صوت الضالع/ متابعات/شقائق/ تقرير/ فتحية علي
لا أحد ينكر الجرائم الإسرائيلية البشعة التي لا يقرها دين ولا عرف، المرتكبة في حق إخواننا في قطاع غزة بفلسطين. جرائم يشيب منها الولدان، جرائم يراها منظرون من المقربات بزوال إسرائيل، على قاعدة “كما تدين تدان”، وكل ما يعمله الإنسان من عمل فإنه مردود عليه طال الزمن أم قصر. والحاصل أن ما تفعله إسرائيل أعمال مردودة عليها فالعدالة الربانية حاضرة ولا تستثني أحداً.
لقد تجاوز عدد الشهداء والجرحى عتبة الـ100 ألف فلسطيني أطفال ونساء عزل وأبرياء أغلبهم لا حول لهم ولا قوة، و10 آلاف مفقود، فيما ينتظر الباقون مصيراً مجهولاً، في ظل استمرار العدوان والنزوح وتفشي المجاعة والأوبئة والأمراض وسوء التغذية، إلى جانب اكتظاظ المستشفيات الميدانية بالمرضى والأطفال الخدج والمسنين، في ظل تدني الخدمة الطبية ونقص الكثير من المستلزمات والأدوية والأكسجين. إلى جانب الدمار الذي طال البنية التحتية بفعل سياسة “الأرض المحروقة” التي انتهجها الكيان الصهيوني الإسرائيلي المعتدي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
وضع كارثي وحرب إبادة لم يشهد القرن الحديث مثيلاً لها. والمستهجن أنه أمام كل ذلك تقوم بعض القنوات المشبوهة أمثال قناة الجزيرة القطرية الإخونجية ببث مقاطع فيديوهات مفبركة تعكس الحقائق، تظهر خلالها انتصارات وهمية للفلسطينيين على الجيش الإسرائيليّ، ومشاهد لانتصارات وهمية تتنافى مع ما هو حاصل على الأرض، وفي المقابل توهم المشاهد إن الجيش الإسرائيلي قد هزم وإن المقاومة الفلسطينية قتلت وأسرت ودمرت وغيره من الكذب الهادف إلى شيطنة الكيان الإسرائيلي وشرعنة جرائمه ضد الفلسطينيين. كما تتعمد إعادة بث شريط عملية 7 أكتوبر 2023م التي نفذتها حماس ضد إسرائيل وتكرره مراراً على قناة الجزيرة لتذكير الشارع والرأي العام الإسرائيلي بما فعله الفلسطينيون للتقليل من حجم جرائم المحتل الصهيوني وشحنه ضد الفلسطينيين، وتبرير استمرار هجماته ضد الشعب الفلسطيني.
– الإعلام الإسرائيلي يضخم المقاومة الفلسطينية
يرى مختصون أن هناك تنسيقاً غير مباشر بين بعض القنوات العربية والإسرائيلية، ففي الوقت الذي تبث فيه بعض القنوات العربية انتصارات ميدانية للمقاومة الفلسطينية، تبث القنوات الإسرائيلية أخبارا عن تكبد قواتها خسائر فادحة، وأن الجيش الإسرائيلي يواجه مقاومة فلسطينية كبيرة، وذلك لتبرير جرائمه ولأجل ذر الرماد في عيون الرأي العام العربي والعالمي، ولإخفاء جرائم جيشه ضد الشعب الفلسطيني وللمضي قُدماً في تنفيذ سياسة الإبادة والتهجير.
– دغدغة مشاعر الشباب والضرب على وتر غزة
يلعب الخطاب الديني دوراً كبيراً في تهييج وشيطنه الشباب العربي ودغدغة مشاعره وتأليبه ضد حكامه. خطاب غير عقلاني وغير منطقي، حيث نسمع بعض الشيوخ – خصوصًا ممن ينتمون إلى حزب الإصلاح اليمني الإخواني ممن كان لهم دور في صناعة التنظيمات الإرهابية أبان الحرب في أفغانستان – يحفزون ويشجعون الشباب على ضرورة الذهاب إلى فلسطين للجهاد، مع علمهم ويقينهم أن الطرق إلى فلسطين مغلقة، وإنما يهدفون من ذلك إلى غرس أفكار عدائية في عقولهم ضد حكامهم، ولتشكيل خلايا إرهابية معادية للجنوب ومؤيدة لما يقوم به الحوثي في البحر الأحمر .
– مليشيات الحوثي تجند زنابيلها وتدفع بهم صوب الجنوب
يرى مختصون أن هناك تنسيقا بين الإخوان والحوثي، حيث استغل الطرفان الحرب في غزة لجمع التبرعات ولتحشيد الشباب، وتشكيل جماعات متطرفة دموية قاتلة مشحونة ضد الداخل الجنوبي خاصة والعربي عامة، إلى جانب تفعيل الخلايا النائمة، حيث تجند مليشيات الحوثي زنابيلها وتزج بهم صوب خطوط التماس الحدودية مع الجنوب بمناطق لودر والضالع وبيحان، وفي المقابل يعمل الإخوان المسلمون داخل الجنوب على تحريك ودعم خلاياهم الإرهابية للقيام بعمليات إجرامية ضد القيادات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، عبر المفخخات والعبوات الناسفة.
لقد استثمر الطرفان الحرب في غزة لتنفيذ نوايا خبيثة مبيتة ضد الجنوب، وكل ذلك يندرج ضمن المخطط الإيراني الفارسي الكبير الهادف إلى تدمير الأمة العربية، لاسيما أن إيران لاتزال تحتضن قيادات التنظيمات الإرهابية، يتقدمها المدعو (سيف العدل) زعيم تنظيم القاعدة، إلى جانب دعمها السخي لأذرعها الإرهابية في اليمن ولبنان والعراق وسوريا.
ختاماً.. يتعين على أرباب الأسر الجنوبية التنبه لما يحاك للشباب والنشء والتصدي له بحزم.
زر الذهاب إلى الأعلى