خاطرة : إحسان صالح
منذُ أن كُنت طفلةً ووالدتي من تعتني بي؛ حين أخاف تأتي وتربت عليّ وتقرأ لي بعض سور القرآن؛ ليختفي الخوف ويحلُ الاطمئنان في قلبي، إذا بلغ النصبُ مني؛ تسهر بالقرب مني ومحياها يعلوُه الخوف علي، كم كانت تعاني لأجلي تتألم لألمي، وتحزن لحُزني، تبكِ عندما أبكِ، تفرح عندما تراني أفرح، تتمنى إسعادي على حِساب سعادتها، عندما كبِرت وأصبحت فتاة ناضجة ما زال خوفها علي أكبر، تركني الجميع بقارعة الطريق؛ لتأتي والدتي تأخذني من الديجور وتصلني إلى نور أماني، كم تألمت وأهلكني النصب وضاق بي الحال، وامتلأ قلبي بالهموم التي لم ترحم صغر سني.
تأتي والدتي جنة الدنيا؛ لتربت علي تأخذني إلى حضنها الدافئ بعيد عن ضجيج العالم المؤلم، كم تخشى عليّ من أن يمس قلبي أذًا، وهي لا تعلم كم أخشى عليها.
هي الروح لروحي ودوائي وبلسم للقلب يطيب بحديثها؛فاللهم والدتي إلى آخر يوم بعمري.
زر الذهاب إلى الأعلى