صوت الضالع / محمد مقبل ابو شادي
حوت ثورة الشعب الجنوبي الباسل، و ملاحم البطولة التي خاضتها مقاومته الباسلة و قواته المسلحة ضد جحافل المليشيات الحوثية خصوصًا على العديد من الوقفات العظيمة لقادة عظام حملوا هم الدفاع عن الدين و الوطن، و مضوا ثابتين شامخين متوشحين أكفانهم، لا يخشون في الله لومة سلالي لعين.
و بالعودة إلى أحداث حرب العام 2015 للميلاد، التي شهدتها الضالع و الجنوب بعد الإجتياح الحوثي الغاشم للجنوب في آذار من العام نفسه، برز الدورالمحوري البارز للقائد الشاب الشيخ يوسف أحمد محسن السبعي الأزرقي المعروف بكنيته الشهيرة “أبو الحارث”، الذي برزت جهوده في مختلف مجالات المقاومة التنظيمية و التعبوية و الميدانية.
مع بدى التمددات الحوثية صوب المحافظات الجنوبية جعل الشيخ “أبو الحارث” من منبر مسجده منصة لحشد همم المقاتلين ضد مليشيات الكهنوت المتخلف، متنقلًا بين القرى و المناطق يحذر الشباب من خطر السلالة الحوثية، واضعًا لمسات المقاومة الأولى بشكلها البسيط لمواجهة روافض العصر.
أسس الشهيد “أبو الحارث” في آذار من عام الحرب نقطة أمنية في منطقة الحمراء بالأزارق كانت تمثل نقطة الإنطلاق له و لرجاله صوب جبهات الشرف بالضالع، في العرشي و المدينة و مختلف مواقع الشرف التي شارك فيها برجاله، و قدم مختلف أنواع الدعم المعنوي و المادي.
و بعد الإنتصار الضالعي المبين في آيار من العام 2015 للميلاد، الذي كان “أبو الحارث” أحد صانعيه تحرك صوب جبهة المسيمير برفقة سرايا المقاومة من الضالع و الأزارق يسنده وجود قيادات بارزة آنذاك تقدمها الشهيد النقيب مازن عبيد صالح، و الشهيد فرسان محمود أبو الرجال، و غيرهم من الأبطال الذين شاركوا في القتال إلى جانب إخوانهم من مقاومة الحواشب الباسلة في المسيمير، الذين سطروا ملحمة تحرير ثاني مدن الجنوب بعد ضالع الصمود.
و بعد تحرير المسمير تحرك القائد “أبو الحارث” صوب جبهة بلة و تحديدًا إلى منطقة “النخيلة”، حيث واصل كفاحه المستميت ضد الجحافل، و ظل مرابطًا هناك و متنقلًا بين المواقع يقوم برفد المقاتلين بما يلزم حتى حانت لحظة الخلاص في آب من العام نفسه.
و بعد التحرير الأكبر للمحافظات الجنوبية، و بعد بروز جهوده الكبيرة في الحرب، و نظرًا لصفات القيادة التي يتمتع بها كُلف القائد “أبو الحارث” بتشكيل الكتيبة العاشرة حزم التابعة للواء 33 مدرع من أبطال المقاومة الذين شاركوا في الحرب ضد المليشيات و صناعة الإنتصار، و كذا قيادة القطاع العسكري في الأزارق ضمن نطاق مسرح العمليات العسكرية لمحور محافظة الضالع.
و نظرًا للإمكانيات الشحيحة آنذاك إلا أنه كان نعم الرجل العظيم الذي قهر و تحدى كل الظروف، و قام بتأسيس كتيبته و تدريب أفرادها و التي كان لها الفضل بعد لله في التصدي لأول محاولة حوثية بالتقدم من منفذ تورصة بالأزارق مطلع العام 2019 للميلاد.
و عند اشتداد المعارك بين القوات الجنوبية و مسلحي المليشيات في جبهة كرش بمحافظة لحج أواخر العام 2017 للميلاد، تحرك الشهيد “أبو الحارث” مع رجاله لأسناد الأبطال هناك، جاعلًا من جبهات القتال وجهته، و من هزيمة السلالة الخبيثة هدف عظيم لا رجعة عنه.
و على مقربة من ذلك المكان الذي كتبت فيه الرصاصات الحارقة قصة الثائر الأزرقي الشهيد الشيخ محمد عواس طاهر، في نيسان من العام 1949 للميلاد، كتب الشهيد أبو الحارث مع رفاقه ملحمة عظيمة و تمكنوا بأسلحتهم الشخصية و إمكانياتهم البسيطة من إفشال اجتياح نيسان الحوثي للضالع، عبر بوابتها الجنوبية الغربية مديرية الأزارق، في جمعة السابع والعشرون من نيسان 2019 للميلاد الحزين، توشح فيها الشهيد “أبو الحارث” وسام الشهادة، تاركا خلفه إرثًا بطوليًا و تاريخًا أسطوريًا يصعب تجاوزه.
و حين نتحدث عن الشهيد القائد “يوسف أحمد محسن مرشد السبعي الأزرقي” المولود في قرية الحمراء بالأزارق، فإننا نتحدث عن رجل عظيم جمع الكثير من الخصال و الصفات التي شكلت شخصية “أبو الحارث” قاهر المليشيات و محارب الحق الذي لا يشق له غبار.
و لذلك يمكن القول بأن القائد “أبو الحارث” يعد من أبرز القيادات التاريخية الجنوبية التي كتبت تاريخها العظيم بأحرف من نور، و رغم رحيلها الإستشهادي إلا أن تلك الأسماء ستظل حية في وجدان كل الأحرار يتدارسون هم و أجيالهم تاريخهم البطولي و يمضون على منوال دربهم العظيم.
رحم الله الشهيد القائد البطل يوسف أحمد محسن “أبو الحارث”، و أسكنه فسيح جناته…!
زر الذهاب إلى الأعلى