التفوا حول رغيف الخبز خمسة أطفال وأمهم ، امتدت الأيادي الصغيرة إليه والأم تنظر بعينيها المكسورة المملوءة ألما وكمدا. رغيف واحد سأتركه لأطفالي قالت اجتمعوا حوله بلا شاي بلا شيء يذكر وفي لحظة وضعته على الصحن، كان هنا رغيف من الخبز ،
الجوع يعتصرها لابأس جوعي أهون من جوع أطفالي ، وتركت لنفسها فرصة تأمل في الماضي القريب حيث كان الأب يحمل لهم الكثير من الطعام يأكلونه ويفيض ، مات الأب وماتت معه كل الأشياء الحلوة.
مسحت دمعة وحيدة استطاعت النزول رغم مقاومة الأم المستميتة، ألا يرى الأطفال دموعها أو يشعرون بحزنها
سنوات مرت على استشهاده تذكرته حينما حمل إليها لتودعه كان الموقف صعبا وثقيلا غاب عن الورى مابقى منه أسماء وخمسة أطفال وصار الحال غير الحال مابين صعود ونزول للدولار.
واخترق الصمت صوت شجار الجيران المعهود فالحياة صراع من أجل البقاء ودائما الجيب فاضي والراتب في المجهول حياتنا تمر تباعا سنوات من المعاناة وسنوات من الشقاء ينحل الجسد من الفاقة والاحتياج ويمرض الأطفال والآذان صماء
والمسؤول كشبه المقتول بلا إحساس ولا ضمير استفاق.
بلد تطحنه الحروب ومزقته المكايدات والمستفيد يشاهد ويكسب والشعب المغلوب على أمره، آلاف القصص ، وبأشكال مختلفة لم تنفتح بعد ولن يسعها كتب العالم كي بدونها .
ماتت في الحكومة الضمير واستشرى الفساد ، فكيف نحاربه ورب البيت أفسده
فإذا كان رب البيت بالدف ضاربا فما على أهل الدار إلا الرقص.