اخبار محلية

‏”البراغماتية” في مسار المجلس الانتقالي الجنوبي: نحو الاستقلال والتحديات الراهنة

‏"البراغماتية" في مسار المجلس الانتقالي الجنوبي: نحو الاستقلال والتحديات الراهنة

سيتضح للجميع، مع مرور الزمن، فضاعة خطأ كل من أساء إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، واستعداء رجاله المخلصين، ستكشف الحقائق ويظهر الطريق الآمن الذي يتحدث عنه كل منتسب شريف وموثوق لقضيته وقيادته والتحالف الذي يسير معه.

إن المعلومات التي نتلقاها من إعلام الأعداء، ومحاولاتهم لضرب النسيج الاجتماعي الجنوبي، لا تمثل أكثر من 5% من الحقيقة، بل هي في معظمها كذب وتضليل، وما يعرفه الشارع الجنوبي لا يتجاوز الـ 5% من الأحداث الجارية في الكواليس.

لقد كانت لغة القوة هي السائدة ضدنا لعقود طويلة، لذا فإن تحقيق التكافؤ في القوة قد يكون السبيل لتغيير هذا الوضع، ورغم ذلك، سنظل منفتحين على الأطروحات الإقليمية والدولية التي تهدف إلى تحقيق السلام الشامل والمستدام والاستقرار بالمنطقة، والعمل نحو توافقات سلمية عادلة لشعبنا المناضل والمكافح.

حين أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي الإدارة الذاتية في محاولة لتصحيح الوضع الذي لم ينقذه اتفاق الرياض، عادت الحكومة الشرعية إلى سلوك النظام الوحدوي السابق، المتمثل في تهديد شعب الجنوب بالآلة العسكرية والمزيد من القمع والقتل والتشريد، لكن اليوم ليس كغدٍ، لقد أصبح بيد المجلس الانتقالي الجنوبي، الملتزم بمشروع استقلال شعب الجنوب، القوة اللازمة لمواجهة القمع الذي استخدمه النظام دائماً، طالما أن مسار التفاهم عبر اتفاق الرياض لم يتحقق حقيقة على الأرض.

لذا، نؤمن أن مسار المجلس الانتقالي الجنوبي البراغماتي سيقود الجنوب إلى انتزاع حقه المسلوب واستعادة دولته الجنوبية المستقلة، فبوصلتنا الوحيدة هي مشروع استقلال الجنوب، ولا يمكن أن تقيدنا شعارات كاذبة أو “محور ممانعة” كالذي تحركه جماعة الحوثي، المرتبطة بمشروع إيران الخبيث في المنطقة، كما أننا لن نقيد بأيديولوجية إخوانية أو مصالح متنافرة تتنافى مع مصالح شعبنا الجنوبي الأبي.

حتى العلاقة التي بنيناها مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، والتي يتم الحديث عنها كثيراً، هي علاقة عملية تعتمد على اقتناع الإمارات بأن مشروعنا البراغماتي يهدف إلى خدمة شعبنا دون أن يعادي المنطقة أو يسعى إلى حروب مستمرة، هذه العلاقة تعكس توجهات القيادة السياسية بالمجلس المنفتحة تجاه كل من يؤمن بحق شعب الجنوب باستعادة دولته المسلوبة، كذلك حلم شعبنا القديم الجديد والذي لا يزال يتجدد حتى يصبح واقعاً ملموساً حياً معنا ما حيينا رغم سنوات القهر والقمع والإذلال.

لذا، فإن المجلس الانتقالي الجنوبي، ممثلاً بالرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، يعمل بجد على معالجة جميع مشكلات الجنوب مع الجيران والعالم أجمع، ويسعى لإبراز الجنوب بكل ذهاء وحكمة ليكون كياناً مستقلاً يقوم على أسس حسن الجوار والتعايش بسلام مع باقي الأمم.

أخيراً وليس آخراً، فإن كل المنعطفات التاريخية الحادة التي يمر بها شعبنا تؤكد إصرارنا على استقلال الجنوب والانطلاق مجدداً نحو بناء دولتنا الجنوبية الفيدرالية المستقلة التي تقوم على أسس ديمقراطية برلمانية فاعلة تسعى للعدالة والإنصاف وخلق فرص العيش الكريم لشعبنا الذي عانى لعقد من الزمان من التهميش والقمع.

هذه هي الحقيقة التي فرضت نفسها كشمس في رابعة النهار، لا يراها إلا من استنار عقله، والباحث عنها قد ينصدم بها، ولكنه مع مقاومة ما ألف عليه سوف يستنير عقله ويرى الحقيقة، ومن يدّعي عكس ذلك فقد حكم على نفسه بالبلاهة أو المس أو الجنون، وما عليه إلا مراجعة نفسه لعله ينتشلها مما قد أوقعها فيه. واختتم حديثي بمقولة عمر بن العاص: “المرء حيث يجعل نفسه، فإن رفعها ارتفعت، وإن وضعها اتضعت”، ويقول الشاعر: وما المرء إلا حيث يجعل نفسه، فكن طالباً في الناس أعلى المراتب.

علي أحمد الجفري  

نائب رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي  

بمحافظة حضرموت

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى