كتب : عيشة صالح
تشرق الشمس في مدينة عدن وتبدأ فعلتها. أول ما يتبادر إلى ذهن العدني حين الاستيقاظ، متى ستعود الكهرباء؟ متى نرى ماء الحنفية؟ وكأنه استيقظ عن كابوس صور له أنه تائه، يلهث في صحراء قاحلة لا زرع فيها ولا ضرع.
إذا كنت تظن أن الإحراج يبدأ عندما تجد نفسك بدون الماء وأنت في منتصف استحمامك ورغوة الصابون تملأ جسدك، فلا تحرج لأن أرباب الشأن هم من يجب عليهم الشعور بالحرج، ما علينا لن يفعلوا ذلك!
لا شيء يضاهي انقطاع الماء في وسط تحضير الوجبات، حيث تجد نفسك مع مقلاة متسخة وعرق يسيل من جبينك، يشعرك أنك أكثر اتساخا من مقلاتك.
ولكن الأمور لا تتوقف هنا، فنبدأ بالتفكير في كيفية الاستفادة من الوضع ونجعله لصالحنا، لنخفف حدة الحنق على أولئك المسؤولين.
الأطفال يبدؤون في البحث عن وسائل مبتكرة للتسلية في ظل انقطاع الكهرباء، فقد يجدون أنفسهم يخترعون ألعابا تعتمد على الإبداع والتفاعل الاجتماعي والحركة، دون استخدام الأجهزة الإلكترونية.
وماذا عن محاولات التصالح مع الحياة اليومية في ظل هذه التحديات؟ قد نجد الأهل والأصدقاء يشاركون قصصا مضحكة عن محاولاتهم الفاشلة للبقاء باردين أمام الظروف القاسية، أو عن كيفية التعامل مع مشاكل الحياة العامة بذكاء وروح الفكاهة وإطلاق النكات المتعلقة بالماء والكهرباء، وتحويل المأساة إلى كوميديا، وفي النهاية، قد نجد أنفسنا نبتسم.
المحصلة أننا نضحك، ولكن هل نضحك على مواقفنا الكوميدية التي تحدث مع انقطاع الكهرباء والماء، أم أننا نضحك على أنفسنا؟
