كتب :حسين أحمد الكلدي
في العام 89 -90 م كنت موظف لدى شركة معروفة في السوق لاستيراد الملابس الجاهزة الاوروبية الراقية وفي ذلك الوقت حصلت احداث حرب الخليج المفاجئة جعلت الكل يتوجس من المستقبل وكل واحد له حساباته الخاصة بالطريقة التي يراها مناسبة لوضعه ولظروفه واختلط الحابل بالنابل وتغيرت الموازين على الجميع وهوت نفوس كثير من الشباب أرضا بسبب التغير المفاجئ وقرروا العودة لبلدانهم دون تخطيط مسبق نتيجة ان الوضع غير مريح والرؤية ضبابية غير واضحة ونتيجة للتفسير الخاطيء للاحداث خسر كثير من الشباب وظائفهم واعمالهم حتى ان بعض رجال الأعمال اقدم على تصفيه كاملة لكل اعماله دون حساب النتائج السلبية المترتبة على ذلك مستقبلا ولي أصدقاء ضمن تلك الافواج احدهم مقيم مع اسرته والاخر صديق عزيز قررالعودة للبلد خروج نهائي وطلب مني مساعدته لترتيب بعض اموره اثناء استقراره للعمل في البلد و لي أصدقاء واخوان اعرفهم ذو مصداقية فطلبت من احدهم التعاون معه بهذا الخصوص وتسهيل اموره والصديق الاخر كان همه الخروج فقط ولايهمه ماسوف يحدث معه في المستقبل وكنت ضمن هولاء الشباب صغار السن وعندي مبلغ من المال اريد ان ابني به سكن لاسرتي ووضعي الخاص كان صعبا جدا لعدم وجود سكن لاسرتي وفي تلك الظروف كانت امي الله يرحمها ويسكنها الجنة تضغط علي وتحثني ان استعجل ويكون ذلك في اقرب وقت ممكن لكنها لاتعلم ظروفي التي اعيشها فالوضع المادي لايسمح لي حتى بالتفكير في البناء والمبلغ الذي في حوزتي اريد له ان يكون في امان لان الظروف غير مفهومة بالنسبة لي واتخذت قرار ان ارسله مع صديقي لانه بمثابة اخي واثق فيه الى ابعد الحدود وكان عندي الثقة انه يوصله الى يد امي للاحتفاظ به لحين عودتي وعندها اتخذ القرار المناسب للعمل فيه ولكن صاحبي احتفظ بالمبلغ معه دون ان يبدي السبب واستمرت بيننا المراسلات لمدة سنتين لعل وعسى يوصل المبلغ حسب اتفاقي معه ولكن دون جدوى وكان يتحجج بانشقاله الدائم بامور هامة وبداء يتسلل الغلق الى نفسي فقررت السفر وكان نهاية العام 90 م اخذت اجازة من الشركة وسافرت وتقابلنا في عدن وطلبت منه المبلغ الامانة ولم اجد منه غير الوعود المتكررة لتدبيره خلال شهر فقبلت منه ذلك على مضض وكان يوهمني ان له مبلغ كبير يستلمه ويسددني ولاكن لاحياة لمن تنادي عداء الوعود و المماطلة وهو في انتظار سفري فقط وفي ذلك الوقت حصلت على منزل فكان ثمن المنزل يساوي المبلغ الذي جمعته خلال السنتين زائدا المبلغ اللذي عنده واتخذت قرار شراء المنزل طالما وجدته يتناسب وميزانيتي وهذا حلم بالنسبة لي ان يكون لي منزل في المدينة ولكن في مثل( يقول جائت الحزينة تفرح مالقيت لها مطرح ) التموا علي الأصدقاء وكل واحد منهم له هدفه وبوجه مختلف باسم القرابة والصداقة والادعاء بالاخوة وغشني في منزل العمر وظهر لي فيما بعد انه لايصلح لي سكن في المستقبل ولا لاولادي ولايصلح موقعه تجاريا او سكنيا المهم دفعت قيمة المنزل بعد ان دبرة القيمة والصديق قبض عمولتة وباعني بثمن بخس ولا حتى تذكر العيش والملح ولا الاخوة وحقيقة لا املك شيء غير هذا المبلغ الذي جمعته بحوالي اربعة سنوات يعني صرت صفر اليدين والصديق الاخر عندما قرر السفر ارادت ان اقف معه وهو استغل الاخوة وعرض سيارتي للبيع يالله ليه نتيجة ثقتي فيه وكنت اعيره هي ليقضي بها اموره الخاصة ومن خلال هذه الكلمات اقول لك غير وجهة نظرك كن صريح مع نفسك لاتسمح لاحد ان يستغل تعاطفك معه او ثقتك وطيبتك الساذجة وتعتقد ان طريقتك هذه تتصف بالمثالية او الرجولة فانت غلطان من الافضل لك ان تراجع تصرفاتك مع من هم حولك ومن لايستحق وتكون واقعي وصادق وامين مع نفسك ان سيارتك ومالك واسرتك وكلما تملك هي حقوقك الشخصية فلا تتهاون بها وتولي غيرك عليها باسم الثقة .
فعندما عدت وجدت نفسي لااملك شيء وذهبت للشركة لمواصلة العمل لاكن الشركة غيرت النشاط كليا الى المواد الغذائية وفي ذلك الوقت لايسمح لنا العمل بهذا المجال وطلبت من الشركة قبول استقالتي لظروفي الخاصة وتمة الموافقة بعد عدت محاولات معهم ومن ثم بداءت افكر بالعمل لحسابي الخاص بتوجيه من صديق عزيز صادق حثني على ذلك لانه سبقني في مجال العمل الخاص وبحكم خبرته التي اكتسبها ومعرفته بخبرتي وما امتلكه من ارضية قوية في السوق نتيجة التعامل مع الجميع ومعرفة الشريحة الكبيرة التي املكها من العملاء تمت نقاشاتنا بشفافية وصدق حول العمل وتوكلت عاى الله وفي الاخير حصلت على الاستنتاج الاتي في قاعدة هامة للحياة انه لاتودع فلوسك ولا سرك ولا اسرتك لدى احد مهما بلغت الثقة فيه حتى لو وصلت عنان السماء .
( لان السر ينكشف والمال يضيع وتضيع كرامتك ويضيع الصديق ) فانت الشخص الوحيد من يحافظ عليهم ويحرسهم ويؤتمن بهم جميعا فهم تحت سيادتك وخصوصياتك وانت اولى بهم جميعا من غيرك وتخلي عن الثقة العمياء فحافظ على مالك وسرك واسرتك وصديقك واملاكك الخاصة وكل شيء في دائرتك والصديق احفظ له حدود الود في علاقة الصداقة وان لاتتعدي ولا يتعدي على تلك الحدود فالصديق هو من صدقك القول والعمل فالكلمات الجميلة الرنانة والناعمة وقت الراحة والانسجام فهي لاتدل او تبرهن عن صدق المشاعر ولا عن الوفاء اوالصدق اوتدل عن الامانة بل هي كلمات انية مستهلكه للحظة نفسها وتنسى من قبل الجميع بعد انقضاء تلك اللحظة وتبقى دوما من الذكريات .
زر الذهاب إلى الأعلى