كتب : سيناء محمد
في جينات الإنسان تنمو صفات سلبية من بينها هذه الصفتان” الأنانية والجشع”، لتؤثر على سلوكياته وعلى تفكيره بشكل كبير بعد أن تتسلل إلى قلبه دون إرادته، فالانانية تعد صفة مذمومة وهي بمثابة مرض نفسي تجعل الشخص مصاب بجنون “الأنا”، ويرى أن الكون لابد أن يتمحور ويدور فقط حوله ولأجله، ويخدم احتياجاته دون سواه من الناس، وهذا ما يسمى ايضاً بمرض جنون العظمة.
فيما تأتي صفة “الجشع” لتزيد من ذلك الهوس الشخصي، وتعزز من رغبة الشخص المريض بهذا الداء في التفكير النرجسي المفرط، ويجعل تفكيره فقط كيف يستطيع الاستفادة الشخصية من كل شيء، بعيداً عن مشاركة الآخرين له، وهذه أيضاً تدفع الشخص إلى حب التسلط دون أن يدرك بأن الطمع يهلك صاحبه، ودائماً ما تكون نتائجه وخيمة ومؤلمة على نفسية الشخص بعد أن يصبح منبوذاً ومدحوراً ولا يطيقه أي بشر.
أن الأنانية والجشع تؤثران على العلاقات الإنسانية والمجتمعية بشكل سلبي، وتزرع بذور الخلاف والتوتر بين الناس، لأنها تجعل الشخص ينظر إلى العالم من منظور ضيق وتعكس تعقيداته النفسية المليئة بمجموعة من الصفات المتضاربة مع بعضها.
اليوم نحن بحاجة ماسة إلى مراجعة تفكيرنا بعيداً عن حب الذات الذي يقلل من احترامنا للآخرين، ولهذا من الضروري فهم حدود الأنانية والجشع وحب الذات والسعي لتحقيق التوازن من خلال تعزيز القيم الإنسانية لكي نعيش حياة يسودها الوئام والانسجام مع البيئة المحيطة بنا.
وفي النهاية نستطيع القول أن السعادة الحقيقة تكمن في القدرة على السلام الداخلي، وعلى بناء علاقات صحية مع الآخرين، تبنى على قيم التعاون والاحترام وتقدير الذات، والقدرة على التفكير الشامل والعمل الجماعي، والابتعاد عن كل ما يتعلق بالانانية والجشع لأنها باختصار تدمر العلاقات الاجتماعية والتواصل الإنساني، وتحصر صاحبها وحيداً ومعزولاً في زاوية ضيقة، لينطبق عليه المثل القائل:”على نفسها جنت براقش”.
زر الذهاب إلى الأعلى