مقالات وتحليلات

السقوط الأخلاقي العالمي

صوت الضالع / كتب/ فهمي أحمد

▪️الحرب سيئة وقبيحة في كل الأحوال، غير أننا نؤمن بأن المنح تكون في ثنايا المحن، ولعل من محاسن مايحدث في غزة أن معظمنا بدأ يعي حجم المؤامرة علينا. 

فلم نكن لنتمكن من كشف المؤامرة بكل أبعادها، لولا حرب غزة الحالية، وموقف الغرب المساند لجرائم الإبادة الجماعية للأطفال والنساء والشيوخ! فما يسمى “الضمير العالمي” أصبح خدعة كبرى و”القانون الدولي” صار مهزلة، أما فصل الدين عن الحياة فهو قمة السقوط الأخلاقي الذي سقط فيه الجميع! ناهيك عن شعارات المساواة والحماية… وما إلى ذلك، وكلها في نظري قيودٌ تكبلنا وتحجب عنا الرؤية بعين الحقيقة.

في تقديري، لم نكن لنتمكن من كشف كل ذلك الزيف والخداع مهما حاولنا واجتهدنا، لولا حرب الإبادة في غزة!

أصبحنا نتحدث عن أن المعركة الحالية هي معركة “وعي” وعندما أقول وعي، فأنا أعني أن كل فرد في المجتمع يدرك تماماً مايدور حوله وماينبغي عليه فعله، فالغرب أكثر وعياً منك ومني، وهذه حقيقة! الغرب يدرك بأنها حرب دينية مقدسة ويجب أن تحقق أهدافها بأي ثمن، لكن تكمن المشكلة فينا نحن العرب والمسلمين!

فبرغم أننا كشعوب نعرف بأن فلسطين أرض عربية محتلة، وأن إسرائيل كيان غاصب، لكننا نبدو منقسمين في توصيف معطيات الواقع هناك، ونتحاشى القول بأن المعركة بين المحتل وصاحب الأرض! بين الحق والباطل! بين ضعيف شجاع وقوي جبان!

في المقابل يجيد الغرب لعبة الإعلام والتأثير العاطفي ولعب الأدوار.. الغرب يمارس لعبة (الشرطي الجيد والشرطي السيئ) لعبة قذرة طبعاً.

يحرص الإعلام الغربي على نقل المظاهرات الغربية المساندة للعرب والفلسطينيين وحقوقهم، بينما يدعمون إسرائيل بالسلاح والأموال بشكل لامحدود!

يدرك المواطن الغربي دوره جيداً، ويساند حكوماته في كل خطوة، ويعمل دون كلل أو ملل على دفع الضرائب والتبرعات لتمويل الانتهاكات والمجازر الوحشية في بلداننا! بينما نكتفي نحن العرب بالشجب والتنديد وربما بعض المظاهرات هنا وهناك، دون أن نكلف انفسنا عناء البحث عن حلول تسهم في تنمية الوعي وبناء العقل الجمعي العربي.

ختاماً، فقد أثبتت حرب غزة بما لايدع مجالاً للشك، سقوط الغرب وتهاوي منظومة القيم العالمية، وسيادة الظلم والجبروت والطغيان!

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى