظر الفتاة باي شكل من الأشكال ومستحيل اتركك تخرج من البلد وابنتك في مكان آخر ، فرح خالد كثيرا وكان المهري يجري اتصالات متواصله بأصدقائه ويستدعي رجال من كل مكان و خالد منبهر باللغه المهريه التي لم يسمعها من قبل وضل اليوم كاملا تتوافد الرجال الى ذلك المسكن الذي كان في قلب صحراء بعيد جدا لا يصله الا سيارات الدفع الرباعي او الجمال وبعد أن ضلم الليل وكان الجميع حاضر اخدوا تفاصيل وعنوان القصر وتجهز الجميع واصطحبوا خالد معهم وضلوا يومين يراقبوا القصر وكل سياره تخرج ويلاحقوها حتى تم العثور على الفتاة بصحبه امها في طريقها مع سائق وسياره فخمه الى الجامعه للتسجيل والالتحاق بالدراسه وقطع عليهم المهري الطريق وخرج خالد ساحبا ابنته التي كانت تبكي من الفرحه وغادر الجميع الى نفس الموقع الذي تجمع فيه الكل .

لم يكن هناك وقت ووجب مغادرة البلد باسرع وقت قبل العثور عليهم وكانت السياره مجهزه بجميع مستلزمات السفر في الصحراء وانطلقوا وبعد سفر يومين وصلوا الى اليمن الجنوبي مدينة حضرموت وقام خالد بالاتصال الى السفاره في البلد الذي كان بها ورد عليه السفير بأن اوراقه وجواز سفره و جواز سفر ابنته في السفاره اليمنية ومقرها صنعاء و وافق المهري الذهاب الى صنعاء دون التوقف وكان متحمسا جدا لاتمام المهمه التي تعتبر بالنسبه للمهري حفظ عرض عربي مسلم ومساعدته من الخطر ، فوصل صنعاء واستقبلتهم السفاره ومن معه بالكرم والترحاب وبعد اخد قسط من الراحة طلب المهري المغادره وكان خالد يبكي قهراً من سوى الظروف التي مر بها في حياته وحكى للمهري قصة اليهودي اليمني الذي ضل يعذبه 6 سنوات في سجون إسرائيل من قبل حمود الخولاني وطلب من المهري اخد الظرف ولم يقبل والح عليه الجميع أخد الظرف الذي فيه مال مكافأة جزيل عمله البطولي و تحرير الفتاة وعبور الربع الخالي ومعه اجانب مخاطرا بكل شي ولم يقبل وقال المهري انا عملت باصلي ولو حد ثاني ماراح يتردد عن ذلك وانت وقعت على عيال حرام ربما الله ارسلك الي فوضع سره في أضعف خلقه وودع خالد المهري بالاحضان وقال له ساقوم برفع اكبر قضية في المحاكم الدوليه على هذا الشيخ بعد رجوعي الى لبنان وساكتب في الصحف واتحدث الى الإعلام لاكشف مدى فضاعت السلطات الحاكمة في دول الخليج ورجولة وشهامة أهل اليمن حتى اليهودي حمادي سامحته بعد أن اكتشفت أنه كان مخلص للحكومه الاسرائيليه ويتصرف معي بخشونة ولكن كان مؤدب ويحمل اخلاق كبيره و تغيرت نظرتي لليمن وأهل اليمن ولا أعلم الكثير عنها ولم اكن أعلم أيضا بأن اليمن بلدين شمال وجنوب وأصبحت احمل فكره عميقه عن الرجل اليمني واذا كان حاد الطباع أمامك فاعلم انت بالنسبه له خصم واذا وجدته صديق وحليف فلن تستطيع اي قوة بالدنيا المساس بك .

غادر المهري وعاد الى حياته الطبيعية والترحال في صحراء الربع الخالي ، وغادر خالد ومعه أبنته برفقة السفير اللبناني في اليمن الى لبنان وفعلا قام خالد بمجرد دخوله لبنان تحرير ثروته وأمواله عبر القضاء وتحويله لحسابه في لبنان وقام الشيخ بالتخلي عن طليقت خالد بعد ان علم بأنه هرب واصبح حر طليق وكتب خالد الكثير في مقالات وقصص التي عاشها في فترة تعرفه على اول يمني واخر يمني وكيف استطاع بعد ذلك دراسة اللغة المهربه وقام خالد بكتابة عشرات المقالات التي يشكر بها المهري إبن الصحراء ويرسل شكره العميق الى المهري الذي كان بالنسبة لخالد ارجل رجل في العالم و يحط رقم جواله في كل مقال ويناشد العالم من يجد المهري إبن اليمن يعلمه بأن حبيبه خالد يريد ان يكلمه ويطمئن عليه ولكن لم يستطع احد الوصول للمهري فهو لايقرا جرائد ولا يتصفح الإنترنت يعيش حياة البداوة يتنقل في الصحراء يساعد المسافرين العرب في تخطي الحدود والحواجز الامنيه ودائما يردد أن البلاد العربيه واحده وأن الغرب وضع حدود وحواجز ونحن لاتعترف بها ونسلك طرق عربيه قديمه عبر الرمال الى وجهات متعدده .

تلك القصة يجب أن تنشر للجميع العرب واليمنيين خصوصاً ليعلم الجميع مدى اختلاف الأفكار والطباع من مجتمع الى مجتمع آخر ، ربما يعاني اليمن كثيراً من الفتن والتآمر ولكن يضل الرجل اليمني بطل المواقف وأهل فزعات ولا يجب أن نحتقر اليمنيين بكل أطيافهم كما يحدث في مملكة آل سعود عندما تقلل من شأن اليمنيين وتحتقر الأجناس المقيمه في المملكه .

اذا اعجبك السرد للقصة ومجريات الأحداث أتمنى نشرها حتى نحقق اكبر وصول للقراء والتخلي عن الإعلام المكبل التابع للأنظمة العربية .
مرسي جميل

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى