كتب: عوض الجبواني
للأسف الشديد أننا في الجنوب مازلنا نصدق أكبر أكذوبة مررتها وما زالت تمررها علينا أطراف متعددة من عدة سنوات مع أنها كذبة مكشوفة يعرفها الغبي والجاهل.
لا أدري ماذا أصابنا كجنوبيين قيادة وشعبا هل فعلاً هذا غباء فينا أم ثقة أم طيبة قلوب وحسن نية أم وفاء كلمة أم غفلة واللامبالاة أم هي خلافاتنا وتبايناتنا التي ولدت بعض المناكفات البينية أم ماذا؟
فمهما كان الجواب من بين كل تلك الاحتمالات الواردة فهذا لا يجعلنا نظل مصدقين للأكذوبة التي مازلنا نتماشى معها إلى يومنا هذا وهي أن السلطة المسماة سلطة شرعية المتواجدة على أرض الجنوب والتي قياداتها هم رموز للنظام الاحتلالي اليمني السابق وبقاياه هي سلطة وجدت من أجل تطبيع الأوضاع وتوفير كل الخدمات الضرورية للشعب الجنوبي وإعادة البناء والإعمار ومعالجة آثار حرب 2015م على الجنوب ..الخ من ذلك.
إن الجنوب شريك مناصفة في هذه السلطة وسيكون له مايراه من قرارات تخدم الجنوب وشعبه كصاحب الأرض والثروة ، وكشعب قدم التضحيات حتى حرر أرضه ، وكانت مواقفه مشرفة في محاربة أعداء الدين والعقيدة وحليفا صادقا
وفيا للأشقاء، وبأن وجود هذه السلطة هو تصريف أعمال أو تقديم خدمة للمواطن والإشراف على مواصلة حرب استعادة اليمن من الانقلابيين الحوثيين وفق الاتفاق، وهذا مالا يحصل ولم يصير من هذه السلطة فقد فاقمت الأوضاع في الجنوب أكثر وحاصرت وجوعت الشعب الجنوبي ونهبت ثرواته وموارده، أصبحوا رموزا لتلك السلطة أثرياء على حساب الجنوب وشعبه وثرواته.
عملت السلطة على الإضرار بالجنوب وشعبه ومارست احتلالا جديدا أكثر بشاعة من احتلال نظام عفاش السابق
لم تحارب الحوثي بل اتضح أنها من يدعمه وعوناً له.
كذبة أخرى صدقناها وهي نزوح شعب الجمهورية العربية اليمنية إلى الجنوب على أنه نزوح إنساني من القهر والظلم الحوثي، واتضح للجميع أن ذلك النزوح كان نزوحا سياسيا ممنهجا ومدعوما من قوى وأطراف داخلية وخارجية.
وقد تجلت حقيقة نزوح المواطن اليمني إلى أرض الجنوب في أنها تحمل أبعادا سياسية خطيرة أهمها توسع الاستيطان وتغيير التركيبة السكانية والديموغرافية لسكان الجنوب ، وهذا النزوح هو القنبلة الموقوتة المزروعة وسط المجتمع الجنوبي التي ستنفجر في الوقت الذي يراد لها ذلك.
هناك أشياء غريبة وعجيبة ومذهلة نشاهدها تتعلق بذلك النزوح منها أن النازحين يسكنون في أغلى الشقق والعقارات وتدفع عليهم المنظمات إيجاراتهم بالدولار.
تصرف لهم المبالغ النقدية والمواد الغذائية والمواد العينية الأخرى كالآثاث والملابس والأدوات الصحية وكل شيء من الألف إلى الياء مع أن أكثرهم ليسوا نازحين ومقيمين بصورة دائمة من قبل 2015م.
ثم أن هؤلاء النازحين بحسب ما يزعموا أنهم نزحوا بسبب ظلم وبطش الحوثي الذي دمر منازلهم ومن هذه الأكاذيب، نلاحظهم يسافرون لقضاء إجازات الأعياد الإسلامية عيد الفطر والأضحى وزيارات في منازلهم في الشمال، ثم يعودون بشكل طبيعي!
هل هذا نزوح بالله عليكم؟
هناك من يشتري الأراضي في محافظات الجنوب من قبل النازحين بملايين الريالات ويقوموا ببناء منازل لهم وهذا حاصل في شبوة وشاهد عليه
فهل يعقل أن يأتي نازح من سنتين أو ثلاث أو أربع ويبني بيتا في عتق أو عدن أو الغيضة أو أي مدينة جنوبية وسكانها الأصليون يعيشون مستأجرين لم يستطيعوا بناء غرفة واحدة!!.
نازحون لديهم سيارات ضخمة وباصات ودراجات صاروا مقاولين صاروا عاملين وموظفين في المنظمات الدولية، وفوق ذلك مواليدهم يستخرجوا لهم شهادات ميلاد جنوبية وحتى نسائهم يستخرجون لهن بطائق وجوازات على أنهم من الجنوب.
غالبيتهم عساكر وضباط تبع الحوثي وعلي محسن والأمن القومي والسياسي العفاشي،
ومع كل ذلك نحن واقفين نتفرج والبعض مننا مصدق أن سلطة العليمي ومعين والبركاني واللوبي التابع لهم يعمل من أجل الجنوب وشعبه،
ومصدقين أن الدحابيش الذين يتوافدون للجنوب إلى اليوم نازحين ومشردين من بيوتهم.
الحاصل هو العكس نحن شعب الجنوب نازحين، وأغراب في ديارنا محرومين من حقوقنا ثرواتنا تنهبها عصابة السلطة وما يأتي من المنظمات الدولية مخصص لنازحي اليمن.
عاد باتعقلون ياشعب الجنوب وتنفضون غبار الذل والاستسلام وتأخذون حقكم المسلوب
وإلا ستظلون كالنعامة المدفون رأسها في التراب.
زر الذهاب إلى الأعلى