مقالات وتحليلات

كتابات – حضرموت محافظة مارقة!!

كتابات – حضرموت محافظة مارقة!!
سعيد الجريري / صوت الضالع
ظلت حضرموت على مر المراحل تقدم نموذج المحافظة المثالية في الالتزام بالقانون والامتثال للأوامر والقرارات المركزية. غير أن تلك “المثالية” كان يُنظَر إليها باعتبارها نقيصة لا امتيازاً، وكان من بنيها المستوزرين والمعينين في هيئات الحكومات المتعاقبة “ملكيين أكثر من الملك” لضمان امتيازات المنصب والوظيفة، وكله باسم المفترى عليها: حضرموت.
الآن، بعد أن بلغ السيل الزبى، فأعلنت إيقاف الإيرادات عن المركز ، باتت حضرموت مارقة ومتمردة على حكومة اللصوصية التي معتمدها على 70% من موارد حضرموت وإيراداتها.
أذكر في سياق الوصف بالمروق والتمرد أنني كتبت مقالاً في 2008 نشرته صحيفة (الأيام) بمهنيتها المميزة في صفحتها الأخيرة، جعلت عنوانه “حضرموت ليست محافظة يمنية”، فأثار حفيضة النظام وأتباعه، في سياق ريادة حضرموت تظاهرات الحراك السلمي الجنوبي، باعتباره تعبيراً عن نزعة (انفصالية) وفق توصيف أجهزة النظام، وكان ممن أبدوا انزعاجهم من المقال وعنوانه (المستفز للذات الوحدوية!!) الأخ عبدالقادر باجمال، رحمه الله، رئيس الحكومة حينئذ.
اليوم، بعد أن جرت في النهر مياه كثيرة، ينبغي أن يكون لصفة (المروق) دلالة إرادة حضرمية، لا تراجع عنها، فالمروق على لصوصية الحكم أرقى منازل الالتزام، أو بتعبير الصحفي خالد سلمان “إن لم تحجب حضرموت مواردها عن غيلان الفساد الحكومي، حينها فقط تصبح متمردة: على أبنائها وعلى الحق والعدل والصواب”.

‏ سعيد الجريري

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى