كتب : نادين عبد الجبار
حيا على الجهاد
هكذا كانت منابر المساجد معلنة جرس التحرير المقدس والخالد….
وهكذا لبى صغيرنا والكبير النداء..
ك يومنا هذا وكأنه واقع الآن بكل تفاصيله حد رجفة الخوف ونشوة الانتصار,
إنها اللحظات الأولى من ملحمة الضالع التاريخية ومن ك الضالع يصنع ملاحم!!!
ومن ك شبابها الثائرون!!
من ك أسودها وشرارة الجنون…!!
أنه اليوم المشهود المنشود المحتشدة سماؤه أرواح ودخان وشهادات والرصاص
تكبيرات منادية وشباب لا يتجاوز أعمارهم العشرين تشهد في أعينهم حب التحرير وشغف الشهادة،
شيوخ وشباب كلاٌ بسلاحه الشخصي
بل حتى من لم يملك بندقية أخذ سكين،
جميعهم ثائر، زاحفون نحو المواقع غير منتظرين دعم ولا مساندات ولا حتى طائرات…
تحول كل منهم قذيفة
وهاجم بقلب يحب الموت أكثر من الحياة…
أتذكره ك اليوم ك الآن
أتذكر شقيقي يودع والدتي لذهاب للحرب،
وأي حرب ستعرفها يا محمد
هذا ما قالته أمي وهو يلبس “الشال”
ليرد بلكنة ضالعيه بحتة “” هذا الضالع ومه كيف تشتيني أخليها للحوثه والله لنموت ولا يدخلوا فوقنا “”
قرأت أمي على رأسه وودعناه وودعته للحرب ولأجل الضالع…
محمد ابن 18 عاما -لأول مرة- يحمل بندقية
غادر هو وأصدقائه الذي لم يتجاوز كذلك أعمارهم 20 لكن وطنيتهم تجاوزت حدود الواقعية…
لم يكن وحده شقيقي من ذهب للمعركة بل لم يبقى رجلٌ من بيت ضالعي إلا وشارك وإن لم يكن بالجهاد الحربي، ف بجهادات كثيرة أخرى…
انتصرت الضالع
هكذا سمعتهم يقولون
بعد لليلة دامية دخانية شهدناها بثقب الموت المؤبد وصحونا على تهليلات الانتصار وصغاريد الفرحة…
حينها رحل عظماء يخلدهم التاريخ الضالعي
كان هناك الكثير من الشهداء
والكثير الكثير من المواقف البطولية التي لم تشهدها أي محافظة ثائرة ك الضالع
سقط أخ وبعده أخاه
وصديق ممسك يد صديقة
وجار يركض بجاره الذي حذرته جارتهم أن ينتبه له…
سقط غريب وحمله غريبا
أبناء القرى كلهم ضالع
وكل للهجات توحدت بكلمة الله وأكبر
تقاسموا الأسلحة والأكل والماء
وحتى الأكفان…
كلهم كانوا يركضون نحو التغير
نحو فكرة الاستقلال
نحو قضية الجنوب
ونحو العيش بسلام
السلام الداخلي للإنسان الضالعي الذي لا يحتاج بعده لجوع أو إهانة…
انتصرنا
وانتصرت الضالع
وشهدنا اليوم المشهود
وسقت دماء الثائرين أرض الصمود وبقيت الوعود
والعهود وقسم القضية الأولى وفكرة الخلود
زر الذهاب إلى الأعلى